"الاستروكس" ذاك المخدر اللعين، الذى بات خطرا قادرا على تدمير عقول الشباب المصري، وكان وراء ظهور وارتكاب جرائم بشعة لم يشهدها المجتمع المصري. في البداية يفسر خبراء الأمن والاجتماع ذاك الانتشار السريع للمخدر البني المعروف بالاستروكس وسط فئات عريضة من الشباب وخاصة المناطق الشعبية والخطرة بقلة تكلفته مقارنة بأنواع أخرى من المخدرات باهظة الثمن مثل الحشيش والهيريون، فضلا عن عدم تجريم الاستروكس من الأساس، قبل أن تلفت وزارة الداخلية لخطورة ذلك المخدر وأثارة التدميرية على الشباب والمتعاطين، خاصة فى ظل لجوء كثير من التجار لتصنيع هذا المخدر بشكل عشوائى بحثاً عن الربح والمال. "حسين ،ب"، يشارف عمره على السادسة عشر عاما، لم يجول برأسه أن "شلة الشارع"، وأصدقاء السوء سوف يضعانه على أول طريق ادمان الاستروكس في هذه السن المبكرة، ويتذكر أول جرعه تناولها من الاستروكس «خد ماتبقاش عيل» تلك العبارة دفعت حسين بن عزبة النخل لتعاطي الاستروكس حتى لا يعتبره أصدقاءه جبانا كما يقول. يضيف الفتى، الذي استطاع بفضل أسرته ووالدته تحديدا أن يستدرك ما بقي من حياته ويبتعد عن الاستروكس، أنه بدأ طريق المخدرات بسيجارة حشيش في إحدى جلساته مع أصدقاءه بمنطقة فضاء منذ 8 أشهر، ليبدأ بعدها تدخين المخدر بشراهة باعتباره اشارة إلى الرجولة والبلوغ بين أقرانه، لكن تغير أخلاقه وسلوكياته التي وصلت لحد السرقة كانت كفيلة بأن تلفت انباه والدته لتصرفاته فزادات من الرقابة عليه « أمي اغمى عليها لما عرفت إني بضرب استروكس وكنت بشر بحشيش» هكذا يوضح الفتى حسين. مرض امي بسببي كان بداية الطريق لإعادة النظر في حياتي فقط بدأت ابتعد عن أصدقاء السوء ولم أعد اقصد دواليب الحشيش والاستروكس، بالقرب من شارع الصرف، الحمد لله تمكنت من الشفاء تماما» بتلك الكلمات انهى حسين حديثه عن رحلته في عالم المخدرات. بنشاط يغدو محمد ويعدوا نشيطا ليقدم لزبائن مقهي بلدي بمنطقة المرج الطلبات في سعادة ونكات مع من حوله، حال محمد لم يكن هكذا منذ 10 اشهر تقريبا فقط كان إنسانا أخر غارقا في الفوضى واللامبالاة ومتعاطيا للمخدرات بل ولصا في بعض الأحيان ليتمكن من شراء جرعة الجشيش أو الاستروكس الذي كان أخر عهده بأصناف المخدرات، قبل أن تنشله أيدي أسرته من ذاك العالم الأسود. «لا تتخيل كيف كان حالي فقط صحتي وأهانت والدتي وابي وخسرت كل أصحابي القدامي وصرت إنسانا منبوذا في منطقتي كلها بسبب المخدرات».. في جرأة يحكي محمد كيف هوى به الحال في هذا العالم السحيق للكيف والمزاج، مضيفا أن أهله كانوا يوثوقونه بالسلاسل حتى لا يخرج من البيت ويتوقف عن تعاطي الاستروكس والذي كان يحوله لأشبه بالموتى الأحياء أو «الزومبي». يشرح الشاب الذي تجاوز للتو 33 من عمره أن الحصول على الاستروكس من أسهل الأشياء في المرج، ولهم دواليب معروفة ناحية الدائري وبالقرب من منطقة الخصوص، وأنه نجح في الاقلاع نتيجة شدة أسرته معه ولرغبته الحقيقية في التخلص من تلك الحياة الأشبه بالموت الحمد اشتريت نفسي من جديد وربنا يسامحني على اللي عملته في أهلي» نهاية حديث الشاب الذي تقدم لخطبة أحدهم ووافق أهل الفتاة بعدما وضع لفترات طويلة على قائمة الرفض بسبب سلوكه القديم. من الناحية الأمنية فإن الإستروكس من المخدرات التخلقية التى انتشرت بين الشباب مؤخراً، وهو من المواد شديدة الخطورة على جسم الإنسان، يمكن متصنيعه من مجموعة من المواد الكيمياوئية فى المعامل بواسطة تجار المخدرات، الذين يخلطون المواد الكيميائية على البردقوش. «أنا شفت شباب زي الفل ادمرو وتقريبا ماتو بالحيا بسبب الاستروكس وعشان كده قررت أسيبه» كان ذاك السبب الذي دفع "جلال. ح"/ مساعد كهربائي، بالمطرية، للاقلاع عن تناول الاستروكس، مضيفا أنه مخدر قاتل ومغشوش ومصنوع من مواد سامة وحارقة للرئتين. واستطرد جلال «يا استاذ دول بيجيبو بودرة سم فئران، يخلطوها مع سبرتو أبيض،و مبيدات حشرىة، وتخلط بالبردقوش، والتبغ عشان يعملو خلطة الموت اللي اسمها استروكس»، لافتا أن تلك الخلطة مميتة وتحول الشخص المدمن لها إلى كائن غريب لايشعر بمن حوله.