على الرغم من العلاقات المتوترة بين الولاياتالمتحدةوالهند، خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلا أن هناك بادرة أمل في تحسن الأوضاع بين البلدين. هذا التطور جاء مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ووزير الدفاع جيم ماتيس، إلى العاصمة الهنديةنيودلهي، حيث عقدا مباحثات مشتركة مع نظيريهما. واستقبل كل من وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج، ووزيرة الدفاع نيرمالا سيتارامان، الوزيرين الأمريكيين في مطار أنديرا غاندي الدولي. وأشارت شبكة "بلومبرج"، إلى أن كل من الطرفين وقعا على اتفاقية التوافق والأمن الخاصة بالاتصالات، التي ستعمل على تحسين الوصول إلى شبكة المعلومات والمشاركة فيها، كما وافقا على القيام بمناورات عسكرية مشتركة العام المقبل. وأعرب الجانبان عن رغبتهما في مشاركة شركات الدفاع الهندية، في توفير المعدات العسكرية، للقطاع الدفاعي في الولاياتالمتحدة، خلال الفترة المقبلة. اقرأ المزيد: روسياوإيران تتسببان في توتر العلاقات الأمريكيةالهندية إلا أن الشبكة لفتت أيضًا إلى أنه لا يوجد أي تطور يذكر بخصوص الخلافات بين الدولتين، التي من المتوقع أن تقضي على استراتيجية الإدارة الأمريكية لمواجهة الهيمنة الصينية على آسيا. وكانت الولاياتالمتحدة قد هددت بفرض عقوبات اقتصادية على حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ما لم تخفض مشتريات النفط من إيران، وإلغاء صفقة بقيمة 6 مليارات دولار لشراء نظام الدفاع الصاروخي "S-400" من روسيا. أزمة النفط وإيران وكشف عدد من المصادر، أن الهند ستحاول خلال المحادثات التوضيح للولايات المتحدة بأن أي خفض لاستيراد النفط الإيراني امتثالا للعقوبات الأمريكية قد يؤثر على الاقتصاد الكلي للدولة، حيث إن النفط الإيراني أرخص بكثير. وفيما يتعلق باستيراد النفط الإيراني، قالت المصادر إن الهند قد تنقل أيضًا إلى الولاياتالمتحدة أن بعض مصافيها يعتمد على نوع معين من النفط الخام، وأن التعديلات التقنية فيها قد تتطلب استثمارات ضخمة، إضافة إلى المزيد من الوقت. ومن المقرر أن تفرض الولاياتالمتحدة عقوبات اقتصادية على النفط الإيراني في نوفمبر المقبل، بعد انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني في مايو الماضي. اقرأ المزيد: هل تستعد الهند لوقف وارداتها من النفط الإيراني؟ وكانت الهند قد أكدت أنها لن تمتثل إلى العقوبات الأمريكية على طهران، حيث صرحت سواراج في وقت سابق، أن "الهند تعترف فقط بالعقوبات المفروضة من الأممالمتحدة، ولا تعترف بأي عقوبات خاصة بكل بلد". ونقلت "بلومبرج" عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية قوله إنه من المحتمل ألا تصل كل من الهندوالولاياتالمتحدة إلى اتفاق حول واردات النفط الإيرانى خلال هذه الزيارة بالرغم من المحادثات "التفصيلية للغاية" التى جرت يوم الخميس. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن المحادثات ستستمر قبل الموعد النهائي الذي حددته إدارة ترامب للدول في الرابع من نوفمبر المقبل لوقف واردات النفط الإيراني أو التعرض للعقوبات الأمريكية، ورفض المسؤول إعطاء مزيد من التفاصيل حول مكان المحادثات. وكان مسؤولون هنود قد صرحوا ل"بلومبرج" في وقت سابق، أنهم على استعداد لخفض واردات النفط الإيراني بنسبة تصل إلى 50% لضمان الحصول على تنازل أمريكي لمواصلة استيراد النفط الإيراني. منظومة "S 400" الروسية الهند التي تربطها علاقات دفاع طويلة الأمد مع روسيا قالت في وقت سابق إنها ستمضي قدمًا في صفقة الأسلحة الروسية التي تقدر قيمتها بنحو 6 مليارات دولار. حيث من المقرر أن تحصل نيودلهي على منظومة الدفاع الصاروخي "S 400" الروسية، على الرغم من تهديد الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات عليها. اقرأ المزيد: روسيا تبيع منظومة صواريخ «إس 400» لدول متصارعة في الشرق الأوسط حيث لم يصل الطرفان في المحادثات المشتركة بينهما إلى حل وسط، لكن بومبيو ألمح في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الهندية، إلى أنه من الممكن استثناء الهند من العقوبات الأمريكية. وقال وزير الخارجية الأمريكي "نحن نتفهم تاريخ علاقة الهند مع روسيا، كما أن جهودنا هنا لا تكمن في معاقبة الشركاء الاستراتيجيين الكبار مثل الهند". كانت الهند قد انتهت مؤخرًا من المفاوضات مع روسيا للحصول على المنظومة الدفاعية، وتحاول الدولتان الآن إيجاد طريقة للتهرب من العقوبات الأمريكية. حيث يمنح قانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات، الذي تم توقيعه في أغسطس 2017، ودخل حيز التنفيذ في يناير الماضي، إدارة ترامب الحق في بمعاقبة الكيانات المشاركة في صفقات كبيرة مع قطاعات الدفاع أو الاستخبارات الروسية.