يبدو أن العلاقات بين الهندوالولاياتالمتحدة، والتي تلقت دفعة قوية في الأشهر الأخيرة، قد أصابتها مشكلة صعبة مؤخرًا، حيث تتطلع نيودلهي إلى شراء نظام الدفاع الجوي الروسي "S-400". وقد تسبب الاتفاق المقترح مع روسيا في حالة من التوتر مع الولاياتالمتحدة، والتي أعربت عن مخاوفها من أن ذلك سيصعب من التعاون العسكري بين الجيشين الهندي والأمريكي. موقع "فيرست بوست" الهندي أشار إلى أنه في الوقت الذي تعززت فيه العلاقات بين نيودلهي وواشنطن في الآونة الأخيرة، دعت الولاياتالمتحدةالهند إلى لعب دور أكثر أهمية في منطقة المحيط الهندي والهادي وأفغانستان، إلا أن الصفقة العسكرية مع روسيا وفرض الولاياتالمتحدة عقوبات على إيران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني قد يتسببان بصدع في العلاقة. الصفقة الهندية مع روسيا تخطط الهند لشراء أنظمة الصواريخ الدفاع الجوي "S-400" للقوات الجوية الهندية من روسيا، حيث قال أحد كبار أعضاء الكونجرس الأمريكي: إن "الاتفاق المقترح سيتسبب في تعقيد التعاون العسكري المشترك بين الولاياتالمتحدةوالهند". وصرح عضو مجلس النواب الجمهوري ماك ثورنبيري لمجموعة من الصحفيين في دلهي، أن الإدارة الأمريكية والكونجرس يشعران بقلق شديد بسبب نظام "S-400"، مضيفًا أن هذا القلق ليس متعلقا بالهند فقط، ولكن أي دولة ستحصل على هذا النظام ستعوق قدرتنا على العمل المشترك". اقرأ المزيد: «إس 400» الروسية تضع العلاقات التركية الأمريكية على حافة الهاوية وذكر تقرير نشرته شبكة "نيودلهي" الهندية، أن قرار الهند للمضي قدمًا في التعامل مع روسيا، يمكن أن يؤثر على حصول الهند على طائرات بدون طيار من طراز "بريداتور" أمريكية الصنع، والتي كان يمكن استخدامها في عمليات ضد منصات إطلاق الصوارخ على طول الحدود مع باكستان. كانت الهند قد انتهت مؤخرًا من مفاوضات الأسعار مع روسيا، وتحاول الدولتان الآن إيجاد طريقة للتهرب من العقوبات الأمريكية، حيث يمنح قانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات، الذي تم توقيعه في أغسطس 2017، ودخل حيز التنفيذ في يناير الماضي، إدارة ترامب الحق في بمعاقبة الكيانات المشاركة في صفقات كبيرة مع قطاعات الدفاع أو الاستخبارات الروسية. غير أن المُشرعِين والخبراء الأمريكيين حذروا من أن فرض عقوبات على الهند بموجب القانون الجديد، إذا اشترت نظام الصواريخ الدفاعية "S-400" من روسيا، قد يكون له آثار كارثية على العلاقات الهنديةالأمريكية. وقد أوضح ثورنبيري أن العقوبات ضد نيودلهي غير مرجحة في المرحلة الحالية، ومع ذلك ، قال: إن "بندًا في قانون تفويض الدفاع الوطني الذي ينتظر موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي، وأقره مجلس النواب في 24 مايو، سيسمح لإدارة ترامب بتعليق العقوبات بموجب قانون مكافحة الإرهاب". لكن على الرئيس، أن يقدم شهادة للكونجرس بأن البلد الخاضع للعقوبات ويسعى إلى تعليق العقوبات عنها يعمل على الحد من علاقاته مع روسيا. وأشارت الصحيفة الهندية إلى أن الطريقة التي تتعامل بها الولاياتالمتحدة مع هذه القضية حاسمة للغاية بالنسبة للهند، التي تمتلك علاقات عسكرية واستراتيجية عميقة مع روسيا، حيث لاتزال تشتري الهند أكثر من 60% من معداتها العسكرية من روسيا، وتشكل الأسلحة السوفيتية، نحو 70% من تسليح القوات المسلحة الهندية. اقرأ المزيد: روسيا تبيع منظومة صواريخ «إس 400» لدول متصارعة في الشرق الأوسط ومع ذلك، من المتوقع أن تؤدي الصفقة إلى تعكير العلاقات بين البلدين، حيث قالت كارا أبركرومبي، وهي باحثة زائرة في برنامج جنوب آسيا التابع لمؤسسة "كارنيغي": إنه إذا تعرضت الهند لعقوبات بسبب قانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات، فستكون هناك عواقب على العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالهند، لا سيما في مجال تجارة الأسلحة، والتي كانت حتى الآن نقطة مضيئة في العلاقة. العقوبات على إيران "فيرست بوست" ترى أن العقوبات الأمريكية على إيران قد تكون شوكة أخرى في العلاقة بين نيودلهي وواشنطن، حيث قالت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج، إن الهند ستواصل التعامل مع إيران وفنزويلا رغم العقوبات الأمريكية المفروضة على البلدين، مؤكدة أنها لا تعترف إلا بالقيود التي تفرضها الأممالمتحدة. وأضافت سواراج ردًا على سؤال حول ما إذا كانت العقوبات الأمريكية ضد إيران وفنزويلا ستؤثر على واردات الهند من النفط من البلدين، "نعترف فقط بفرض العقوبات من الأممالمتحدة، لا نعترف بأي عقوبات خاصة بكل بلد"، حيث تعد إيران وفنزويلا من الموردين الرئيسيين للنفط إلى الهند، مؤكدة أن سياستنا الخارجية لا تتعرض لأي ضغوط من دول أخرى. وفي وقت سابق من شهر مايو، انسحبت الولاياتالمتحدة من الاتفاقية النووية مع إيران، والتي وافقت طهران بموجبها على وقف أنشطتها النووية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، ومع إعلان قرار الانسحاب، أعاد ترامب فرض العقوبات على إيران التي تم تعليقها بعد إتمام الاتفاقية النووية قبل ثلاث سنوات. اقرأ المزيد: الهند: لا نعترف بالعقوبات الأمريكية على إيران واجتمعت سواراج يوم الاثنين، مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في نيودلهي من أجل دعم طهران في مواجهة انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي. وقال بيان للحكومة الهندية: إن "ظريف أطلعنا على المناقشات التي أجرتها إيران مع أطراف خطة العمل المشتركة الشاملة عقب قرار الولاياتالمتحدة بالانسحاب من الاتفاق". وتتمتع الهندوإيران بعلاقات ودية وعلاقات تجارية هامة في العديد من المجالات، خاصة في فيما يتعلق بواردات النفط الخام إلى الهند وصادرات الديزل إلى إيران. وتعد إيران هي ثاني أكبر مورد للنفط الخام إلى الهند، حيث تمد البلاد بأكثر من 4 ملايين برميل نفط يوميًا، والهند واحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في صناعة النفط والغاز الإيرانية. وتقوم الهند جنبًا إلى جنب مع إيرانوأفغانستان، بتطوير ميناء "تشابهار" الاستراتيجي في الساحل الجنوبي الشرقي لإيران، والذي يسمح بالوصول إلى أفغانستان عن طريق تجاوز باكستان.