يكتسب اللقاء المرتقب بين المبعوث الخاص بالرئيس الكوري الجنوبي وزعيم جارته الشمالية كيم جونج أون، أهمية استثنائية في ظل التطورات التي طرأت بشكل واضح على الملف الأبرز على الساحة الدولية في شرق آسيا، خاصة في ظل تباين واضح في وجهات النظر بين سيولوواشنطن في كيفية التعامل مع تهديدات بيونج يانج. ويركز الاهتمام على العرض المحتمل التالي لكوريا الشمالية في عملية نزع السلاح النووي، حيث من المقرر أن يزور مبعوثو الرئيس الكوري الجنوبي بيونج يانج غدًا الأربعاء، وسط ترقب واضح من المجتمع الدولي بشكل عام، والولاياتالمتحدة على وجه الخصوص. صداقة الكوريتين تضع ترامب في موقف «المتطفل» أمام العالم وحسب ما جاء في صحيفة كوريا تايمز الجنوبية، فإن مسؤولين رفيعي المستوى أكدوا أن نزع السلاح النووي على رأس جدول الأعمال في القمة المرتقبة، وذلك إلى جانب المناقشات حول القمة بين الرئيس الكوري الجنوبي مون والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون هذا الشهر، والتي ترتبط بشكل وثيق بتطوير العلاقات بين الكوريتين وسبل إحلال السلام في شبه الجزيرة الآسيوية. وتأتى زيارة المبعوثين فى وقت تباطأت فيه محادثات نزع الأسلحة النووية بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة، بعد إلغاء زيارة وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبو لبيونج يانج، وهو الأمر الذي أعطى مؤشرات واضحة إلى افتقار كوريا الشمالية إلى الرغبة الجدية في نزع الأسلحة النووية. كوريا الجنوبية التي أعلنت عزمها خوض مجموعة من الاتفاقات التجارية والاقتصادية مع جارتها الشمالية، قد تتجه لخلاف واضح مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في المستقبل القريب، حيث أظهرت بيانات جمركية أمس الجمعة أن كوريا الجنوبية أرسلت ما قيمته مليون دولار من المواد التي تندرج في قائمة العقوبات الأمريكية إلى كوريا الشمالية. وفي مارس الماضي زار فريق من المبعوثين الرئاسيين بيونج يانج والتقوا بكيم جونج أون، وبعد الاجتماع مع المبعوثين الكوريين الجنوبيين، أعلن زعيم جارتهم الشمالية أن النظام مستعد للتخلي عن برنامجه النووي إذا تم ضمان سلامته، وأن لديه نوايا لإجراء محادثات نزع السلاح النووي مع الولاياتالمتحدة. كوريا الجنوبية تخرق عقوبات مجلس الأمن ضد بيونج يانج وفي ضوء التقدم الذي تم إحرازه بعد زيارة المبعوثين، هناك بعض التوقعات بأن كوريا الشمالية قد تتعهد باتخاذ خطوات ملموسة لنزع السلاح النووي، وذلك حسب رؤية الصحيفة الكورية الجنوبية. وقال شين بيوم تشول، الزميل في معهد أسان للدراسات السياسية: "إذا وعدت كوريا الشمالية بتفكيك منشآتها النووية، فسيكون ذلك ذا مغزى كبير". وأضاف تشول: "في الوقت الذي تظهر فيه المؤشرات أن التقدم في مجال نزع الأسلحة النووية قد توقف، فإن قبول كوريا الشمالية لمبعوثي كوريا الجنوبية يبين أن هناك بعض الاحتمالات للتقدم"، مشيرًا إلى أن كوريا الشمالية قد تقدم هدية في هذا الملف، وذلك مع الأخذ في الاعتبار ما نتج عن الاجتماع الذي عُقد في مارس الماضي. صحيفة كوريا تايمز، أكدت أن المقصود بالهدية هو الحصول على تعهد من جانب كوريا الشمالية باتخاذ إجراءات ملموسة لنزع السلاح النووي، وإن كان هناك بعض الشكوك لا تزال تُخيم على هذا الأمر. وبخلاف ذلك، تظل العديد من العوامل يمكنها أن تلعب دور الحسم في هذا الملف، حيث قد تعتمد نتيجة زيارة الموفدين على عوامل أخرى، مثل ما إذا كانوا سيجتمعون بالزعيم الكوري الشمالي، وهو الأمر الذي لم يتحدد بعد. ماذا لو رفضت واشنطن اتفاق السلام بين الكوريتين؟ مصادر الصحيفة الكورية الجنوبية، أكدت أن الأجندة الرئيسية لاجتماع المبعوثين مع مسؤولي كوريا الشمالية هي القمة المقبلة بين الزعيمين، لكن يتعين على كوريا الجنوبية أيضًا أن تلعب دورًا مُسهلاً في محادثات نزع الأسلحة النووية بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة. وأشارت المصادر المطلعة على المحادثات المبدئية للقمة، إلى أن الأجندة الرئيسية يمكنها أن تُمهد الطريق لمزيد من التقدم على كافة المستويات، بما في ذلك وضع خارطة طريق واضحة المعالم لنزع السلاح النووي في كوريا الشمالية، وذلك حتى قبل لقاء الزعيمين. ووفقًا للصحيفة، فإن الوفد يتألف من نفس الأعضاء الذين ذهبوا إلى بيونج يانج في مارس، بالإضافة إلى رئيس مكتب الأمن القومي تشونج إيوي يونج، ومدير جهاز الاستخبارات الوطنية هون هون، ونائب وزير التوحيد تشون هاي سونج، ونائب مدير وكالة الاستخبارات الوطنية كيم سانج. وبشكل إجمالي تبقى لقاءات المبعوثين الكوريين الجنوبيين مع المسؤولين في بيونج يانج هي الخطوة الأأولى نحو إقامة علاقات ذات أبعاد وآفاق أوسع، تشمل العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين في المستقبل القريب.