يبدو أن الممثل كيفن سبيسي، الفائز بالأوسكار مرتين، سقط من أعين الجمهور للأبد، ولم يعد مستعدا لرؤية "سبيسي" أو حتى مشاهدة أفلامه مجددًا، والدليل هو الفشل الذريع لفيلمه الأخير Billionaire Boys Club في شباك التذاكر الأمريكية، حيث حقق في أول أسابيع عرضه 425 دولارا، بعد أن كانت أفلامه تحقق ملايين الدولارات؛ ليأتي الاتهام بالتحرش الذي وجه إليه من قبل زميله الممثل أنتوني راب ليحطم مسيرته الفنية وصورته أمام الجماهير، خاصةً بعد الهجوم الذي شُن عليه من قبل حركة MeToo التي سيطرت على هوليوود في سبتمبر الماضي، بحسب موقع The Hollywood Reporter الأمريكي. وكان من المتوقع أن يصدر فيلم Billionaire Boys Club على أشرطة فيديو، على حسب الطلب شهر يوليو الماضي، إلا أن الفيلم صدر في 8 سينمات خلال الأسبوع الماضي، ليحقق يوم افتتاحه رقما ضعيفا جدا، وصل إلى 126 دولارا، وهو بالطبع سقوط مدو لإيرادات أفلامه، لو قارناه بفيلمه الأخير Baby Driver، الذي بلغت إيراداته في أول أسابيع عرضه 20.5 مليون دولار. بداية دعوة التحرش كانت مع رواية الممثل أنتوني راب أن "كيفن" دعاه إلى حفلة في منزله وهو في ال14 من عمره، ثم حاول الاعتداء عليه جنسيًا، ورغم تقديم "سبيسي" اعتذارا للممثل ولجمهوره بعدها، فإن الجمهور لم يقبل الاعتذار ورأى أنه غير صادق ويخدم مصالح "سبيسي" الشخصية، وفي وسط الجدل الدائر عن صدق الممثل الأمريكي من عدمه، قررت أكثر من شركة إنتاجية وقف التعاون مع الممثل من ضمنها نتفليكس التي أعلنت عدم وجود كيفن سبيسي في دور فرانك أندروود، بمسلسل House of Cards، وكذلك قام المخرج ريدلي سكوت بقص كل مشاهده من فيلم All The Money In The World واستبداله بالممثل كريستوفر بلامر. من جانبها أصدرت الشركة الموزعة لفيلم Billionaire Boys Club ،Vertical Entertainment بيانًا تدافع فيه عن قرارها بإصدار الفيلم، نصت فيه على أنها تتمنى أن يأخذ الجمهور بعين الاعتبار أن الفيلم جرى إعداده على مدار عامين ونصف قبل أن تصدر هذه الادعاءات ضد الممثل كيفن سبيسي، ولا يجب أن يتغاضى الجمهور عن التعب المبذول في الفيلم بسبب ممثل ارتكب خطأ، ولكن هذا لا يعني أن صناع الفيلم يساندون التحرش بأي شكل. بعض النقاد اندهشوا من قرار الشركة المنتجة بإصدار الفيلم في السينمات من الأساس، خاصةً مع الإعلان عن صدور Billionaire Boys Club على أشرطة فيديو منزلية، لكنهم اعتبروا فشل الفيلم في جذب الجمهور، ورفض الأخير مشاهدة عمل يشارك فيه كيفن سبيسي مؤشرا جيدا على نجاح حركة MeToo المناهضة للتحرش، والتي بدأت بمشاركة كثير من الممثلات تجاربهن مع التحرش في هوليوود، بعدها تشجع العالم بأكمله للحديث عن مواقف مرعبة تعرضن فيها لاعتداء جسدي، وبسبب هذه الحركة تم رفع قضايا تحرش على المنتج هارفي واينستين، وما زال لم يصدر فيها حكم بعد.