وقال وزير الخارجية سامح شكري، إن التطور الملموس الذى شهدته العلاقات العربية الصينية وآليات التعاون المختلفة المعمول بها منذ عام 2004، بما فيها استحداث آلية الحوار السياسي الاستراتيجي، عكس ما تتمتع به علاقات الصداقة بين الدول العربية والصين من جذور راسخة في عمق التاريخ ارتبط خلالها الجانبان بطريق الحرير القديم برا وبحرا، وصولا إلى إقامة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الجديدة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، والتي كانت مصر سباقة في الاعتراف بها وإقامة العلاقات الدبلوماسية معها في مايو 1956. جاء ذلك في كلمته، خلال أعمال الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي - الصيني، المنعقد اليوم الثلاثاء، ببكين. وأكد شكري أن مصر وسائر الدول العربية على استعداد للتعاون والتفاعل الإيجابي مع المبادرة الصينية بشأن بناء الحزام والطريق، مضيفا أن قوة العلاقات العربية الصينية انعكست من خلال الدعم الذى قدمته الصين لحركات التحرر الوطني في الدول العربية، ودعمها التاريخي لقضاياها العادلة، وما تتسم به السياسة الخارجية الصينية من توازن مستند إلى مبادئ التعايش السلمي، والمساواة، والسعي لتحقيق التنمية، والمنفعة المتبادلة، بما يعزز التعاون الاستراتيجي بين الجانبين على الصعيدين الإقليمي والدولي. اقرأ أيضا| رئيس الصين: 3 مليارات دولار قروض للمصارف العربية وشدد على أن علاقات التعاون الاقتصادي والتجارى بين الجانبين تعد من أهم ركائز التعاون العربي الصيني، إذ تعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية، في الوقت الذى تعد فيه الدول العربية أكبر مورد للنفط وسابع أكبر شريك تجاري للصين، كما تعتبر التجربة التنموية الصينية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي تجربة رائدة ونموذجا ملهما تتطلع دولنا العربية للاستفادة منه. وأوضح وزير الخارجية أنه ومن هذا المنطلق، فإن مصر وسائر الدول العربية على استعداد للتعاون والتفاعل الإيجابي مع المبادرة الصينية بشأن بناء الحزام والطريق، كونها الركيزة الأساسية التي تقوم عليها أعمال الدورة الحالية للمنتدى، فضلا عن دراسة الانعكاسات الاقتصادية الإيجابية لهذا التعاون والمتمثلة في زيادة حجم التجارة البينية والاستثمارات بين الجانبين العربي والصيني، وتوطيد دعائم التعاون والمصالح المشتركة بينهما، إضافة إلى ساحات التعاون الأخرى في المجالات التكنولوجية والبحثية والثقافية. وأشار الوزير إلى أنه ومع أهمية العمل على تعزيز أواصر تعاوننا الاقتصادي والتجاري من خلال مبادرة الحزام والطريق، إلا أنه لا ينبغي إغفال الدور المحوري لمنتدى التعاون العربي الصيني كإطار فعال للحوار البناء، وتبادل وجهات النظر، ومواصلة التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في ضوء التحديات الجسيمة التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، الأمر الذى يتطلب مواصلة التشاور والتنسيق بما يحقق مصالح الطرفين، ويسهم في إرساء قواعد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع. اقرأ أيضا| رئيس الصين: تقديم 20 مليار دولار قروض للدول العربية ونوه بأن انعقاد الدورة الجديدة لمنتدى التعاون العربي الصيني اليوم، يعد إشارة هامة ومضيئة على ما يجمع الجانبين من مشتركات دفعتهما لإقامة إطار مؤسسي للتشاور يهدف لترسيخ السلام، والسعى لتحقيق التعاون الشامل والتنمية المشتركة بين الجانبين العربي والصيني، كما يعد حافزاً للبناء على النجاح الذي تحقق على مدار السنوات الماضية في مسار العلاقات العربية الصينية، بما خلق ظهيرا متينا للعلاقات المتميزة بين الجانبين وساهم في إثراء آليات التعاون العربي الصيني في مختلف المجالات، وبما يحقق المنفعة المتبادلة للشعبين العربي والصيني. وأكد على أن الدول العربية ستظل دائما الشريك والحليف الاستراتيجي لجمهورية الصين الشعبية الصديقة، والتي نأمل أن يستمر التعاون والتنسيق معها على النحو المأمول بما في ذلك الترجمة العملية للأفكار والمشروعات الطموحة المطروحة في الوثائق الخاصة بالمنتدى بما يحقق مستقبل أفضل للجانبين. اقرأ أيضا| الحكومة تبحث مع الصين توطين صناعة أبراج الكهرباء بمصنع 54 الحربي