عمة المجني عليه: «حسبى الله ونعم الوكيل.. ده لسة متجوز من سنتين وعنده عيل يروح فين» سائق: بيفرضوا علينا إتاوات تحت تهديد السلاح أمام الجميع لم يتوقع محمد جمال، صاحب ال38 عاما، أن تكون نهايته بطعنة أثناء عمله على الميكروباص الذي يستأجره يوميا من صاحبه بمبلغ 500 جنيه، كى يوفر لقمة عيش لزوجته وطفله الذي رزق به، نزف دمه في وسط الطريق مع دقات السادسة والنصف من صباح يوم الإثنين الماضي، قرب كوبري مسطرد بمنطقة المطرية. عقارب الساعة كانت تشير إلى نحو السادسة تقريبا، استقل محمد سائق الميكروباص سيارته المستأجرة، وخرج بها يبحث عن لقمة العيش، حيث يعمل على خط مسطرد المطرية ومن ثم يستقل خط جسر السويس، قابله أحمد. ع، وشهرته «حيكا»، أحد البلطجية الذين يجمعون أموالا من السائقين بالإكراه وأحيانا تصل لحد تهديد السلاح الأبيض، مستغلين تاريخهم الإجرامي، وهنا كتبت نهاية السائق. التقى به مع أول «طلعة» له أو كما يسميها سائقو الميكروباصات «فردة»، طالبا منه عشرة جنيهات، فاندهش محمد، مخبرا إياه أنها 5 جنيهات فقط، فأخبره «حيكا»، أنه لم يدفع أمس المبلغ المتفق عليه، فأجابه أنه لم يخرج للعمل من الأساس أمس الأحد ولا أول أمس السبت، حيث كان خارج القاهرة، وهنا دارت مشادة كلامية بينهما، تطورت لحد التشابك بالأيدى، قام بعدها «حيكا»، بتعنيفه على مجرد الرد عليه ومناقشته في الشارع، معبرا عن غضبه «خلص أنا مش فاضيلك ورايا ناس تانية.. هتدفع يإما تروح تنام في بيتكم مش هتمشى على الخط». كلمات عامل الكارتة غير الشرعي، أثارت غضب سائق الميكروباص، غير أنه لم يكترث بها ولم يتوقع أن ينفذها «حيكا»، رغم إجرامه المعروف عنه حسب سائقي الميكروباص بالموقف، تركه وانصرف بالميكروباص وإذا ب«حيكا»، يباغته من خلفه ممسكا به من رقبته وقام بفتح باب السيارة بقوة، واشتبك معه في الحال وسط محاولة من التباع لإنهاء المشاجرة بينهما التي تطورت حتى فوجئ السائق بالمتهم يخرج مطواة من ملابسه، وسدد طعنة له، سالت دمائه ونقله عدد آخر من السائقين إلى مستشفى المطرية، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. وعلمت «التحرير» أن رجال مباحث قسم المطرية يبذلون جهودهم للقبض على المتهم الهارب، من خلال نصب أكمنة للأماكن التي يتردد عليها ومناقشة أصحاب السيارات عن الأماكن التي ينتظرهم فيها. الحاجة «أم إبراهيم»، صاحبة الخمسين عاما، عمة المجني عليه، قالت حزينة «ابن أخويا لسه في عز شبابه اتجوز من سنتين ومعاه عيل عنده سنة يروح فين.. حسبى الله ونعم الوكيل»، وأشارت العجوز ل«التحرير» إلى أنها كثيرا ما كانت تسمع عن المشاجرات والمشاحنات التي تحدث بين سائقي الميكروباص وبعض أرباب السوابق ممن يفرضون إتاوات عليهم لتحصيل مبالغ مالية يوميا. أضافت «لكن تصل المشاجرات لحد القتل والطعن بمطاوي.. دى فوضى ربنا ينتقم من القاتل ويولع فيه»، مشيرة إلى أن الجميع يعلم حسن سمعة ابن شقيقها الذي يسعى لتدبير لقمة عيشه بالحلال.. «مش كفاية الناس بتدفع الأجرة بالعافية بعد رفع أسعار البنزين فسواقين الميكروباصات غصب عنهم هيلاقوها منين ولا منين». استقبلت المستشفى المجني عليه وجرت محاولات لإسعافه غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وينتظر أن يتم دفن الجثة بعد الحصول على تصريح من النيابة العامة بالدفن. وأشارت العمة ل«التحرير» إلى أنه لم يخبروا أمه حتى الآن بنبأ وفاة ابنها خوفا على حياتها حيث إنها مريضة بالسكر والضغط، في حين رفضت زوجته الحديث مطالبة بالقصاص العاجل من المتهم الهارب. علق أحد سائقي الميكروباص موضحا أن هؤلاء الأشخاص الذين يجمعون منهم أموالا يوميا، تكون على هيئة إتاوات بحجة أنهم «لسة خارجين من السجن ومش لاقيين شغل»، لافتا إلى أنهم يقفون منتصف الطريق أمام الجميع ويراهم الكل يتحصلون على مبالغ مالية من سائقي الميكروباصات بالإكراه، مستغلين في ذلك سطوتهم الإجرامية، مشيرا إلى أن المتهم قضي عقوبة السجن لنحو 10 سنوات ومتهم في قضايا مخدرات وفرض سيطرة ومقاومة سلطات.