مازالت الاتهامات تلاحق المنتخب الروسي، صاحب الأرض والجمهور لبطولة كأس العالم 2018، والمقام منافساتها خلال الفترة بين 14 يونيو و15 يوليو المقبل، بسبب المنشطات، بعدما ألمح جريجوري رودكينكوف، الرئيس السابق لمختبر مراقبة تعاطي المنشطات في موسكو، إلى إمكانية تعاطى عدد من لاعبي الدب منشطات، ما قد يهدد نتائج المنتخب الروسي في البطولة الكروية الأكثر متعة على مستوى العالم. وفجر التليفزيون الألماني، أمس الثلاثاء، مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما كشف أن عددًا من لاعبي «الدب الروسي» تناولوا المنشطات قبل انطلاق المباراة الافتتاحية في مونديال روسيا أمام السعودية، ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم أيضًا منتخبي مصر وأوروجواي، بل واقتنعوا قناعة تامة أن ذلك ساعدهم في أثناء مباراة المنتخب العربي التي انتهت بخماسية بيضاء. جريجوري رودكينكوف، أكد ما جاء على لسان التليفزيون الألماني، حيث كشف أيضًا في تصريحات نشرها موقع راديو ألمانيا، نقلًا عن تليفزيون «ard» الألماني، أمس، إن لاعب المنتخب الروسي، رسلان كامبولوف، تم إجراء تحليل منشطات له قبل البطولة، وثبت أن العينة إيجابية، لكن «والكلام على لسان رودكينكوف» تم تبديل العينة مع عينة لاعب آخر. الرئيس السابق لمختبر مراقبة تعاطى المنشطات في موسكو، أوضح أن الاتحاد الدولي لكرة القدم الروسي، أغلق هذا الأمر قبل انطلاق البطولة لعدم اكتمال الأدلة، مشيرًا، إلى أن الجهاز الفنى للمنتخب الروسي استبعد اللاعب قبل انطلاق البطولة بداعي تعرضه للإصابة، ما أثار الشكوك حول الأمر. القناة الألمانية كشفت أن المخابرات الروسية تتدخل لتغطي هذا التحايل لعدم فرض الضرر على الاتحاد الروسي لكرة القدم، وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يقف مكتوف اليدين غير قادر على إثبات ذلك، كما كانت للحكومة دخل في منع خبير المنشطات الألماني «رودكينكوف» من دخول روسيا هذا العام، ويصعب بذلك إثبات التعاطي لأن المخابرات ذاتها تدعم ذلك. - السعودية قد تحصد نقاط روسيا في المونديال في حين أشارت صحيفة «إس» الإسبانية، في تقرير لها عن تعاطى لاعبي روسيا منشطات، إلى أنه في حالة ثبوت ذلك الأمر، وثبوت تعاطى أكثر من رياضى روسى للمنشطات، فإن نقاط المباراة الثلاث التي حصدتها روسيا في مبارياتها الافتتاحية، سوف تذهب إلى صالح الأخضر السعودي. - تاريخ روسيا مع المنشطات ويشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى، التي يُتهم فيها روسيا بإعطاء لاعبيها منشطات، لتحقيق نتائج طيبة دون اعتبار للقيم الأخلاقية، فقد فجر المحامي الذي وكلته اللجنة المستقلة للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، «ماكلارين»، فى وقت سابق للقضية، حيث أكد أن هناك أكثر من 1000 رياضي روسي، يتعاطون المنشطات بمعرفة الدولة، ومنهم 33 لاعبًا لكرة القدم وهو ما دفع فيفا للتحرك. ماكلارين قال في تصريحات سابقة له: «لقد تم تغطية العينات بالملح والقهوة، لقد كان هناك فساد خاصة في أوليمبياد 2012»، والتي نجحت روسيا فيه بالفوز ب72 ميدالية و21 منها كانت ذهبية، وفازت كذلك ب33 ميدالية، في ألعاب سوتشي الأوليمبية في شتاء 2014 و13 منها كانت ذهبية. ونشر التقرير لأول مرة كاملًا في ديسمبر 2016، ووقتها قال ماكلارين: «رغبة روسيا في الفوز بالميداليات تخطت حسهم الأخلاقي والمهني والقيم الأوليمبية للعب النظيف». وفرضت عدة عقوبات على مجموعة من الرياضيين والاتحادات المحلية الروسية، بعد صدور الجزء الأول من التقرير، كما حرمت مجموعة من الرياضيين الروس، من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، التي أُقيمت في البرازيل عام 2016، وأيضًا الغياب عن أوليمبياد بيونج تشانج 2018. وتراكمت الإشارات السيئة، ففي نهاية شهر يناير من العام الماضي، مدد الاتحاد الدولي لألعاب القوى إيقاف روسيا، وأكدت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات استبعاد الوكالة الروسية، وذلك بعدما كشفه تقرير ماكلارين، وأجهزة التحقيق الروسية والتي أكدت تورط الرئيس السابق لمختبر موسكو جريجوري رودتشنكوف، الذي كان وراء الشرارة الأولى حول نظام التنشيط والصادرة بحقه مذكرة توقيف روسية، وتتهمه بأنه قام بناء على مبادرة شخصية منه، بتنشيط الرياضيين دون علمهم. نائب رئيس الوزراء الروسي، المكلف بالإشراف على الرياضة فيتالي موتكو، علق على هذا الأمر من قبل، وقال إن الاتهامات بالتنشيط الموجهة لروسيا تهدف إلى وضعها ضمن «محور الشر» وتريد أن تجعل من البلد «نوعًا من الشبح»، كما تحدث الرئيس بوتين مطلع نوفمبر 2017، أن الولاياتالمتحدة نظمت هذه الاتهامات من أجل الإضرار بسير الانتخابات الرئاسية والتي أقيمت في مارس من العام الجاري 2018. - روسيا تعترف بالتلاعب في يوم الجمعة الموافق 25 من شهر مايو العام الجاري، اعترفت روسيا في رسالة أخيرة إلى الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات طلبت فيها مرة جديد برفع الإيقاف عنها، ب«تلاعبات غير مقبولة في نظام مكافحة المنشطات» وبوجود «تنشط ممنهج» في البلاد، واعتبر رئيس الوكالة كريج ريدي، بعدها بأسبوع خلال اجتماع مجلس إدارة الوكالة في مونتريال، أن تلك الرسالة «هي الأكثر جرأة التي نحصل عليها». وكتب وزير الرياضة الروسي بافل كوبلوكوف ورئيسا اللجنتين الأوليمبية ألكسندر يوكوف والبارالمبية فلاديمير لوكين في تلك الرسالة: «الأزمة الكبيرة التي أصابت الرياضة الروسية سببها تلاعبات غير مقبولة في نظام مكافحة المنشطات كشفت عنها التحقيقات التي جرت تحت إشراف الوكالة الدولية (لجنة ديك باوند وتحقيق ماكلارين) واللجنة الأوليمبية الدولية (لجنة شميد)». وتشير الرسالة إلى كلمة «ممنهج» في التنشط، لكنها لم تستخدم صفة «مؤسسي» كما جاء في تحقيق القاضي الكندي ريتشارد ماكلارين وأشارت إليها الوكالة العالمية متهمة الدولة الروسية «بالتورط» في هذا البرنامج لا سيما وزارة الرياضة وأجهزة المخابرات. إضافة إلى ذلك، يعتبر الروس أن «قرارات حديثة أصدرتها محكمة التحكيم الرياضي تزيل الشكوك حول صحة الأدلة التي قدمها المدير السابق لمختبر موسكو جريجوري رودتشنكوف، أحد المصادر الأساسية في تقرير ماكلارين، والذي لجأ إلى الولاياتالمتحدة بعد أن كشف فضيحة المنشطات في الرياضة الروسية. واعتراف السلطات الروسية بنتائج هذا التقرير هو أحد الشرطين الأخيرين للوكالة العالمية لرفع الإيقاف الذي طال في نوفمبر 2015 الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات (روسادا). - رأي فيفا في تصريحات جديدة وحاسمة، أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنه لا ينوي الاعتماد على أي روسي في برنامج الكشف عن المنشطات خلال كأس العالم، وذلك نتيجة برنامج المنشطات الممنهج الذي ضرب البلاد منذ عام 2015، وأعلن أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية أن «أي روسي لن يكون ضمن برنامج الكشف عن المنشطات، وكل تحاليل العينات ستجرى في مختبرات خارج روسيا حصلت على رخصة من وكالة المنشطات العالمية». واتبع الاتحاد الدولي بالتالي طريقة حذرة في التعامل مع روسيا، ذلك لأنه قبل 4 سنوات كانت دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في سوتشي مسرحا لأكبر عملية تلاعب في تاريخ الرياضة مع وجود عينات بول مزورة في مقر مختبر مكافحة المنشطات، مما شكل حرجا كبيرا للجنة الأوليمبية الدولية والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. وبعدها بعام، انفجرت الفضيحة إلى العلن وطالت جميع الرياضات في روسيا، وأعلن فيفا في 22 مايو الماضي أن جميع الفحوصات للكشف عن المنشطات التي خضع لها لاعبو المنتخب الروسي الذين سيخوضون نهائيات كأس العالم على أرضهم جاءت سلبية، على الرغم من القيام بتحقيق دقيق في هذا المجال. وقال فيفا في رد على سؤال لوكالة «فرانس برس» من قبل خلال مؤتمر صحفي، إن «جميع اللاعبين المشاركين في مونديال روسيا سيخضعون لفحوصات عن المنشطات خارج المنافسات وخلالها.. معظم اللاعبين سيخضعون لفحوصات مخبرية مرة على الأقل». أما في ما يتعلق بإمكانية لجوء أحد اللاعبين إلى تناول مواد محظورة لأسباب طبية فيجيب فيفا بأنه لم يسمح بذلك لأحد حتى الآن فيما يتعلق بمونديال روسيا، مشيرا إلى أنه قام بذلك 7 مرات خلال مونديال 2014. يذكر أن اكتشاف آخر حالة منشطات إيجابية يعود إلى نهائيات كأس العالم 1994 وتتعلق بالنجم الأرجنتيني دييغو مارادونا الذي ثبت تناوله مادة إيفيدرين المحظورة، علما بأنه كان أوقف لمدة 15 شهرا أيضا لتناوله الكوكايين خلال دفاعه عن ألوان ناديه السابق نابولي الإيطالي عام 1991.