ضمن سلسلة ندوات "ميدان المنيرة" تعقد فى الساعة السادسة من مساء الأحد بعد القادم (24 يونيو)، فى المركز الثقافى الفرنسى بالمنيرة، ندوة بعنوان "اللغة الفرنسية في مصر"، وتتحدث فيها إيرين فينوجليو عن فترة طويلة نسبيا (1850-1960)، وترصد خلاللها "آثار ثروة متعددة الثقافات وتحررية وإرثها"، حسب ما تضمنته الدعوة لحضور الندوة. وإيرين فينوجليو: مديرة بحوث فخرية بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي. عاشت في القاهرة من عام 1982 إلى عام 1990. أعدت رسالة الدكتوراه عن أعمال ألبير قصيري، وقدمت العديد من الأعمال حول إشكالية اللغة الفرنسية في مصر. والندوة، حسب الدعوة لحضورها، تأتى بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة لوفاة ألبير قصيري، تناقش إيرين فينوجليو الطريقة التي ساهم بها الإنتاج الثقافي الفرنكوفوني ما بين الأعوام 1850 و1960 في تكوين معرفتنا بمصر الحديثة. وفي نهاية هذه الرحلة التاريخية، سوف تقدم تساؤلا حول إرث هذا الالتزام الفرنكوفوني ومتعدد الثقافات في مصر اليوم. المحاضرة باللغة الفرنسية مصحوبة بترجمة فورية للعربية. ولد ألبير قصيري (1913 - 2008) في حي الفجالة بالقاهرة لأبويين مصريين أصولهما من الشوام الروم الأرثوذكس، وقد ذكر ذلك فى حوار صحفى: "نحن من شوام مصر. والدي أرثوذكسي من بلدة القصير قرب حمص في سوريا. انتقلت العائلة إلى مصر أواخر القرن التاسع عشر". يجمع كل النقاد على أن "فلسفة" ألبير قصيري في حياته هي "الكسل"؛ فهو لم يعمل بصورة منتظمة سوى سنوات معدودة فى مطلع شبابه، وربما لأسباب أخرى غير العمل، فعمل في البحرية التجارية ما بين عامى 1939 و1943 مما أتاح له زيارة العديد من الأماكن منها أمريكا وإنجلترا، زار فرنسا لأول مرة عندما كان في السابعة عشرة من عمره قبل أن يقرر أن يستقر فيها في عام 1945. وقد ذكر أكثر من مرة فى حواراته الصحفية القليلة أنه "لم ير أحدًا من أفراد عائلته يعمل: الجد والأب والأخوة في مصر كانوا يعيشون على عائدات الأراضى والأملاك"، أما هو فقد عاش من عائدات كتبه وكتابة السيناريوهات، وكان يقول (حين نملك في الشرق ما يكفى لنعيش منه لا نعود نعمل بخلاف أوروبا التي حين نملك ملايين نستمر في العمل لنكسب أكثر). السمة الثانية التى أبرزت فرادة شخصيته هى أنه عاش طوال حياته في غرفة بأحد الفنادق الباريسية؛ منذ استقر هناك عام 1945 وحتى وفاته، وعلل اختياره العيش في غرفة فندق بأنه "يكره التملك.. الملكية هي التي تجعل منك عبدا". ظل قصيرى محتفظا بجنسيته المصرية، ولم يطلب الحصول على الجنسية الفرنسية على الإطلاق، وردد أكثر من مرة: "لست في حاجة لأن أعيش في مصر، ولا لأن أكتب بالعربية، فإن مصر في داخلي وهى ذاكرتى"، وأعماله كلها عن مصر وتدور أحداثها فيها، ولم يكتب حرفا واحدا عن باريس، بدأ الكتابة في سن العاشرة، وكان يصف نفسه ب"الكاتب المصري الذي يكتب بالفرنسية"، ورغم طول الفترة التى ظل يكتب فيها إلا أنه كان مقلا، فله ثماني روايات ومجموعة قصصية وأخرى شعرية فقط، وقد ترجمت أعماله إلى 15 لغة، منها العربية. أما عن سلسلة ندوات "ميدان المنيرة"، فهى سلسلة من الندوات الشهرية المتاحة للجمهور العريض، ويعقدها متخصصون مصريون وفرنسيون ودوليون، ويقوم بتنظيمها كل من: المعهد الفرنسي بمصر ومركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية (CEDEJ) والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية (IFAO) ومعهد الأبحاث من أجل التنمية في مصر (IRD) وتتبلور حول موضوع: "مصر والشرق الأوسط - ديناميكيات وتحديات وأزمنة".