مع تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وضع خطة للتعامل مع الأزمة من ناحية ومواجهة حماس من ناحية أخرى. أمس، عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، "الكابينيت" في ملجأ محصن في القدس، جلسة خاصة بالوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، وكان من المفترض أن يخرج بقرارات تحدد معالم السياسة التي ستنتهجها إسرائيل في القريب، تجاه قطاع غزة. لكن يبدو أن هناك فجوات كبيرة بين الجيش ووزير الدفاع، وكذلك بين وزراء الحكومة، أسفرت عن إنهاء الجلسة دون التوصل إلى قرار يذكر، حسب المصدر. الصحف الإسرائيلية وصفت الجلسة بأنها شهدت صدامًا بين رئيس الأركان، غادي أيزينكوت، ووزير الدفاع، أفيجدور ليبرمان، لاختلافهما بشأن الخطوات القادمة الضرورية في غزة. اقرأ أيضًا: هل تندلع حرب جديدة بين إسرائيل وحماس قريبًا؟ ففي حين يؤيد الجيش تقديم المساعدات وتخفيف الأوضاع عن سكان غزة بغض النظر عن السياسة إزاء حماس ومصير الإسرائيليين في القطاع، يواصل ليبرمان معارضته فكرة التخفيف عن سكان غزة في الوقت الراهن، رابطا بين ذلك وبين مصير الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة. وما يُعقِد الصورة أكثر بالنسبة للوضع الإنساني في غزة من ناحية إسرائيل، موقف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، من القطاع، وقراره خنق القطاع اقتصاديا للضغط على حماس، وفقًا ل"الشرق الأوسط". وزير الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اعتبر موقف الرئيس الفلسطيني مفارقة عظيمة من ناحية إسرائيل قائلا: "أبو مازن ينفض يديه من سكان غزة، وفقط نحن اليهود مشغولون بهم وبكيفية مساعدتهم في ظل حكم حركة حماس - عدوة لدودة لنا". كاتس، أكد معارضته لموقف وزير الدفاع ليبرمان القائل: إن "الوضع في غزة يمكنه الاستمرار على ما هو دون تدخل"، أو يمكن لليبرمان وضع خطة على الطاولة كيف ينوي إخضاع حماس أو أن يقبل الخطة التي وضعتها أنا وآخرون وهي الانفصال عن غزة". اقرأ أيضًا: فلسطين التاريخية والإطاحة بملك الأردن.. أوهام إسرائيلية لتمرير صفقة القرن في المقابل، هاجم رئيس حزب "العمل"، آفي جاباي، نهج الحكومة الإسرائيلية بشأن غزة قائلا: "لو أراد رئيس الحكومة أن يصنع تغييرا في غزة كان ينبغي أن يقدم خطة توضح ماذا ينوي أن يفعل"، حسب هآرتس. "غاباي" شدد على ضرورة خلق الأمل لأهل غزة ومنحهم مساعدات مباشرة ليس لحماس، فهناك قضايا سياسية هامة يمكن ربطها بإطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين، لكن هناك أمور ثانية متعلقة بالمواطنين وليس بحماس يمكن فعلها دون علاقة، بهذه الطريقة يمكنك فصل حماس عن غزة". يمكن الإشارة في هذا الصدد إلى صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، التي كشفت عن بعض التسهيلات التي قد تُقدم لقطاع غزة، ومن بين الخطط (إنشاء محطة لتحلية المياه، إنشاء خط جديد للتيار الكهربائي، بهدف مضاعفة كمية الكهرباء لقطاع غزة، مد خط أنابيب للغاز الطبيعي من إسرائيل إلى غزة، إقامة منشأة الصرف الصحي وموقع لجمع النفايات، إضافة إلى تطوير منطقة "إيرز" الصناعية، وغير ذلك). كان كبار المسؤولين في الجهاز الأمني الإسرائيلي، قد حذروا مؤخرًا من انهيار اقتصادي مُطلق في قطاع غزة، وخاصة شبكات البنية التحتية المدنية. اقرأ أيضًا: علم فلسطين يثير غضب إسرائيل في «جمعة الوفاء للشهداء» بالقدس ورغم أن "الكابينت" لم يتخذ قرارات بشأن التسهيلات الإنسانية في قطاع غزة، إلا أن الاجتماع ناقش الخطط التي تمت الموافقة عليها في السابق في مجال البنية التحتية. كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في وقت سابق: إن "إسرائيل تدرس كيفية منع الانهيار الإنساني في قطاع غزة"، وأنه بحث مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ألمانيا، خطة لتحسين المعابر بقطاع غزة. ويعاني قطاع غزة من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، بسبب الحصار الإسرائيلي المُحكم منذ 11 عامًا، والعقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية، وتراجع التمويل العربي والأجنبي، حيث لم ينجُ أي قطاع من القطاعات من الدمار والخراب، الأمر الذي قد يعجل بانفجار القطاع.