تتعدد مظاهر زيادة الدخل السياحي ما بين سياحة تقليدية تنحصر في الأماكن الأثرية القديمة، أو ما يندرج تحت مظاهر السياحة الحديثة، إلا أنها باتت تندرج تحت مسمى السياحة التقليدية -منتجعات شرم الشيخ والغردقة وما على شاكلتها- إلا أن هناك مصادر للسياحة، مجرد التوجه لها، كفيل بإضافة دخل واستقطاب عدد كبير من السياح يقارب أرقام السياحة الوافدة من السياحة التقليدية، ومنها على سبيل المثال السياحة البيئية. الوقت مناسب لحصول مصر على نصيبها العادل من السياحة البيئية وفي هذا الاتجاه، قال الدكتور عاطف عبد اللطيف، رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر وعضو جمعيتي مستثمري السياحة بمرسى علم وجنوبسيناء، إن الوقت حاليا أصبح مناسبا للتركيز على السياحة البيئية في مصر وحصول مصر على نصيبها العادل منها، في ظل وجود قانون يسمح بالاستثمار في المحميات الطبيعية وكذلك عقد مؤتمر ملتقى السياحة البيئية الأول فبراير الماضي الذي أطلقته المنظمة العربية الأوربية للبيئة، وتفهم وزارة البيئة لأهمية استثمار الحياة البيئية والطبيعية في مصر وتحقيق مكاسب من خلال الاستثمار السياحي بهذه المناطق. «ضرورة وجود تصنيف واضح للسياحة البيئية داخل وزارة السياحة ويحدد اشتراطات إنشاء الفنادق البيئية وتراخيصها بالتنسيق مع وزارة البيئة»، هذا ما طالب به عبد اللطيف، متابعًا: إن ما يحدث عند طلب ترخيص فندق بيئي في أي منطقة طبيعية أو بجوار محمية يتم منح الفندق رخصة فئة 3 نجوم، وبذلك يصبح فندقا عاديا يحتاج توفير اشتراطات الثلاثة نجوم. أما الفندق البيئي فبه اشتراطات عالمية متوافق عليها ومنها وجود 4 غرف على مساحة الفدان الواحد واشتراطات معينة في الإضاءة والمواد المستخدمة في الفنادق. المحميات الطبيعية تمثل 17% من مساحة مصر وحسب الإحصائيات تكتظ مصر بعدد من مراكز السياحة البيئية، والسياحة البيئية تشمل العديد من المحميات الطبيعية التي تمثل نسبة 17% من مساحة مصر، وتشمل نماذج فريدة لسجل تاريخي يصل إلى نحو 600 مليون سنة ماضية. وتأتي محافظة جنوبسيناء، في مقدمة المقاصد التي تضم المحميات البيئية، وتشتهر بالشعاب المرجانية والأسماك الملونة والسلاحف البحرية وهى من أجمل مناطق الغطس في العالم. كما توجد محمية البرلس بكفر الشيخ، وهي محمية طبيعية تقع شمال شرق فرع رشيد وتبلغ مساحتها حوالي 460 كم2، وتغطى مياه بحيرة البرلس 420 كم2 منها، وهي ثاني أكبر البحيرات الطبيعية في مصر. وتقع في محافظة الفيوم بحيرات قارون، وهى من أقدم البحيرات الطبيعية في العالم وبها تكوينات جيولوجية هامة ونباتات متنوعة وحفريات قديمة، ومحمية وادي الريان ويتميز ببيئته الصحراوية وعيون طبيعية وحيوانات برية وطيور مهاجرة ومقيمة. 470 نوعا من الطيور المهاجرة وبالعودة إلى رئيس جمعية مسافرون، لفت إلى أن مصر تتمتع بإمكانيات هائلة في مجال السياحة البيئية، مثل تسلق الجبال ومراقبة الحياة البرية من طيور ونباتات، حيث إن مصر تستقبل قرابة 470 نوعا من الطيور المهاجرة مختلفة الأنواع كل عام في موسم الهجرة من المناطق الباردة إلى الدافئة كل عام والعكس، ويمكن أيضا تنفيذ رحلات صحراوية بدون قيود ورحلات تصوير الطبيعة والمحميات والنباتات النادرة. وتعد من أبرز المزارات للطيور المهاجرة في مصر، بمحافظة بورسعيد، حيث توجد محمية أشتوم الجميل وتشمل "تل تنيس" الأثري وتتميز بوجود نظم بيئية متنوعة وتعتبر محطة للطيور المهاجرة وبها أنواع عديدة من الأسماك. إيرادات 7.6 تريليون دولار «210 آلاف محمية طبيعية حول العالم، ويصل حجم إيراداتها إلى 7.6 تريليون دولار أمريكي تقريبا»، بخلاف أنه يوجد في مصر 30 محمية طبيعية ويزورها 8 ملايين زائر سنويًا، وتتميز كل واحدة منها بمزايا مختلفة وفقًا لطبيعتها البحرية أو الجبلية ومنها محميات مسجلة كمنطقة تراث عالمي وهي محمية وادي الحيتان ومحمية سانت كاترين، يضيف عبد اللطيف. وضرب عاطف عبد اللطيف مثالا بأهمية المردود الاقتصادي للسياحة البيئية في العالم، مؤكدا أن دولا مثل كندا تحقق مليارات الدولارات من الضرائب الخاصة بهذه السياحة وكوستاريكا حولت 25% من مساحة أراضيها إلى مناطق محمية على شكل منتزهات وملاجئ للحياة البرية، وتستقبل نحو 800 ألف سائح أجنبي سنويًا وفي فرنسا استقبلت غابة فونتنبلو خلال عام أكثر من 13 مليون زائر. وطالب عاطف بضرورة وجود عمالة مدربة على هذا النوع من السياحة من خلال توفير مراكز تدريب معتمدة بالتنسيق بين وزارة السياحة والتعليم العالي والتربية والتعليم مع الاهتمام بتوعية المواطنين على كيفية التعامل مع المحميات وعمل تطوير وتنمية لهذه المناطق. تدريب 100 مرشد سياحي وفيما يخص التدريب، بات هناك اهتمام من العاملين بقطاع السياحة لتنمية مهاراتهم لهذا النوع من السياحة، وقال محمد غريب، رئيس الاتحاد العربي للمرشدين السياحيين، إن هناك اتفاقًا مع وزارة البيئة على تدريب المرشدين المصريين على مجال العمل في السياحة البيئية واستخراج تراخيص خاصة بهذا المجال، تحت إشراف وزارتي السياحة والبيئة وبالتعاون مع المنظمة العربية الأوروبية للبيئة، منوها بأن الاتحاد، درب 15 مرشدًا سياحيًا، وجار تدريب مرشدين آخرين للوصول إلى عدد 100 مرشد سياحي. وأردف غريب أن الاتحاد يستهدف 10 ملايين سائح سنويًا، من السياحة البيئية والاستثمار البيئي، مع جذب استثمارات سياحية وبيئية للمحميات الطبيعية خلال الفترة المقبلة. وأضاف غريب أن الاتحاد يعمل على تطوير 5 محميات طبيعية منها: محمية وادي الحيتان بمنطقة وادي الريان بالفيوم، ومحمية أبو جالوم بجنوبسيناء، ومحمية سانت كاترين، ومحمية رأس محمد بجنوبسيناء أيضا، ومحمية وادي الجمال بمحافظة البحر الأحمر، بهدف استثمارها وتطويرها، مع تدريب المرشدين السياحيين عليها.