شهد أمس الثلاثاء تبادل إطلاق الصواريخ بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وجيش الاحتلال الإسرائيلي في أكبر مواجهة منذ حرب عام 2014. وذكرت شبكة "كان" العبرية أن نحو 80 صاروخًا وقذيفة أطلقت من قطاع غزة، سقطت في المستوطنات والمواقع الإسرائيلية خلال ال24 ساعة الماضية. من جانبه أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن طائراته قصفت 35 هدفًا في قطاع غزة منذ صباح الثلاثاء، من بينها نفق قريب من معبر كرم أبو سالم. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن بيان لجيش الاحتلال قوله: إنه "أغار من خلال مقاتلات حربية وطائرات أخرى على أكثر من 35 هدفا في 7 مواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وإنه تم استهداف 6 مواقع عسكرية بما فيها مخازن أسلحة وأهداف بحرية ومقرات عسكرية". وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية: إن نظام "القبة الحديدية للدفاع الصاروخي، تمكن من إسقاط قذائف الهاون، يوم الثلاثاء، حيث لم يكن فعالا بالكامل خلال حرب غزة عام 2014"، وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الكولونيل جوناثان كونريكوس، للصحفيين "لقد كانت القبة الحديدية فعالة للغاية". اقرأ المزيد: الاحتلال يقصف 35 هدفا في غزة.. وصواريخ المقاومة تصل أوفاكيم ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعترض فيها نظام "القبة الحديدية" قذائف الهاون، ولكن كان اعتراض القذائف يوم الثلاثاء، مثل اختبارًا مهمًا للنظام، والذي يعتقد الجيش أنه قد نجح فيه، وفقًا للصحيفة. وعلى مدار يوم الثلاثاء، أطلقت حركة حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينية، عشرات قذائف الهاون وبعض الصواريخ، من قطاع غزة على جنوب إسرائيل. وحسب ما أفادت به جيش الاحتلال، نجحت بطاريات "القبة الحديدية" في إسقاط ما لا يقل عن 25 قذيفة على مدار اليوم، معظمها من قذائف الهاون. يذكر أن قذائف الهاون التي أطلقت من قطاع غزة خلال حرب عام 2014، تسببت في العديد من الخسائر في المنشآت والأرواح لإسرائيل. وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، عملت إسرائيل باستمرار لتحسين النظام لمواجهة هذا التهديد، وشمل ذلك تحسينات تكنولوجية وجهود لتسهيل مهمة الجنود الذين يقومون بتشغيل النظام. اقرأ المزيد: حركة الجهاد الإسلامي تعلن التهدئة في غزة.. وإسرائيل تنفي وذكر موقع "والا" الإسرائيلي أن جيش الاحتلال غيّر أيضًا الطريقة التي تم بها نشر البطاريات على طول حدود غزة يوم الأربعاء، من أجل الحصول على فرصة أفضل لاعتراض العشرات من قذائف الهاون التي أطلقت على جنوب إسرائيل. يذكر أن نظام "القبة الحديدية" الصاروخي صُمم في البداية لإسقاط الصواريخ، وهو ما حدث خلال حرب 2014، المعروفة في إسرائيل باسم عملية "الجرف الصامد"، وعلى مر السنين، تم تطوير النظام ليكون قادرًا على اعتراض الطائرات بدون طيار وقذائف الهاون. وكان أول عملية اعتراض لقذائف هاون نجح فيها نظام "القبة الحديدية" في سبتمبر 2016، عندما أسقطت بطارية في شمال إسرائيل قذيفتين قادمتين من سوريا كانتا متجهتين نحو مرتفعات الجولان. وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن قذائف الهاون تشكل تحديًا أكبر بكثير بالنسبة للقبة الحديدية من الصواريخ، بسبب المدى الأقصر للقذائف، الذي لا يزيد عادة عن أربعة كيلومترات. ولكي تتمكن "القبة الحديدية" من اعتراض صاروخ، يجب على النظام أولًا تحديد موقعه، وبناءً على مساره تحديد ما إذا كان متجهًا نحو منطقة مأهولة بالسكان، ثم يقوم بإطلاق صاروخ اعتراضي لإسقاطه. وغالبًا ما تبقى الصواريخ في الهواء لفترة أطول أثناء توجهها نحو هدفها، الأمر الذي يمنح نظام "القبة الحديدية" والجنود الذين يقومون بتشغيله، المزيد من الوقت لتنفيذ هذه الخطوات. اقرأ المزيد: حساسية «القبة الحديدية» المفرطة تكلف إسرائيل مليون دولار في ليلة واحدة في المقابل تبقى قذائف الهاون، في الهواء لوقت أقل بكثير، حيث لا يملك الإسرائيليون في المناطق الأقرب إلى حدود غزة، سوى 15 ثانية للوصول إلى ملجأ للقنابل بعد إطلاق قذيفة هاون. وأشارت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن هجوم يوم الثلاثاء، أظهر أن "القبة الحديدية" قادرة على إسقاط قذائف الهاون، رغم أن المسئولين العسكريين أكدوا مرارًا وتكرارًا أن النظام لن يكون مثاليًا. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال رونين مانليس لراديو إسرائيل بعد ظهر الثلاثاء، إنه "لا يوجد شيء كامل بنسبة 100٪"، فعلى سبيل المثال، سقطت قذيفة هاون على موقع عسكري شرق جنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء، مما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود. في السياق نفسه، صرح الجيش الإسرائيلي بأن العشرات من قذائف الهاون والصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة على إسرائيل يوم الثلاثاء، صنعت في إيران وتم تهريبها إلى القطاع، ولم يقدم تفاصيل عن أنواع الصواريخ.