بعد 7 سنوات من الحرب الأهلية في سوريا، تمكن الأسد من الحصول على دعم إسرائيل بنشر قوات الجيش النظامي في منطقة التماس مع تل أبيب "الجولان"، شريطة إبعاد إيران وإنهاء تواجدها. التوافق الذي حظي به الرئيس السوري، جاء بعد مرور أشهر عديدة على الدبلوماسية بين موسكو وتل أبيب والتي توصلت بموجبها على السماح للجيش السوري فقط بإعادة السيطرة على جنوبسوريا حتى الحدود مع إسرائيل، بينما لن يتم السماح لإيران وتنظيم "حزب الله" بالمشاركة في عملية السيطرة على الأراضي. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن القوات الحكومية السورية هي فقط من يتوجب السماح لها بالتواجد قرب الحدود مع إسرائيل، حسبما ذكرت القناة الثانية الإسرائيلية. أضف إلى ذلك إعلان موسكو عن اتفاق لعقد اجتماع ثلاثي بين أمريكاوروسياوالأردن، بشأن منطقة خفض التصعيد في جنوبسوريا. اقرأ أيضًا: الأسد يخوض معركة الجنوب.. واتفاق سري بين إسرائيل وإيران على الانسحاب كانت مصادر إسرائيلية تحدثت في وقت سابق حول التوصل إلى تفاهمات مع روسيا بشأن مناطق خفض التصعيد في الجنوب السوري، وذلك في إطار اتفاق روسي أمريكي بالتنسيق مع الأردن. حيث طالب الجانب الإسرائيلي بإبعاد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، بما في ذلك قوات حزب الله اللبناني إلى مسافة تصل إلى 60 كيلومترًا داخل العمق السوري، بما يضمن أمن إسرائيل. في سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي "أنا لم أر الأنباء التي تحدثت عن تحضير الولاياتالمتحدة خطة تتضمن سحب قواتها من قاعدة التنف العسكرية، حيث اختلقت هذه المنطقة بشكل مصطنع ولأسباب غير مفهومة بتاتا من وجهة النظر العسكرية". فقوات الحكومة السورية هي الوحيدة التي يجب أن تتواجد على الحدود الجنوبيةلسوريا، والاتفاق على إنشاء منطقة لخفض التوتر جنوب غربي سورية نص منذ البداية على أن القوات السورية فقط يجب أن تبقى على تلك الحدود، حسب تصريحات الوزير. يمكن القول إن روسيا اجتهدت خلال الفترة الأخيرة في محاولة دمج الولاياتالمتحدة في اتفاقيات التهدئة على الأراضي السورية، مقابل إبعاد القوات الإيرانية عن المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1967 من الجولان السوري، وإن لم يكن ذلك بالضرورة يفضي إلى إبعاد جميع القوات الموالية لإيران من الأراضي السورية. اقرأ أيضًا: تفاصيل معركة بين واشنطنوروسيا كادت تشعل حربا عالمية في دير الزور كانت إسرائيل طالبت بإبعاد القوات الإيرانية حتى المناطق الشرقية من طريق دمشق- السويداء، التي تبعد نحو 70 كيلومترا عن المناطق المحتلة من الجولان. لكن الروس لم يستجيبوا للضغوطات الإسرائيلية، ونصّ الاتفاق مع الجانب الأمريكي على أن تبقى إيران وحلفاؤها على بعد خمسة كيلومترات شمالي خطوط المواجهة بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة، أي ما يقدر بمسافة تصل من 5 إلى 20 كيلومترا من الجولان المحتل. المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أكد أن روسيا مستعدة لمناقشة إبعاد أو سحب القوات الإيرانية أو الميليشيات الموالية لها، وعلى رأسها حزب الله اللبناني من المنطقة التي تستطيع أن تشكل منها تهديدًا على إسرائيل. "هرئيل" أشار إلى أن التغير في الموقف الروسي جاء إثر الضربات العدوانية الإسرائيلية على مواقع بسوريا في 10 مايو الجاري، وذلك لتخوف روسيا من أن تتسبب الهجمات الإسرائيلية بزعزعة نظام الأسد. اقرأ أيضًا: لماذا تخلت روسيا عن إيران في سوريا؟ السؤال هنا.. هل أصبح النظام السوري غير مهتم بإيران؟ المحلل العسكري ادعى أن الرئيس بشار الأسد، أصبح غير مهتم بالوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية، وذلك لتجنب احتكاك مباشر مع إسرائيل. وتزعم التقديرات العسكرية الإسرائيلية أنها دمرت نصف قدرة الدفاعات الجوية السورية خلال الغارات التي أعلنت عن تنفيذها مؤخرًا ضد أهداف إيرانية، وذلك بعد أن شنت تل أبيب سلسلة غارات على أهداف في سوريا. في المقابل أفادت القناة العبرية 11، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم الكارت الأحمر ضد الوجود الإيراني في جنوبسوريا، موضحة أن الرئيس السوري مستعد لنقاش مسألة إبعاد القوات الإيرانية لمسافة 25 كم عن حدود الجولان.