في الوقت الذي لم يعلن المغرب عن علاقات من أي نوع مع إسرائيل، زعمت تقارير تناقلتها وسائل إعلام مختلفة أن العرض الأخير الذي قدم بمناسبة الذكرى ال62 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني في المغرب، ضم في استعراضه بنادق هجومية إسرائيلية الصنع. موقع "مينا ديفنس" المتخصّص في الأخبار العسكرية بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا زعم أنه خلال العرض الذي نظَّمته المديرية العامة للأمن الوطني بالمغرب، يوم 17 مايو الجاري، ظهر رجال شرطة وهم يحملون بنادق رشاشة من نوع "TAVOR TAR-21" التي تنتجها شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية. وحسب ذات المصدر فإن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا النوع من الأسلحة بشكل علني في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باستثناء "إسرائيل" وتركيا. وحسب موقع "ميليتري فاكتوري" الأمريكي فإن إنتاج هذه البندقية بدأ منذ عام 2003 ودخل الخدمة عام 2009، مشيرا إلى أنها تعتمد على مخزن ذخيرة سعته 30 أو 32 طلقة، ويصل وزنه إلى 2.98 كجم، وطوله 58 سم، وطول الماسورة 330 مم، وتصل سرعة الرصاصة عند فوهة الرشاش إلى 869 مترا في الثانية، ويمكن إطلاق 850 رصاصة في الدقيقة. وتستخدم العديد من الدول هذا النوع من الرشاشات منها أنجولا، وأذربيجان، وكولومبيا، وإسرائيل والهند وأوكرانيا. موقف رسمي وفور تداول الأنباء التي تتحدث عن حصول المغرب على أسلحة من إسرائيل، طالب المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، في تدوينة له على الحساب الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بموقف رسمي من الحكومة، والسلطات العمومية المعنية في الدولة إزاء هذا المقال ، موضحا أن "المعروف، والمعلن، رسميا، أنه لا علاقة هناك بين المغرب، والكيان الصهيوني، كما يتم ترديده كل مرة في البلاغات، والتصريحات الرسمية في البرلمان وغيره". وأشار المرصد ذاته إلى أن الرأي العام الوطني ينتظر الحقيقة من الجهات الرسمية، خصوصا في ظل ورود خبر عن التطبيع في ظل التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية، وقال: "ينتظر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، ومعه الشعب المغربي وقواه الحية أن يتم تنوير الرأي العام وتوضيح حقيقة الأمر، خصوصا في سياق الهجمة الصهيو_أمريكية على القدس، وفلسطين، والمسؤوليات الكبرى، التي يتقلدها المغرب في هذا الشأن، ومواقف الشعب المغربي الثابتة ضد التطبيع الصهيوني والعدوان على الأمة" ، حسب "اليوم 24" المغربي. صحيفة "هسبريس" أشارت إلى أن موقع "مينا ديفنس" معروف بخطه التحريري القريب من الجيش الجزائري بحكم أن أكثر من 90 في المائة من مقالاته تهتم بالقوات المسلحة الجزائرية، وسلط الموقع الضوء فقط على نوع محدد من الأسلحة النارية التي قال بأنها إسرائيلية، قبل أن يزعم بأن المغرب اعتاد اقتناء تجهيزات ومعدات مماثلة من المصدر نفسه. وفي تعقيبه على هذا المقال، أكد مصدر أمني أن الموقع الإخباري المذكور اختار النظر إلى استعراضات الشرطة المغربية من منظار مغاير، كما أنه اختار سياقا زمنيا محددا في محاولة لنشر رسائل غير بريئة. المغرب ينفي وبعد أن أثار المقال موجة من الجدل، ردت السلطات المغربية خلال بيان رسمي على مزاعم هذا الموقع نافية حصولها على أسلحة نارية إسرائيلية، أو استخدامها في استعراض سنوي بمناسبة تأسيس الأمن الوطني الأسبوع الماضي. كما نفت المديرية العامة للأمن الوطني، في بيان الجمعة، بشكل قاطع مزاعم موقع "مينا ديفينس - menadefense"، والتي تناقلتها بعض المنابر الإعلامية الوطنية. وشددت المديرية في بيانها على أن "صفقة اقتناء تلك الأسلحة الوظيفية تم إبرامها مع شركة أوروبية متخصصة، وأن هذه الصفقة خضعت لأحكام ومقتضيات قانون الصفقات العمومية بالمغرب، وهو ما يدحض المزاعم التي ذهبت إلى وجود اتصال وتعاقد أمني مع شركات إسرائيلية"، وفقا ل "الصباح" المغربية. اتهامات سابقة ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن استيراد المغرب لأسلحة من إسرائيل، فقد سبق لصحيفة "معاريف" الواسعة الانتشار في إسرائيل أن زعمت في شهر يناير عام 2014، عن أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية قامت ببيع المغرب بواسطة شركة فرنسية ثلاث طائرات دون طيار من نوع "هارون". كما سبق للصحيفة ذاتها أن أشارت في شهر يونيو من سنة 2013 إلى أن الصناعات الجوية الإسرائيلية وقعت عقداً مع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية لتركيب أنظمة متطورة لطائرات إف 16 تابعة للجيش المغربي، فضلا عن تزويد المملكة بأنظمة الاتصالات للطائرات العسكرية، وأنظمة الملاحة العسكرية، ومكونات الطائرات بدون طيار، وأنظمة لتعطيل أنظمة الصواريخ الباليستية وأجهزة الرادار المحمولة جواً والوسائط البصرية. تدريب إسرائيلي تأتي هذه المزاعم بعد أيام من عرض بعض المنظمات المغربية أشرطة فيديو تحدثت فيها عن قيام معهد إسرائيلي يدعى "معهد ألفا الدولي لتدريب الحراس الخاصين" بتدريب مغاربة على حراسة الشخصيات، واستعمال السلاح، وعلى عمليات الاغتيالات، داخل صالات وفضاءات عامة، تحت إشراف رئيس التدخل في سجن تل أبيب الحاخام افيزكار. وفتحت النيابة العامة في المغرب تحقيقا قضائيا مع المشرف على المعهد الإسرائيلي في المملكة حول "إشراف ضباط في الجيش الإسرائيلي على تدريبات عسكرية في المغرب"، قيل إنها "تهدد أمن البلاد"، حسب "اليوم 24" المغربي. واستدعت الفرقة الوطنية، عبد القادر الإبراهيمي، مؤسس المعهد الإسرائيلي "ألفا" للتحقيق، كما حققت مع زوجته. الإبراهيمي أكد أن معهد التدريب الذي أسسه بالمغرب يعمل وفق القوانين الجارية، ومرخص من السلطات المغربية، واصفا نفسه بواحد من أخطر 14 مدربا عسكريا في العالم، حسب "سبوتنيك".