لا ينقطع سيل المحبة والخير من مصر ذات النسيج المتماسك البعيد عن الطائفية والقبلية. وقد ذكرت صحيفة أخبار اليوم فى تقرير عن رجل أعمال مصرى مسيحى الديانة يدعى محارب رمزى عجايبى، صاحب أكبر مائدة رحمن بالغردقة والأقصر، والمائدة تسع أكثر من 250 فردا، كما يوزع الوجبات على الفقراء بالمنازل خاصة ممن يخجلون من الذهاب إلى المائدة تعففا، والأجمل أن "محارب" أقامها فى ذات الوقت بمحافظتين مختلفتين، و"رمزى" لا يكتفى بإطعام الصائمين بل يصوم معهم حتى المغرب ومعه طاقم العمل المسيحى والمسلم، على حد سواء، والأجمل أنه رغم التطرف والإرهاب والاحتقان الطائفى المصطنع فإن هذا الوطن ما زال يبهرنا بسبيكته المتماسكة والتحام جماهيره من مختلف الديانات والمذاهب فى أجمل نموذج للتعايش، فعلا عجايب هذا الوطن تدهشنا ولا تنقطع كما قلنا فى بداية كلامنا، سواء فى روح التسامح أو روح المحبة، "عجايب" مذهلة ومبهرة سواء قام بها "محمد" أو "عجايبى". ومن ضمن المبهرات والعجايب المتواصلة فى مصر، هى مبادرة شبابية حضارية نحو تنظيف الشوارع بشكل غير مباشر، خاصة أسفل الكبارى من عبء قضاء الحاجة بما ينطوى عليه من سلوك غير صحى وغير حضارى، وذلك من خلال اختراعهم تطبيقا بعنوان "مزنوق" لإرشاد الناس إلى أقرب دورة مياه -كما ذكرت صحيفة الشروق- ورغم أن الفكرة قد تكون فى ظاهرها مضحكة، فإن مطلقى التطبيق تنبؤوا بأنها ستلقى استحسانا كبيرا خاصة من مرضى السكر والحوامل، الذين هم غالبا ما يحتاجون إلى استخدام الحمام مرات عديدة خلال اليوم والليلة، والتطبيق حاليا فى مرحلة التجربة، وسيكون متاحا بعد إصداره وبعد تسجيل الإيميل الخاص براغبى استخدامه.. ويعد ذلك الأمر فى غاية الأهمية علاوة على أنه يعطينا أملا بأن فيه حاجة حلوة فعلا، وفى خضم اليأس والإحباط إلا أن هناك من يفكر ويحاول عمل شىء للناس ولبلده حتى فى أمر يبدو ظاهرا بسيطا، ولكن هذا الأمر سوف تنعكس أهميته حضاريا على مستوى النظافة فى بلادنا، كما تفيد فى إرشاد السائحين لنفس الأمر وهى قضية نادينا بها كثيرا من أجل إنعاش السياحة، بما ينعكس على الاقتصاد فى بلد "مزنوق" بالفعل ولكن بمعنى اقتصادى ومالى. وهناك عجائب أخرى ولكن ليست بمصر وإنما بإنجلترا هذه المرة -كما جاء فى صحيفة الجمهورية- حيث لجأت جمعية الرفق بالحيوان فى شمال لندن إلى حيلة طريفة لجمع تبرعات بطريقة فيها شىء من الخداع، بأن قامت بحملة عنوانها "تبرعوا لزواج الأمير هارى وحبيبته ميجان حتى يتمكنا من إتمام زواجهما"، ولما دخل الجمهور على موقع الجمعية وجدوا أن الأميرة والأميرة ما هما إلا قطة وقط شوارع ضال سوف يتزوجان، وقالت الجمعية إن القطط تحتاج إلى حياة مرفهة محترمة تماما كالتى يعيشها الأمير هارى وعروسه الجميلة، ومع ذلك نجحت الحيلة وتبرع الناس للبرنس المخربش هارى وخطيبته الضالة ليتم زواجهما.. وعقبال البكارى.