تتفق أو تختلف مع مواقف الفنان محمد صبحي، إلا أنك لن تستطيع أن تُنكر له أنه كان صاحب مبدأ فيما يخص «وطنه»، ففي عام 1998، قدم صُبحي مسرحية «ماما أمريكا» في عدد من الدول العربية، منها ليبيا وقطر والعراق، لكن دون أحد المشاهد، الذي يقلد فيه الرئيس وقتها محمد حُسني مُبارك، وبرر ذلك بأنه لن يُعارض السُلطة خارج مصر، فيظن المُشاهد أنه يسخر من وطنه، عكس هذا بالضبط ما فعله فنانان يحملان الجنسية المصرية، حينما قدما من تركيا "سيت كوم" يحمل اسم «نقرة ودحديرة». «نقرة ودحديرة» بطولة محمد شومان، قدم الجزء الأول منه في السباق الرمضاني العام الماضي، وقرر أن يُقدم الجزء الثاني هذا العام، ليُعرض على القناة الإخوانية «مكملين»، ويُشاركه أيضًا هشام عبد الله، محمد صبحي طرد هشام عبد الله من المسرح بسبب الخمور، ومن المُفترض أن المسلسل الذي يتم تصويره وإذاعته في تُركيا، يُناقش أوضاع أسرة مصرية وأحوالها المعيشية، ولا يخلو من رسائل سياسية معادية. الهاربان محمد شومان وهشام عبد الله قررا الخروج من مصر إلى تركيا، وتبنيا أفكار الجماعة المناهضة لثورة 30 يونيو، ومن المُمكن أن تُطلق عليهما لفظ هاربين، حيث تم الحُكم العام الماضي غيابيا على شومان بخمس سنوات سجن، بعدما أدين بإشاعة أخبار كاذبة تضر بمصلحة الدولة. لم يجد الاثنان ملجأ غير تُركيا التي فتحت ذراعيها للهاربين من مصر من الجماعات الإرهابية، ومن المُعروف أن تُركيا تُعادي الحكومة والدولة المصرية.. وهناك لم يجدا مصدرا لكسب الرزق سوى الهجوم غير المُبرر على مصر، سواء من خلال برامج أو مسلسلات يقدماها على بعض القنوات الإخوانية. دمهم سم وجلب البرومو الدعائي الأول للجزء الثاني من «نقرة ودحديرة» هجوما شديدا عليهما والمشاركين في العمل، حيث قال جمهور السوشيال ميديا إنهم «دمهم تقيل»، ونحن نؤكد ذلك ونتساءل منذ متى كان هشام عبد الله فنانا كوميديا؟ ومنذ متى تصدر محمد شومان بطولة عمل بمفرده؟ سينما النهضة محمد شومان ظن أنه سيُصبح بطلاً في زمن الإخوان، وشاركهم في المشروع المُسمى بسينما النهضة، لكن بالطبع لم ينجح، فهو لا يصلح أكثر من «سنيد» استفاد من نجومية كريم عبد العزيز والزعيم عادل إمام، أما عبد الله، الذي شارك في عدد كبير من الأعمال الدرامية في مصر، لن تُذكر له سوى جُملة «يارتني كُنت معاهم» في الطريق إلى إيلات. صحفية ومحام من الواضح أن محمد شومان وأبطال العمل ما زالوا مُقتنعين بمشروع سينما النهضة، لذلك ترى بطلة العمل وهي إلهام عبد اللاه مُحجبة طوال الوقت وبملابس فضفاضة، رغم أن إلهام رحلت إلى تُركيا لتعمل في الصحافة، لكنها اتجهت إلى التمثيل على مسرح الإخوان، ما يؤكد أن هؤلاء يبحثون عن أي مصدر رزق فقط دون النظر للموهبة أو الطموح، أيضا المُشرف على ورشة السيناريو الخاصة بالمسلسل في الأساس هو مُحام يعمل بإحدى المُنظمات الإخوانية "الحقوقية" هُناك، ولم يخض ولو لمرة واحدة تجربة كتابة السيناريو من قبل، ناهيك بباقي أبطال العمل الذين يقفون أمام الكاميرات للمرة الأولى. السؤال هُنا لمن يُقدم هؤلاء أعمالهم؟ ولماذا هُناك إصرار على الاستمرار في تقديم جزء ثان من نُقرة ودُحديرة الذي لم تتجاوز نسب مُشاهدات جزئه الأول بضعة آلاف؟ وفي ظني أن أكثر من نصفها قرر مُشاهدتها للسخرية منها ليس أكثر، مثلما فعلت.