بالرغم من أهمية تأمين المستشفيات الحكومية ضد عوامل الخطر، التي تأتي الحرائق في مقدمتها، وذلك حرصًا على أمان وسلامة المرضى، إلاَّ أنه من الواضح أن الإجراءات التي تتخذها المستشفيات الحكومية لم تجعلها بمأمن عن الحرائق؛ التي أسفرت عن إصابة ومصرع بعض المرضى بجانب خسائر وتلف المعدات. العباسية آخر تلك الحرائق كان في مخازن التموين الطبي خلف مستشفى الصدر بالعباسية، الذي اندلعت أمس الأحد، ودفعت الأجهزة الأمنية ب4 سيارات، وتمت السيطرة على الحريق، وحصر التلفيات والخسائر الناتجة عن الحريق. قال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، إن الحريق كان بعيدًا عن المرضى، وفي بعض المنقولات التابعة للتموين الطبي مثل الأسرة وبعض المستلزمات الطبية الأخرى، مؤكدا أنه لم يتأثر المرضى بالحريق. وأوضح أن الحصر المبدئي كشف عن تفحم 81 ترولي، و312 سريرًا، ولا يوجد أي خسائر في الأجهزة الطبية، مؤكدا أن رجال المعمل الجنائي بموقع الحادث لإعداد تقرير عن أسباب الحريق. الإسكندرية وفي إبريل الماضي، تسبب ماس كهربائي في نشوب حريق بمستشفى سموحة بالإسكندرية، ولم يسفر عن خسائر بشرية. وكشفت المعاينة الأولية التي أجريت بمعرفة ضباط البحث الجنائي بقسم شرطة سيدي جابر، كواليس نشوب الحريق داخل وحدة توزيع الكهرباء بمستشفى سموحة الجامعي، وتبين حدوث ماس كهربائي أدى إلى تلف الكابل الكهربائي المغذي لعدة وحدات بالمستشفى، وتمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة على الحريق دون خسائر في الأرواح أو تأثير على عملية سير العمل. مدينة نصر وفي فبراير الماضي، اندلع حريق في مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر، وتمت السيطرة على الحريق بعد وصول سيارة المطافئ. سبب الحريق كشف عنه حجازي على حجازي، رئيس هيئة التأمين الصحي آنذاك، الذي أكد أنه نشب في مخزن يحتوي على مواد نظافة قابلة للاشتعال، ولم يتسبب في خسائر بشرية، لكن مجرد تلفيات بسيطة. مصرع وإصابة 23 مريضًا وأبرز تلك الحرائق، كان حريق مستشفى الشروق في الإسكندرية، حيث أسفر الحريق عن وفاة 4 نزلاء وإصابة 19 آخرين بحالة اختناق. والحادث أجبر المهندس محمد عبد الظاهر، محافظ الإسكندرية آنذاك، على إصدار قرار بغلق المستشفى لمدة 3 أشهر؛ بعد مصرع 4 سيدات اختناقًا بالغاز، كما قرر غلق دار الأشعة منبع انبعاث غاز أكسيد الكربون لمدة مماثلة، وتكليف لجنة من مديرية الصحة لمتابعة الاشتراطات الفنية بالتنسيق مع إدارة الحماية المدنية قبل استئناف نشاط المستشفى. وقال الدكتور مجدي حجازي، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، إن التقرير الصادر عن إدارة الحماية المدنية في واقعة الحريق، أدان المستشفى بصورة كاملة، وكشف عن مخالفات "فجة"، مضيفًا أن التقرير أثبت وجود مخالفات لاشتراطات الأمن الصناعي التابع لمديرية القوى العاملة. قصر العيني وفي مستشفى قصر العيني التابعة لجامعة القاهرة، نشب حريق في يناير من العام الماضي، في غرف قسم الأمراض النفسية والعصبية بالمستشفى، وطال 3 غرف بالقسم، مما تسبب في إصابة 3 مرضى بإصابات طفيفة، فيما أُصيبت ممرضتان بحالة اختناق، وتم نقل المرضى إلى غرف أخرى لحين إصلاح وترميم الغرف المتضررة جراء الحريق. وكشف الدكتور شريف ناصح، مدير عام مستشفيات جامعة القاهرة آنذاك، أن مريضًا نفسيًا وراء الحريق، مضيفًا أن مريضًا محتجزًا بعنبر الرجال بقسم الأمراض النفسية والعصبية في الدور الثاني بقصر العيني القديم، أضرم النيران في فراشه، حيث كان يتلقى العلاج بالمستشفى فطالت غرف القسم.