من بلدانهم في أمريكا الوسطى إلى الحدود الأمريكيةالمكسيكية، سار أكثر من 1200 مهاجر غير شرعي في قافلة تهدف إلى دخول الأراضي الأمريكية. وتأتي القافلة المعروفة باسم قافلة "أسبوع الآلام" كجزء من الأعمال الإنسانية لمجموعة "مواطنين بلا حدود"، والتي توفر المساعدة المادية والنقدية للمهاجرين، الذين يسعون لتقديم طلبات لجوء. شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تساءلت لماذا تقضي قافلة المهاجرين شهرًا في رحلة تمر عبر عدة بلدان، وتكافح الجوع والمرض، في الوقت الذي تعد فيه فرصهم في الحصول على اللجوء لأمريكا ضئيلة للغاية؟ اقرأ المزيد: ترامب: الجيش يمول «جدار المكسيك».. وخبراء: خطة فاشلة وأضافت الشبكة أن العذاب واليأس المكتوبين على وجوه المهاجرين، ما هو إلا جزء مما يرونه في أوطانهم، وألقت "سي إن إن" نظرة على البلدان التي يفرون منها، في محاولة لاستنباط الأسباب التي دفعتهم للفرار: هندوراس: يعيش نحو 60.9% من إجمالي سكان هندوراس البالغ عددهم نحو 9.11 مليون نسمة، تحت خط الفقر، ويبلغ نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي، نحو 2150 دولارا. ونقلت الشبكة الأمريكية عن كتاب "حقائق العالم" لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية" قولها إن هندوراس، باعتبارها ثاني أفقر دولة في أمريكا الوسطى، تعاني "من التوزيع غير العادل للدخل بشكل غير عادي"، وتفشي البطالة. وأضافت أن العنف الجماعي المنتشر على نطاق واسع يغذي حالة عدم الاستقرار والمعاناة، حيث يجبر المجرمون سكان هندوراس على دفع "ضريبة حرب" تعسفية من أجل بقائهم، وأولئك الذين لا يستطيعون الدفع غالبًا ما يُقتلون. اقرأ المزيد: المكسيك تتحدى ترامب بقافلة «أسبوع الآلام» وقالت كارين جالو، البالغة من العمر 32 عامًا، وهي واحدة من المهاجرين في القافلة، إنه "لا توجد وظائف ولا عدالة ولا قوانين في هندوراس". كما تضم القافلة عددا من المتحولين جنسيا الذين يواجهون الاضطهاد في هندوراس، حيث قالت نيكول كونتريراس: "عانيت من التمييز بسبب توجهاتي الجنسية، وقلة العمل، والتمييز داخل عائلتي لكوني مثلية الجنس، وأسوأ من ذلك، لكوني متحولة جنسيا". السلفادور: يبلغ نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي في الدولة الكاريبية، نحو 9220 دولار، سنويا، ويبلغ عدد سكانها نحو 7.2 مليون شخص، يعيش 38.2% منهم تحت خط الفقر. ويذكر كتاب "حقائق العالم" أن "السلفادور تعاني من واحدة من أعلى معدلات جرائم القتل في العالم، وسط انتشار العصابات الإجرامية". وقالت مهاجرة تبلغ من العمر 38 عامًا، تشارك في القافلة، إنها تدرك أن الجميع لن يرحب بها في الولاياتالمتحدة، وأضافت "لكن ليس لدي خيار، إذا بقيت في السلفادور، فسأقتل". اقرأ المزيد: وزير الأمن القومي الأمريكي: هكذا سنبني الجدار الحدودي مع المكسيك في العقود الأخيرة، ساهمت الظروف الاقتصادية السيئة والكوارث الطبيعية في فرار السلفادوريين إلى الولاياتالمتحدة. غواتيمالا يبلغ عدد سكان غواتيمالا الذين يعيش أكثر من 59.3% منهم تحت خط الفقر، نحو 13.2 مليون نسمة، ويبلغ نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي نحو 3790 دولار سنويا. وتقول وكالة الاستخبارات الأمريكية في كتابها "حقائق العالم" إن "ما يقرب من نصف الأطفال الغواتيماليين الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعانون من سوء التغذية المزمن"، وهو واحد من أعلى معدلات سوء التغذية في العالم. وأضاف أن "الغواتيماليين لديهم تاريخ حافل من الهجرة الشرعية وغير الشرعية إلى المكسيكوالولاياتالمتحدة وكندا بسبب الافتقار إلى الفرص الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي والكوارث الطبيعية في بلادهم".