فى عام 1980 تم تقديم مسرحية "البؤساء" أعظم روايات القرن ال19 على مسارح باريس، ومن وقتها لم يتجرأ أى مخرج أو مؤلف فى تقديم رؤية مختلفة لها عن تلك التى قدمها الأديب العالمى فيكتور هوجو، فهى قطعة أصلية ونموذجية للعمل المسرحى، إلا أن المخرجة مروة رضوان قررت تقديم رؤية مختلفة تماما لهذا العمل الأدبى الذى عشقته منذ طفولتها، وهو ما يحمل بداخله من قيم ومبادئى، بالإضافة إلى الأسلوب الأدبى المميز فيها لتقدم العمل المسرحى "كوميديا البؤساء"، والذى سيعرض الخميس القادم على خشبة مسرح ميامى بوسط البلد. درست مروة «البؤساء» فى المرحلة الثانوية وكانت رواية فى شدة الكآبة بالنسبة لها، بالرغم من أنه كنص أدبى فى منتهى الروعة ولكنه يترك مخزونا من الكآبة الشديدة بداخلها لفترة طويلة فى كل مرة تقرأها فيها، وبالرغم من عشقها لها واقتنائها 3 نسخ منها باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، فإنها ظلت علامة استفهام كبيرة بالنسبة لها، وأصابتها بحالة من الفوبيا، وهو ما جعلها تفكر فى طريقة لتقديم هذه الرواية لكن بشكل غير كئيب. مروة قررت من فترة أن تعمل على هذه الرواية بشكل مختلف عن النص الأصلى، من خلال عمل مستوحى منها فى مرحلة ما فى الرواية نفسها، وتخيلت هذه المرحلة بكافة تفاصيلها، حيث إن العمل يدور فى إطار كوميدى خفيف، ولذلك أصرت على أن يكون عنوان المسرحية «كوميديا البؤساء» ليظهر للجمهور العادى أنه لن يرى تلك الرواية التى كانت تبكيه بل سيرى كوميديا غنائية استعراضية، فهي تحاول أن تقدم من خلال هذه الرؤية كل ما يساعد المتفرج أن يكون سعيدا، ويحصل على طاقة إيجابية وربما معلومة مهمة، حسبما قالت فى تصريحات صحفية، موضحة أن هذا هو مايجب أن نقدمه كفنانين فى هذا الوقت كدعوة إلى التفاؤل وسط حالة البؤس والاكتئاب العام التى أصيب بها الإنسان فى كل مكان بسبب أحداث العالم السريعة على كل الأصعدة. مسرحية "كوميديا البؤساء" مستوحاة من رواية "البؤساء" لفيكتور هوجو، معالجة وإخراج مروة رضوان، تحت إشراف أحمد السيد مدير المسرح الكوميدى ودكتور إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى للمسرح ودكتور خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج وبطولة رنا سماحة، محمود عزت، رامى الطمبارى، محمد عبده، عمرو كمال بدير، ومريم البحراوى، وتصميم الديكور والإضاءة لعمرو الأشرف، وتصميم الأزياء نعيمة عجمى، واستعراضات رشا مجدى، وأشعار أحمد حسن راوؤل، وموسيقى وألحان محمد الصاوى، وتوزيع حازم السعيد، والجرافيك والمادة الفيلمية لمحمد حجازى، وتصوير فوتوغرافى لمارتن آدم.