كتب: أحمد الزغبي «من رحم الحرب يولد الفن».. تنطبق هذه المقولة على الجرس الأثري بكنيسة سابا في منطقة محطة الرمل، وسط محافظة الإسكندرية، الذي صنع في روسيا عام 1838م من بقايا الحرب، حيث يعتبر أقدم جرس، ويتميز بالنقوش المزخرفة النادرة، وحفر عليه صورة للسيد المسيح، وتم إهدائه للكنسية الرومية الأرثوذكسية، وهو مسجل ضمن المقتنيات الأثرية بقرار من اللجنة الدائمة بوزارة الآثار. عماد إسحاق، أحد سكان محطة الرمل، قال إن كنيسة دير سابا من أقدم الكنائس بالإسكندرية وتتبع طائفة الروم الأرثوذكس، وهي قريبة من بطريرك الكرازة المرقسية، ومن العلامات المشهورة بها وجود الجرس الأثري الذي يتوافد عليه السائحين من جميع أنحاء العالم. أضاف محمد المهدي، صاحب محل بمحطة الرمل، أن المنطقة تتميز بالمباني الأثرية والتراثية فقد عاش بها اليونانيون والإيطاليون وعدد كبير من الجاليات الأجنبية، لما تتميز به من تحف معمارية، ومنها كنيسة دير سابا القديمة، والتي ما إن تدخل إليها حتى تشاهد الجرس الأثري الموجود في فناء الكنيسة. من جانبه، قال محمد متولي، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالإسكندرية، إن جرس كنيسة دير سابا عمره يقترب من 180 سنة، وتم صنعه في شهر يونيو عام 1838م، في عهد الإمبراطور نيقولا الأول، من نتاج حرب بين روسيا وتركيا، وتم إهدائه من الجنرال الروسي إلى كنيسة الروم الأرثوذوكس بالإسكندرية، وهو مسجل ضمن المقتنيات الأثرية بقرار اللجنة الدائمة لوزارة الآثار. وأضاف متولي، في تصريحاته ل«التحرير»، أن الجرس عبارة عن ناقوس كبير مصنوع من النحاس على شكل تاج، ومدون عليه من الأعلى 6 أرقام، والأرجل تتركز على قاعدة مستديرة الشكل، وسطح الجرس مخروطي الشكل، ومزخرف من أعلى بالقلوب المقلوبة البالغ عددها 27، منها 4 بداخلها رسم بارز لملاك مجنح تعلو رأسة هالة على شكل جناحان، بالإضافة إلى قلوب وزخارف نباتية، وكتابة بارزة باللغة الروسية. وأشار متولي، إلى وجود رسم الملاك ميخائيل يمسك بيده اليسرى الكرة الأرضية وباليد اليمنى الصالجون، بالإضافة إلى رسمة لصلب المسيح، عبارة عن صليب يقف على قاعدة بينهما رسم العظام الآدمية ورمز الموت، وعلى جانبي الصليب توجد الحربة التي طعن بها السيد المسيح.