روسيا تثير الذعر في أوروبا الغربية بسبب «التايتانيك النووية»

في الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى التخلي عن الطاقة النووية، والاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة، يبدو أن روسيا تسير في عكس هذا الاتجاه.
تتجه موسكو إلى ما يسمى ب"التايتانيك النووية" الروسية نحو أوروبا الغربية، للقيام برحلة مبدئية مثيرة للجدل، أثارت قلق حلفاء الولايات المتحدة ونشطاء البيئة على حد سواء.
وقالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن السفينة، التي يطلق عليها اسم "أكاديميك لومونوسوف"، تعتبر أول محطة عائمة للطاقة النووية، تمتلكها موسكو، وصممت لتوفير الطاقة في المناطق الساحلية، التي يصعب الوصول إليها مثل المناطق شبه القطبية في روسيا.
وتسببت المحطة العائمة، التي شقت طريقها إلى أول وجهة شمالية، في إثارة قلق عدد من الدول الواقعة على طول مسارها، فضلًا عن عدد من المنظمات البيئية، مثل منظمة "جرين بيس".
وقال يان هافر كامب، الخبير النووي في منظمة "جرين بيس"، في بيان بعد فترة وجيزة من إطلاق "أكاديميك لومونوسوف"، إن "المفاعل النووي الذي يبحر في المحيط المتجمد الشمالي، يشكل تهديدًا واضحًا على البيئة الهشة، التي تعاني بالفعل من ضغوط هائلة بسبب تغير المناخ".
اقرأ المزيد: روسيا تنجح في إنشاء أول مفاعل نووي بتكنولوجيا الجيل الثالث
وبعد تزويدها بالوقود بالكامل، ستشغل محطة الطاقة العائمة، التي من المقرر أن تدخل الخدمة في عام 2019، مفاعلين نوويين، ستسفيد بهم روسيا لتزويد المدن الشمالية بالطاقة، خاصة بالقرب من أماكن تمركز مخازن الطاقة في القطب الشمالي.
وقالت المجلة الأمريكية، إنه إذا اكتمل الاختبار، فإن وكالة الطاقة النووية الروسية "روساتوم" ستنشر المحطة "أكاديميك لومونوسوف" بالقرب من سواحل سيبيريا.
وكانت روسيا تعتزم في البداية، أن تمد المحطة العائمة بالوقود النووي، وتختبرها بالقرب من حوض بناء السفن في سانت بطرسبورج، في المياه المشتركة مع استونيا وفنلندا ولاتفيا وليتوانيا والسويد، وفقًا ل"جرين بيس".
إلا أن غضب السكان المحليين والحكومات الأجنبية، دفع روسيا إلى التراجع عن الخطة، وإبحار المحطة العائمة دون وقود نووي، والابتعاد عن منطقة بحر البلطيق المزدحمة، واختبارها في منطقة أكثر انعزالًا.
ولم يقلل ذلك من المخاوف بشأن احتمال تسبب "أكاديميك لومونوسوف" في كارثة نووية، حيث صرح هافر كامب بأن "قرار اختبار مفاعل نووي في منطقة مكتظة بالسكان مثل سان بطرسبرج، غير مسؤول"، وأضاف "أن نقل اختبار تايتانيك النووي بعيدًا عن أعين الناس لن يجعله أقل خطورة".
اقرأ المزيد: كواليس زيارة وفد برلماني لمعاينة مفاعل نووي روسي قبل تطبيقه بالضبعة
وحذرت المجموعة البيئية من أن وقوع أي حادث في المحطة العائمة قد يتسبب في "كارثة تشيرنوبيل في المحيط"، في إشارة إلى الكارثة النووية، التي حدثت خلال العهد السوفيتي.
وأشارت "نيوزويك" إلى أن "أكاديميك لومونوسوف" ستبحر حاليًا إلى مدينة "مورمانسك" في روسيا، حيث ستشق طريقها أولًا نحو المضيق الضيق، الذي يفصل الدنمارك والسويد، ثم ستغير مسارها إلى الشمال، وستبحر على طول ساحل النرويج.
وذكر راديو أستونيا الحكومي، أن السلطات البحرية في أستونيا، وهي أول دولة تبحر فيها السفينة، اشتكت من أن قدرة المحطة المحدودة على المناورة، يعني أنه على السفن الأخرى أن تفسح المجال لها وللمرافقين العسكريين الروس الذين يراقبونها.
وستقترب المحطة العائمة من السويد الأسبوع المقبل؛ وصرحت وكالة السلامة الإشعاعية شبكة الراديو الحكومية، أنها ستراقب الرحلة التي ستمر عبر مضيق أوريسند، مع الدنمارك.
وتعد روسيا واحدة من خمس دول تتنافس على السيادة على مياه القطب الشمالي، وتستدعي استراتيجيتها البحرية الحالية تأسيس موطئ قدم قوي في المنطقة، ومن المقرر أن يتم تطوير المزيد من المحطات المشابهة ل"أكاديميك لومونوسوف" إذا ثبت نجاحها في الاختبار هذا العام.