تواصل قناة «ON E» عرض حلقات مسلسل «للحب فرصة أخيرة»، الذى ينتمى إلى الدراما الاجتماعية، التى تتناول الكثير من المشاكل التى نعيشها فى مجتمعنا المصرى، وابتعد العمل تمامًا عن القتل والعنف الذى سيطر بشكل كبير على المسلسلات خلال الفترة الماضية، ويحاول المسلسل توجيه العديد من الرسائل إلى الآباء والأمهات بكيفية التعامل مع أبنائهم وفقًا للمتغيرات الحديثة، ونرصد فى السطور التالية أبرز تلك القضايا التى يناقشها المسلسل، التى تؤدى بالضرورة إلى إخراج جيل سوى نفسيًا يستطيع مواجهة الحياة. «للحب فرصة أخيرة».. 11 معلومة عن مسلسل داليا البحيري 1- العنف ضد المرأة ركز مسلسل «للحب فرصة أخيرة» على العنف الجسدى الممارس ضد الزوجة، والذى تعانى منه أغلب السيدات داخل البيوت المصرية، ويظهر من خلال نموذج «ليلى» -تجسدُه الفنانة داليا البحيرى- هى سيدة تنتمى إلى عائلة ميسورة الحال لم تكمل تعليمها، من أجل الزواج، متزوجة من «خيرى» -يجسده الفنان مراد مكرم- هو مهندس كمبيوتر خسر كل أمواله فى البورصة، وأصبح بلا عمل ويجلس فى البيت، بينما تقوم زوجته بدفع مصاريف البيت من خلال الوديعة التى تركها لها والدها قبل وفاته، وشاهدنا فى الحلقات الأولى قيام «خيرى» بضرب «ليلى» وإيذاءها نفسيا، وهى مسالمة لا تفعل شيئا، كونها تخشى الطلاق منه رغم إهانته المستمرة لها؛ لأنها تملك مكانا تعيش فيه بعد وفاة والديها، ولديهما ابن يعيش فى الخارج مع عمته التى تتولى مصاريفه، كونهم غير قادرين على ذلك، بجانب فقدان الاحترام فى علاقتهما. 2- التفكك الأسري تأخذنا قصص المسلسل إلى قضية أخرى، تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأبناء، هى مشكلة التفكك الأسرى إذ تجد الزوج والزوجة بعيدان تمامًا عن بعضهما، فكل واحد منشغل بحياته ولا يبالى بالآخر أو بالأبناء، وهذا يعود لأسباب كثيرة لعل أبرزها الاختيارات الخاطئة فى شريك الحياة وعدم التوافق الاجتماعى، يتمثل ذلك من خلال نموذج «هناء» -تجسدها الإعلامية هبة الأباصيري- وهى سيدة ملتزمة تنتمى إلى طبقة الأغنياء؛ متزوجة من «محمود» -الفنان فراس سعيد- رجل أعمال لديه العديد من المشروعات الكبرى، وهناك اختلاف شاسع بينهما، فهى مشغولة أغلب الوقت فى التعبد وإعطاء دروس الفقه والشريعة داخل منزلها؛ بينما هو يقضى وقته داخل شركته وفى المساء يسهر فى البارات، ويعود للمنزل ليستكمل الشرب؛ وتعانى ابنتهما من أنانيتهم وعدم تفكيرهم فيها. 3- مشكلات المراهقات هى أبرز قضية يسلط مسلسل «للحب فرصة أخيرة» عليها الضوء، كونها أخطر سن يمر به الإنسان وهناك مئات الكتب والأبحاث التى درست تلك المرحلة العمرية، وخرجت بنتائج تشير إلى كيفية التعامل مع الفتيات والشباب فى هذه السن، ولكن بالرغم من ذلك نجد أغلب الآباء والأمهات منشغلين عن أبنائهم، لذلك حاول المسلسل الدخول فى عالم المراهقات من خلال تواجد 10 فتيات من خلفيات ثقافية مختلفة داخل بيت الطالبات بالجامعة، والذى تتولى رعايته «ليلى» -الفنانة داليا البحيري- ومن أبرز المشاكل التى تم عرضها حتى الآن معاناة الفتيات من الوحدة بسبب سفر والديها وتركها بمفردها، انشغال الآباء عن أبنائهم فى البزنس الخاص بهم، وذلك بجانب التطرق لمشاكل البنات المغتربات. لو فاتك.. الأب الروحى VS للحب فرصة أخيرة.. الأكشن فى مواجهة قصص البنات 4- الفروق الطبقية وانتقل المسلسل إلى قضية أخرى وهى الفروق الطبقية والتى اتسعت بشكل كبيرة فى السنوات الأخيرة؛ وأصبح المجتمع منقسما بين فصيلين أحدهما تحت خط الفقر والآخر ينعم بالثراء الفاحش، وذلك من خلال عائلة «أم سيد» -تجسد الدور الفنانة حنان يوسف، خادمة فى إحدى الفيلات لعائلة غنية جدًا؛ إذ تعول هى أسرتها التى تتكون من ثلاثة أفراد، الابن الأكبر يدعى «سيد» -يجسده الفنان أحمد عبد الله محمود- الذى يعمل فى تركيب وصلات الرسيفرات داخل المنطقة، بعد أن تخرج من أحد المعاهد، والوسطى تدعى «منى» -تجسدها الفنانة الشابة ريم سامى شقيقة المخرج محمد سامي- وهى فتاة غير راضية عن حياتها، وتحلم بأن يتبدل الواقع وتصبح غنية؛ تجدها أغلب الوقت مكتئبة وتكره انتمائها لعائلة فقيرة، وتطمح فى أن تدرس بجامعة خاصة بعد أن تنتهى من الدراسة الثانوية هى وصديقتها المقربة «فاطمة» -تجسدها الفنانة الشابة سلمى الكاشف-. والعائلة الأخرى التى تمثل طبقة الأغنياء الذين يعيشون فى الفيلات، ويركبون أغلى السيارات، ويرتدون ماركات، ولديهم خادمون يعملون على راحتهم، ولديهم شاليهات فى الأماكن الساحلية ويقضون عطلة الصيف فى إحدى الدول الأوروبية، هى عائلة «محمود» -يجسده الفنان السورى فراس سعيد- رجل أعمال لديه العديد من المشروعات الكبرى يحب الظهور ويحرص دائمًا على أن يرتدى ساعات من الماركات الشهيرة، ويستخدم أغلى العطور وغيرها من الأمور المتعلقة بالترف لتكون إطلالته على أكمل وجه (لو عاوز تعرف اكتر شوف ده.. «للحب فرصة أخيرة».. 4 عائلات تجسد المجتمع المصري). 5- الصداقة وأخيرًا، الصداقة أكثر علاقة يبحث عنها الجميع؛ فلا حياة بدون رفيق العُمر، ولكن لسنا جميعًا موفقين فى إيجاد صديق مخلص، ونجد أن مسلسل «للحب فرصة أخيرة» يركز على كيف تكون صديقًا وفيا، نجد أن الفتيات داخل بيت الطالبات لديهم أصدقاء حقيقيون يدعمون بعضهم ويساندون بعضا فى أوقات الشدة (قد يهمك ايضًا.. 4 مشاهد للصداقة الحقيقية بالدراما.. أبرزها «هبة» و«نرمين» فى «سابع جار»). فى النهاية هذا هو الدور الحقيقى للدراما التليفزيونية وهى بجانب محاكاة الواقع تقديم رسائل قيمة تبقى على مدار السنين، وترسيخ لقيم اجتماعية حقيقية، وهذا ما ننتظره من موسم رمضان 2018 هو الابتعاد عن الإثارة قدر الإمكان وتقديم أهداف سامية.