من البداية تعامل صناع فيلم Avengers :infinity war مع الفيلم وكأنه سر حربي، فلم يكن من المسموح للممثل البريطاني توم هولاند (لعب دور سبايدرمان) بقراءة قصة العمل لأنه كشف تفاصيل كثيرة عن فيلم Spider-Man: Homecoming، أثناء تصويره، وحتى توقيت طرح الفيلم في دور العرض جاء قبل موعده المتوقع بأسبوع، حيث كان من المتوقع أن يُصدر الفيلم 27 أبريل، لكن المنتجين تعاملوا مع كل ما يحيط بالفيلم بسرية تامة، والسؤال هنا هل يستحق العمل السينمائي كل هذا التكتم والدعاية الهائلة والميزانية الضخمة التي بلغت مليار دولار؟ نوع الفيلم: أكشن - مغامرة - فانتازيا - خيال علمي مدة الفيلم: 149 دقيقة سيناريو: ستيفن مكفيلي وكريستوفر ماركوس إخراج: الأخوين أنثوني روسو وجاك روسو بطولة: روبرت داوني جونيور، زوي سالدانا، كريس برات، كريس إيفانز، ومارك رافالو قصة الفيلم: الجزء الثاني من سلسلة Avengers يدور حول محاولة الشرير ثانوس (يلعب دوره جوش برولين) السيطرة على الأحجار الستة الأبدية (العقل، الروح، الزمن، القوة، الفضاء، والحقيقة)، للتحكم في العالم بأكمله بعد تدمير كوكبه تيتان، هذه الأحجار بحوزة البطل فيجين (يلعب دوره بول بيتاني)، المشكلة تكمن بأنه في حالة نجاح ثانوس في السيطرة على هذه الأحجار، سيصبح بإمكانه فورًا تدمير نصف الكائنات الحية في العالم، وفي حال لم ينجح الAvengers في صد هجومه، خاصةً أن الصراع أصبح شخصيًا بعد نجاح ثانوس في الاحتيال على جامورا (تلعب دورها زوي سالدانا) وضمها إلى فريق الشر، باعتباره أنقذها في طفولتها وهي مدينة له. لا شيء مميز لا شيء منطقي Avengers: Infinity War، يشبه حفلة للأبطال الخارقين والكل مدعو فيها، فشركة مارفل في هذا الجزء لم تبخل بأي شخصية بطولية شاهدتها من قبل لضمها في الفيلم، المشكلة هنا تكمن في أن ازدحام الأبطال الخارقين في الفيلم، جعل كل الشخصيات سواسية، فلم يعد هناك شخص مفضل أو مميز لدى الجمهور، ومن الصعب التركيز مع بطلك المفضل بعد حالة التُخمة التي تضعك فيها مارفل بهذا الفيلم، ليصبح الأخير أشبه بقارب مزدحم بالركاب يوشك أن يغرق بمن فيه، أو برحلة إلى الملاهي وركوب قطار الملاهي لثلاث دورات لتنزل منه مصابا بدوار لا يمكنك تحديد إذا ما أعجبك أو كرهت التجربة بأكملها؛ فالبرغم من أن الفيلم يتعدى الساعتين، فإن معظم أحداثه غير منطقية. قد يهمك أيضًا.. «كابتن أمريكا 3» ربما يكون مليئًا بالأبطال بشكل زائد عن اللزوم متعة محدودة لا شك أن مارفل تحسبها جيدًا قبل أن تقدم هذه النوعية من الأفلام، فمن المتوقع أن يحقق الفيلم إيردات تتجاوز 200 مليون دولار بنهاية الأسبوع الحالي، هذا يعني أن المشاهدين يحظون بالمتعة، ولكنها ليست كافية، فكعادة مارفل عادة ما تجيد فن الإيهام، وخداع الجمهور بأنه قضى وقتًا ممتعًا بالفعل، وأن هناك بعدا ثقافيا لا يسهل رؤيته في الفيلم، بل إن عليه جمع النقاط كي يصل إليه، فإن لم يفعل فلاح حرج عليه فقد حاول، هذا لا يعني بالطبع أن هذه الجوانب غير موجودة، وقد ساعدها على خلق هذا النوع من الإيهام والمؤامرة السرية التي تحيط بها الفيلم؛ فحتى النقاد ممن حضروا العروض الافتتاحية أقسموا على عدم حرق الأحداث، على الرغم من أنها في غضون أسابيع سوف نعرف جميعنا تفاصيل الفيلم ولن يهتم بها أحد. وضع غير صحي حرق الأحداث أصبح "بُعبع" يخشاه كل ناقد، فكيف بإمكان الناقد أن يمارس عمله إذا لم يتحدث عن مشاهد بعينها أزعجته وأخلت بالتسلسل الدرامي، ما يحدث الآن هو وضع غير صحي بكل تأكيد؛ فمجرد الحديث عن موت أحد أبطال العمل أصبح تابو وفوبيا للمشاهدين؛ وحتى الأحداث الصغيرة، ففي الفيلم يخطئ ثور (قام بدوره كريس هيمسوورث) وينادي روكيت الراكون (لعب دوره برادلي كوبر) بالأرنب، ما يفترض أنها دعابة كررها كريس أكثر من 20 مرة طوال الفيلم، حتى فقد الإفيه معناه، لو كان لنا أن نصفه بالإفيه. أحداث سريعة متوقعة ومبتذلة الطابع العام للفيلم هو "الرُخص"؛ فأول ساعتين من الفيلم عبارة عن معارك متبادلة بين الأبطال وثانوس، ودعابات متطايرة بينهما، وأحاديث قليلة جدًا، وهو ما يجعلك تشعر بالغرابة نوعًا ما، فأنت بحاجة إلى أن تفهم أشياء كثيرة، لكن سرعة الأحداث لا تمنحك وقتا لذلك، في الواقع فيلم Infinity War يشبه كثيرًا حال مارفل حاليًا؛ فكما يتعامل ثانوس مع الأحجار الستة باعتبارها حقه المطلق، تتعامل مارفل مع الجمهور بأنه لن يغير رأيه في أفلامها مطلقًا، لكن لكل شيء نهاية، فهل مارفل مستعدة لنهايتها؟ اقرأ أيضًا.. Rampage.. دواين جونسون يطارد غوريلا عملاقة في شوارع شيكاجو