الأزمة السورية| غياب عربي.. والتحالف الدولي يرفض الرحيل

كتبت: فاطمة واصل
تعيش سوريا منذ 7 سنوات حروبا دامية، دفعت الملايين من الشعب السوري إلى النزوح أو اللجوء إلى الدول الأجنبية أو العربية المجاورة، ورغم وقوع سوريا في قلب العالم العربي، إلا أنها تشهد غيابا عربيا عن المشهد، وهو الأمر الذي أبرزته صحف الإمارات، الصادرة اليوم الجمعة، إذ استنكرت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، الغياب العربي عن الأزمة السورية وعدم تسجيل أي وجود عربي في الاجتماع الثلاثي بشأنها، الذي ضم روسيا وتركيا وإيران، مؤكدة أن العرب في حاجة ماسة لاستعادة تضامنهم وحضورهم في أزمات المنطقة والعالم.
وقالت الصحيفة تحت عنوان "الغياب العربي" في افتتاحيتها إن المسألة تجاوزت التدخل الأجنبي العسكري في سوريا إلى التدخل السياسي والدبلوماسي، مع تهميش تام للدور العربي، وهذا ما حدث في العراق وليبيا من قبل، إذ كانت هناك حساسية من أي اشتباك عربي مع أزماته، بينما لا توجد أي حساسية من التدخل الأجنبي.
وأضافت: "لو لم يتدارك العرب أمرهم في اليمن وتحركوا بسرعة لإنقاذ الشعب اليمني، لكان التدخل الأجنبي هو مصير هذا البلد العربي"، مختتمة أن إيران العامل المشترك الأكبر في أزمات العرب، وهي الساعية إلى إخراج العرب من المعادلة تماما، حيث فعلت ذلك في لبنان والعراق وسوريا، لكنها فشلت تماما في أن تفعل ذلك في اليمن، فالعرب في حاجة ماسة إلى استعادة حضورهم في قضاياهم وقضايا العالم كله واستعادة التضامن والعمل المشترك في محاولة ربما تكون أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
اقرأ أيضا: «سوريا ومكافحة الإرهاب».. على رأس اهتمامات لقاء بوتين وأردوغان
الخليج: فشل النظام العربي
استمرار لاستنكار صحف الإمارات للغياب العربي عن الأزمة السورية جاء صحيفة "الخليج": "المسألة السورية وفشل النظام العربي"، قائلة إنه في النظر كما في الواقع، يسفر غياب الإرادة العربية عن غياب عربي للدور والتأثير، وتتجلى مظاهر ذلك حتى في أشد القضايا العربية حساسية وخصوصية، آخر تلك المظاهر اجتماع ثلاثي روسيا وتركيا وإيران حول سوريا، أو حول تقرير مصير سوريا وشعبها العربي، فأي فشل بعد هذا، وأي خذلان؟ اجتماع حول دولة عربية صميمة تقع في قلب القلب يغيب عنه العرب تماما، فيما تترك فيه المسافة للتركي والإيراني بالتعاون مع روسيا نحو التدخل السافر والشائن في الشأن السوري، وكأن سوريا «كعكة» يتقاسمها هؤلاء في غياب صيغة الحد الأدنى من التضامن والتفاهم العربيين.
وأضافت "الخليج": "إنه واقع غريب وغير مقبول، لكن معالجته تتطلب استحضار وعي عربي عميق بالخبرات والتجارب العربية، وإذا كانت مأساة العرب الحقيقية أنهم لا يقرؤون تاريخهم بما فيه الحديث والمعاصر، ولا ينطلقون من وعي التاريخ بقدر ما ينطلقون من أفكار ضيقة، وربما من تكتيكات صغيرة لا تحيل في منتصف المطاف ونهايته إلا للمزيد من اللهاث والمتاهة، فإن الواقع يدعوهم إلى ضرورة مراجعة التجربة، واستيعاب قضية التغيير بعيدا عما سميت ثورات الربيع العربي، وهي التي أثبتت فشلا ذريعا رتب في مناطق عربية عديدة أوضاعا كارثية وأكثر سوءا".
ودعت إلى تغليب روح العقل والحكمة، والبحث عن صيغة أصيلة تدخل في المعاصرة أبعد وأعمق، والانطلاق بالتالي، من وعي الخبرات العربية الخصوصية، الوعي طريق التغيير، واليوم لدى العرب نموذج جدير بالاقتداء، وهو ما يجسده، بوضوح أصبح شديدا، بعد فضح نظام قطر وعلاقته المريبة المعلنة مع التركي والإيراني والحوثي إلى جانب تنظيمات الإرهاب والظلام والطائفية والتكفير، بدءا من "الإخوان المسلمين" مرورا بتنظيم «داعش»، وليس انتهاء بتنظيم القاعدة الإرهابي، المحور العربي الطليعي الجديد.
وذكرت الصحيفة أنه لدينا اليوم محور التنوير والرشد والاعتدال، متمثلا خصوصا في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر، المحور الجدير بالتقدير والاحترام، فلا بد من التمسك به نحو توسيعه، بالتزامن مع وعي أن أسلوب التضامن العربي الحالي غير مجد، واقتراح صيغة عربية جديدة قادرة على مواجهة كل التحديات والرهانات، والشرط أن تكون صيغة عربية خالصة، تنبثق من ظروفها وملابساتها وعلاقاتها وبيئتها، وإن استفادت من النماذج العالمية الناجحة، أما المؤكد فضرورة ألا توضع الصيغة الجديدة بالمقارنة مع الغير، أو نقل تجارب عالمية جاهزة كالاتحاد الأوروبي أو غيره. وخلصت إلى أنه إذا افترضنا أن نظام الجامعة العربية أدى دوره أو أدواره، عبر المراحل والعقود الماضية، فإن الواقع العربي اليوم، واقع التشرذم والغياب، ينادي إلى أفق حتمي جديد.
اقرأ أيضا: 7 سنوات دامية في سوريا.. معاناة إنسانية لا تنتهي و3 عقود إلى الوراء
الجعفري: دمشق تنسق مع موسكو وطهران
ما زال تشكيل اللجنة الدستورية السورية لم يحسم بعد، إذ قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، إن دمشق تعمل بالتنسيق مع موسكو وطهران لتشكيل قائمة ممثلي دمشق في اللجنة الدستورية السورية، مشيرا إلى أن موعد انتهاء العمل غير معروف حتى الآن. وذكر الجعفري، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم الجمعة، أن دمشق لم تقدم قائمتها للجنة الدستورية وأنه يجري العمل على ذلك.
وفي رده على سؤال حول موعد انتهاء العمل على تحضير القائمة، قال الجعفري: "نحن لا نعلم، في هذه المرحلة، نحن نعمل على ذلك مع الروس وكذلك مع الإيرانيين".
13 خرقا لنظام وقف العمليات القتالية في سوريا
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن الوضع في مناطق تخفيف التصعيد في سوريا ما زال مستقرا، وأنه تم رصد خروقات في محافظات إدلب واللاذقية ودمشق ومناطق أخرى، قائلة: "رصد الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية التركية في سوريا خلال ال24 الساعة الماضية، 8 خروقات، بينما رصد الجانب التركي 5 خروقات"
وذكرت الوزارة، في نشرتها الإعلامية على موقعها الرسمي، اليوم: "الوضع العملياتي في مناطق تخفيف التصعيد في سوريا يتميز بالاستقرار، بينما تم رصد 8 خروقات في محافظات حلب (2)، واللاذقية (4)، ودمشق (2)، أما الجانب التركي فرصد 5 خروقات، جميعها في محافظة إدلب (5)". وجاء في النشرة أيضا أن مركز المصالحة الروسي قام خلال ال24 الساعة الأخيرة، بإيصال 8.45 طن من المساعدات الإنسانية إلى بلدة تقسيس في محافظة حماة.
وبشكل عام يبلغ إجمالي عدد العمليات الإنسانية، اليوم، 1779 عملية، بينما يبلغ إجمالي وزن تلك المساعدات 2508.4 طن، كما تم تقديم الإسعافات والخدمات الطبية ل 184 شخصا. وبذلك بلغ إجمالي عدد السكان الذين حصلوا على هذه الإسعافات والخدمات الطبية 76148 شخصا.
وخلال ال24 الساعة الماضية تم توقيع اتفاقين حول انضمام قريتي تل دبين، القنطرة إلى نظام وقف العمليات العسكرية، وبلغ عدد المراكز السكنية المنضمة إلى هذا النظام 2497 مركزا. ولم يتغير عدد الفصائل المسلحة، التي أعلنت عن قبولها تنفيذ شروط وقف الأعمال القتالية وهو 234 فصيلا.
اقرأ أيضا: الاحتلال العثماني التركي لسوريا.. «حقوق الإنسان» في قبضة أردوغان
روسيا ترد على طلب «جيش الإسلام» بالبقاء في دوما
كشف رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن أن روسيا سوف ترد، غدا السبت، على طلب جيش الإسلام بالبقاء في دوما السورية كقوة مسلحة بعدما رفض جناح كبير منهم الخروج، قائلا إن روسيا اشترطت عدم وجود أي سلاح ثقيل أو متوسط مع قوات جيش الإسلام في حال رغب في البقاء، كما أنه عليه أن يغير اسمه من جيش الإسلام إلى أي مسمى أخر.
وتابع رامي، في تصريح خاص لقناة "العربية الحدث"، اليوم: "جناح كبير من جيش الإسلام يرفض قرار روسيا، إلا أن الجانب الروسي لا يلتفت خاصة أنه يفاوض القيادات فقط، وفى حال رفض جيش الإسلام الموافقة على القرارات الروسية أتوقع أن تقوم موسكو بعملية عسكرية موسعة".
إصابة 5 أطفال بقذيفة صاروخية على درعا
تبعات الحرب السورية ما تزال تطال الأطفال، إذ أصيب 5 منهم بجروح، اليوم، جراء استهداف إرهابيي تنظيم "جبهة النصرة" بقذيفة صاروخية على مدينة درعا. وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن إرهابيين من تنظيم "جبهة النصرة" يتحصنون في منطقة درعا البلدن استهدفوا حي المطار بقذيفة صاروخية سقطت في محيط مركز فرع للهلال الأحمر السوري، مما أسفر عن إصابة 5 أطفال أحدهم في حالة حرجة، وتتراوح أعمارهم بين العامين والعشرة أعوام.
اقرأ أيضا: «مخطط جديد لغزو سوريا».. أردوغان ينتقم من المجتمع الدولي
التحالف الدولي يرفض الرحيل
رغم عدم شرعية تواجد التحالف الدولي في سوريا، إلا أن أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرج، أعلن من أمريكا، أن التحالف الذي تقوده واشنطن، سيبقى في "سوريا" طالما احتاجت إلى ذلك مهمته في تدمير كامل تنظيم داعش، ونقلت قناة "NBC" التلفزيونية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن مصدر في الإدارة الأمريكية، قوله إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقد اجتماعا حول الأمن القومي، تقرر فيه إبقاء الجيش الأمريكي في سوريا لأجل غير مسمى لغرض تدمير وهزيمة تنظيم داعش، وذلك حسبما ذكرت وكالة "روسيا اليوم".
وتحدث ستولتنبرج، لطلاب الجامعة في "دالاس" الأمريكية، قائلا إن التحالف سيكون هناك بقدر ما تقتضي ضرورة اقتناعه بالتدمير الكامل لتنظيم داعش، لافتا إلى أن قوات "الناتو" غير موجودة في "سوريا" على الأرض، لكن الحلف جزء من التحالف الدولي ضد داعش، وهذا بالطبع قرار سيادي للولايات المتحدة، إلى متى ستكون قواتها في سوريا، لكن النهج العام في التحالف الدولى هو البقاء هناك حاليا.
من جانبها، تدعي الولايات المتحدة وتحالف الدول الذي تقوده هناك، أنها تكافح تنظيم داعش في سوريا والعراق، مع العلم أن انتشار قواتها في سوريا غير شرعي ولا يتوافق مع القانون الدولي، لأنها دخلت الأراضي السورية دون إذن من سلطات البلاد. ووفقا لبيانات غير رسمية، يمكن لما يصل إلى 2000 جندي أمريكي البقاء في سوريا إلى أجل غير محدد.
اقرأ أيضا| أمريكا: الانسحاب من سوريا شائعات.. وليس هناك وقتا محددا
بوتين وماكرون يناقشان الأزمة
أعلن المكتب الصحفي للكرملين في بيان له، اليوم الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إمانويل ماكرون، الأوضاع في الغوطة الشرقية. وجاء في بيان الكرملين: "خلال مناقشة الأوضاع في الغوطة الشرقية، لفت الانتباه إلى العملية المشارفة على الانتهاء غير المسبوقة من حيث الحجم لإنقاذ المدنيين في هذه المنطقة وإخراج المسلحين، غير الراغبين بإلقاء السلاح".
كما أطلع الرئيس الروسي نظيره الفرنسي على نتائج القمة الثلاثية للدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا والتي استضافتها أنقرة أخيرا. وقال الكرملين في بيانه: "استمر تبادل الآراء حول المسألة السورية. أطلع الرئيس الروسي نظيره الفرنسي على الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال لقاء رؤساء روسيا وإيران وتركيا، في أنقرة يوم 4 أبريل، لصالح تأمين تطبيع طويل الأمد في سوريا، وتعزيز سيادتها ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها".
اقرأ أيضا: «أنقذوا الغوطة».. صراع بقاء بين النظام والفصائل المسلحة يدفع ثمنه الأبرياء
بيلاروسيا: مستعدون لإعادة سوريا
أعرب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، عن استعداد بلاده لمساعدة دمشق في إعادة البناء والإعمار وتنفيذ مشاريع البنى التحتية، وقال لوكاشينكو، في بيان أوردته قناة "روسيا اليوم"، خلال استقباله لوزير شؤون رئاسة الجمهورية العربية السورية منصور عزام، إن الزيارة مفيدة جدا من أجل معرفة تطورات الوضع في سوريا من مصدرها والإطلاع على أخبار الشعب السوري.
وأضاف البيان، أنه تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين، وآفاق العمل المشترك في مشاريع البنية التحتية والاقتصادية في سوريا، خاصة في ظل خبرة بيلاروس في مجال بناء المنشآت المهمة ذات الاستخدامات الاجتماعية، مثل المدارس والمستشفيات والطرق التي تحتاجها سوريا في مرحلة إعادة الإعمار .
من جانبه نقل عزام، للرئيس البيلاروسي تقدير الرئيس الأسد لموقف بيلاروس الداعم لسوريا، مؤكدا على العلاقات الجيدة التي تربط بين البلدين. وقدم المبعوث السوري عرضا للأوضاع في بلاده ، وما تعرضت له البنية التحتية من خسائر وأضرار نتيجة الحرب، داعيا بيلاروس إلى المساهمة في إعادة الإعمار.
يذكر أن وزارة الدفاع الروسية أن العدد الإجمالي لمن خرجوا من الغوطة الشرقية منذ بداية الهدنة الإنسانية وصل إلى 157 ألف شخص، منهم 33 ألفا خرجوا من مدينة دوما. وأعلنت قيادة الجيش السوري، في 31 مارس الماضي، عن تحرير كامل الغوطة الشرقية، باستثناء مدينة دوما، آخر معاقل الإرهابيين في الضاحية الشرقية لدمشق، التي يستمر منها خروج المسلحين وعائلاتهم للانتقال إلى منطقة جرابلس شمال محافظة حلب.
موضوعات أخرى متعلقة:
سوريا تدين بيان الغرب بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية
ترامب يوافق على إبقاء القوات الأمريكية في سوريا لفترة أطول
بريطانيا تتحدى تركيا.. وتعلن دعمها لأكراد سوريا
هيئة الأركان الروسية: واشنطن تُخطط لتقسيم سوريا
قلق إسرائيلي بعد إعلان أمريكا عزمها الانسحاب من سوريا
ترامب: على السعودية الدفع إذا أرادت بقاء قوات أمريكية في سوريا
روسيا تستغل تركيا في سوريا لاستدراج أمريكا
«التخبط».. شعار الإدارة الأمريكية بعد إعلان ترامب الانسحاب من سوريا
من المستفيد من انسحاب الولايات المتحدة من سوريا؟
انسحاب أمريكا من سوريا.. هل تندلع أزمة بين ترامب و«بولتون»؟
4 سيناريوهات تكشف أسباب تخلي واشنطن عن أكراد سوريا
الأسد ينتصر في الغوطة.. ويُحدث انقسامًا بين الفصائل المسلحة
مخطط تقسيم سوريا.. الأسد وأردوغان في مواجهة مصيرية