سرطان الرئة هو الآن السبب الرئيسي للوفاة المرتبطة بالخلايا السرطانية في جميع أنحاء العالم، وفي الولاياتالمتحدة بالأخص، حيث يمتلك المرض أحد أقل معدلات البقاء على قيد الحياة، لأن أورام سرطان الرئة إما مقاومة للعلاج من البداية أو أنها تتطور مقاومة للعلاج بمرور الوقت، وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن أحد الأسباب وراء قدرة الخلايا السرطانية على التخلص من العلاج الكيميائي يرجع إلى قدرتها على تبني خصائص الخلايا من الأعضاء المجاورة، حيث قادت Purushothama Rao Tata، أستاذ مساعد في علم الأحياء الخلوي في كلية الطب بجامعة ديوك، دراسة جديدة نشرت نتائجها في دورية Developmental Cell وتقول إنها وجدت طفرة وآلية جينية تدفع تلك الخلايا لتحويل شكلها، وذلك طبقًا لما ذكره موقع "Medical News Today". كيف تخفي خلايا سرطان الرئة نفسها؟ قام البروفيسور "تاتا" وفريقه بتحليل البيانات الوراثية من قاعدة بيانات جينية كبيرة، والتي جمعت آلاف العينات من 33 نوعًا مختلفًا من السرطان، حيث ركز الباحثون على ما يسمى بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، والتي تشكل 80-85% من جميع حالات سرطان الرئة. وبعد تحليل الجينوم لأورام سرطان الرئة، وجد العلماء أن عددًا كبيرًا منهم يفتقر إلى NKX2-1، وهو جين معروف يُقدم معلومات لصنع بروتين يسمى بروتين homobox Nkx-2.1 الذي يشارك بشكل خاص في تطوير الرئتين، بدلًا من ذلك وجد الفريق أن هذه الخلايا لها سمات وراثية مرتبطة عادة بالأعضاء المعدية المعوية، مثل البنكرياس، الإثنا عشر، والأمعاء الدقيقة، والمريء والكبد. لذلك اختبر الباحثون هذه الفرضية في اثنين من نماذج الفئران المختلفة، في البداية استنزفوا أنسجة الرئة في الجينات لجين NKX2-1، والقيام بذلك جعل نسيج الرئة يغير مظهره، وبشكل مفاجئ غير سلوكه، كما كشف تحليل مجهري لنسيج الرئة أنه بدأ يشبه نسيج المعدة في تركيبه، وكذلك إنتاج الإنزيمات الهاضمة. - هذا قد يفسر مقاومته للعلاج الكيميائي بعد ذلك تساءلت البروفيسور "تاتا" وفريقها عما سيحدث إذا قاموا بتنشيط اثنين من مركبات الورم: SOX2 وKRAS، وأدى إثارة الأولى إلى أورام بدت كما لو كانت مقيمة في الأمعاء، في حين أن تنشيط هذا الأخير تسبب في أورام تبدو كما لو كانت في منتصف العضلة. وأوضح "تاتا" ما تعنيه هذه النتائج لفهم كيفية تطور سرطان الرئة لمقاومة العلاج الكيميائي، حيث قال: "الخلايا السرطانية سوف تفعل كل ما يتطلبه الأمر للبقاء على قيد الحياة"، مضيفًا: "عند العلاج باستخدام العلاج الكيميائي، أغلقت خلايا الرئة بعض منظمات الخلية الرئيسية والتقاط خصائص الخلايا الأخرى من أجل الحصول على المقاومة". لطالما اشتبه البيولوجيون في مجال السرطان في قدرة الخلايا السرطانية على تغيير شكلها من أجل تجنب العلاج الكيميائي واكتساب المقاومة، لكنهم لا يعرفون الآليات الكامنة وراء هذه اللدونة، ويضيف قائلاً: "الآن بعد أن عرفنا ما نتعامل معه في هذه الأورام، يمكننا التفكير في المسارات المحتملة التي قد تتخذها هذه الخلايا وتصميم علاجات لمنعها".