على مدار أيام الانتخابات الرئاسية الثلاثة، رصد ائتلاف نزاهة لمتابعة الانتخابات الرئاسية عدة ظواهر مختلفة باللجان التي لاحظها متابعوه فيها أثناء المتابعة، منها ما يخص نسبة التصويت، ومنها ما يتعلق بمخالفات وهدايا ووسائل نقل مجانية. وجاء في التقارير التي أعدتها مؤسسات الائتلاف والتي وافقت الهيئة الوطنية للانتخابات على مراقبتها للعملية الانتخابية، أن هناك ضعفا في الإقبال بكفر الشيخ والأقصر، بالإضافة إلى تفاوت النسبة في الإسكندريةوالأقصر، وظهور هدايا وعجول مذبوحة توزع لحومها على الناخبين تحت إشراف نائبة برلمانية، وانتشار سيارات نقل مجانية وتوك توك لحث المواطنين على المشاركة، ومنها ما دعاهم لانتخاب السيسي. كما تناولت ملاحظات الائتلاف حقيقة دفع المواطنين الممتنعين عن التصويت لغرامة مالية، وسلطة الهيئة الوطنية للانتخابات في تطبيق هذه العقوبة، بالإضافة إلى وجود مشاهد رقص وسيارات مجانية وانتشار هذه الظاهرة في القاهرة. وجدير بالذكر أن الائتلاف يتكون من منظمات: ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان (مصر)، متطوعون بلا حدود (لبنان)، والمسكونية لحقوق الإنسان (سويسرا)، الذي يتابع مجريات العملية الانتخابية في مصر من خلال غرفة عمليات مركزية، ومجموعة من فرق المتابعة الدولية، فضلا عن عدد كبير من المتابعين الميدانيين المنتشرين في ثلاث عشرة محافظة مصرية، هي عدد المحافظات التي يتولى ائتلاف نزاهة متابعتها. وتتنقل الوفود الدولية بين المحافظات المختلفة لرصد أجواء الانتخابات، ومعرفة ما إذا كانت العملية الانتخابية تتمتع بالشفافية والنزاهة أم لا. رقص وسيارات نقل مجانية حسب ملاحظات الائتلاف اختلفت أجواء العملية الانتخابية بشكل ملحوظ عن الأيام الماضية، حيث شهدت العديد من المحافظات أجواء ساخنة، فقد جرت العادة في مصر أن يكون اليوم الأخير من أيام الاقتراع هو اليوم الأهم، وفي هذا الإطار تم ملاحظة تأخر عدد من اللجان في الفتح في الموعد المحدد، وكذلك انتشار السيارات أمام عدد من اللجان لنقل الناخبين بالمجان، فضلا عن انتشار الأغاني من خلال مكبرات صوتية ورقص المواطنين أمام عدد آخر من اللجان، بينما رصد المتابعون الميدانيون قيام مكبرات صوتية تحملها سيارات وتكاتك بدعوة المواطنين للنزول والمشاركة. منع من التغطية وقام عدد من فرق متابعة ائتلاف النزاهة، بالانتشار في محافظات القاهرة والجيزةوالإسكندرية والفيوم منذ الصباح الباكر ووصل إلى عدد من اللجان الانتخابية قبل بدء فتحها، حتى يتسنى لهم تدوين الملاحظات بشأن سير العملية الانتخابية من بداية اليوم. وفي الوقت الذي أكد فيه أعضاء الائتلاف ترحيب القضاة بأفراد البعثة وتيسير مهمتهم، إلا أنه تعرضت إحدى فرق الائتلاف لرفض دخول إحدى اللجان بمحافظة القاهرة وتحديدا في حدائق القبة، حيث تم منع الفريق من دخول مدرسة السلام الثانوية بشارع الليثي من شارع مصر والسودان، وذلك رغم حملهم تصاريح الهيئة الوطنية للانتخابات، وذلك في تمام الساعة العاشرة والنصف. وتكررت نفس المشكلة لنفس الوفد في مدرسة الشهيد علي طلعت من شارع المدارس من شارع الخليج، حيث رفض الأمن دخولهم بحجة أنه ليس لديهم معلومة عن السماح لأحد بمتابعة الانتخابات، ثم قام أحد الضباط بتصحيح الموقف وسمح لهم بالدخول بعد الاعتذار لهم وتفهم الأمر، وذلك في تمام الثانية عشرة ظهرًا. وبشكل عام فلم يواجه أفراد البعثة أية عقبات تذكر في اليوم الثالث باستثناء منطقة حدائق القبة بالقاهرة، وقد قام أحد وفود ائتلاف نزاهة بزيارة مقر لجنة 14 بمدرسة مصطفى كامل ببولاق بمحافظة الجيزة وبرفقتهم متابع محلي ومترجم، حيث لاحظوا وجود كسر في أحد الأقفال الأربعة لصندوق الاقتراع، فأخبروا قاضي اللجنة فقام على الفور بتغييره، بعد أن أوضح لهم أن الصندوق محمي بأربعة أقفال وحتى غياب أحد الأقفال لن يؤثر على فتح الصندوق، وبالفعل تم التأكد من صدق كلامه. حقيقة الغرامة ومن ناحية أخرى، تداول الإعلام المصري تصريحا للمستشار محمود الشريف، المتحدث باسم الهيئة الوطنية للانتخابات بأنه سيتم توقيع غرامة قدرها 500 جنيه على من يمتنع عن التصويت بدون عُذر وذلك تطبيقا للمادة 43 من قانون الانتخابات الرئاسية، والحقيقة أن الصحف تداولت التصريح بأن الهيئة ستقوم بتنفيذ العقوبة، رغم أن المستشار محمود الشريف قد أشار إلى نص القانون، مؤكدًا أن الجهة المختصة هي من ستقوم بتوقيع العقوبة إذا طبقت القانون، فمصر دولة قانون وتطبيق تلك المادة لا يقتصر على الانتخابات الرئاسية بل في كل عمليات الاقتراع والاستفتاءات، وللإجابة عن تساؤل تطبيق العقوبة من عدمه فهو يرجع للجهة التنفيذية، فالقانون موجود بالفعل ولكن آلية التنفيذ غير موجودة إلى الآن. واستمرت اللجان الانتخابية بتيسير عملية التصويت لكبار السن وذوي الإعاقة، ورصد الائتلاف قيام قاضي لجنة 28 بمدرسة العثمانية الإعدادية بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية بحمل صندوق التصويت بنفسه وسط حراسة أمنية ونزل به إلى حوش المدرسة ليساعد أحد المسنين المرضى للإدلاء بصوته. توك توك ومكبرات صوت كما رصد الائتلاف عدة وقائع باستخدام "تكاتك" بمكبرات صوتية تطوف الشوارع وتدعو المواطنين للتصويت، مثلما كان الحال فى مدينة المحلة الكبرى وتحديدا أمام لجان مدرسة عبد المجيد سليم، وهو الأمر الذي تكرر في قرية بشبيش التابعة لمركز المحلة واستخدام شعارات وطنية لحث المواطنين على المشاركة. عجول مذبوحة واستمرت محافظة المنيا في إثارة الجدل بعد تطوع مجموعة من الأفراد تم رصدهم يقومون بذبح عجول، وذلك بقرية برطباط التابعة لمركز مغاغة بالمنيا، وقاموا بتوزيع اللحوم على الأهالي شرط قيامهم بالتصويت لأي من المرشحين. وفي مركز مطاي تم ملاحظة وجود عربات لنقل الناخبين أمام مدرسة العروبة بمطاي، وقيام نائبة برلمانية بتقديم مشروبات باردة للمواطنين. كما تمت ملاحظة طواف عدد من العربات عليها مكبرات صوت تدعو المواطنين إلى المشاركة. في الإسكندرية تم رصد أكثر من واقعة لوجود لافتات تأييد للرئيس السيسي على جدران المدارس، من بينها مدرسة رشدي الثانوية الصناعية بإدارة شرق التعليمية بشارع سوريا بروشدي. وفي سوهاج تم ملاحظة قيام عدد من سيارات النقل عليها أعلام مصر تدعو المواطنين للمشاركة من خلال مكبرات صوتية أعلى السيارات، وذلك في قرية إدفا التابعة لمركز سوهاج. وفي واقعة أخرى تحدث المواطنون لفريق ماعت بالمحافظة وأخبروهم بسماع الإذاعة المحلية "الراديو"، تدعو المواطنين للإدلاء بأصواتهم في جميع قرى ومدن سوهاج تأكيدًا للدور الوطني. وفي المقابل تسير العلمية الانتخابية بشكل عام بسلاسة وفق المعايير الدولية، وطبقًا لإجراءات الهيئة الوطنية للانتخابات التي تتولى هذا العام لأول مرة مهمة الإشراف الكامل على العملية الانتخابية. ويبلغ عدد من لهم حق التصويت بجميع أرجاء الجمهورية 59 مليونا و78 ألفًا و138 ناخبا يصوتون في 13 ألفا و706 لجان فرعية تمثلها 367 لجنة عامة، بإشراف 18 ألف قاض يعاونهم 110 آلاف موظف. مسيرات سلمية ووفق الائتلاف شهدت اللجان بمحافظة الغربية ارتياحا من قبل الأهالي لوجود تسهيلات كثيرة لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، فضلا عن وجود الشرطة النسائية للتعامل مع السيدات أمام مقار اللجان المختلفة، وقد عبر الأهالي عن فرحتهم بالاستعدادات، خاصة في لجنة مدرسة محمد فريد الإعدادية بنين، بشارع البحر، مدينة طنطا، محافظة الغربية. وشهد مركز زفتى وجودا مكثفا للناخبين بعدد من اللجان، أبرزها لجنة سنباط التجارية بمركز زفتى محافظة الغربية، وانتشرت المسيرات السلمية الداعمة للرئيس السيسي أمام اللجان بمركز كفر الزيات بالغربية، خاصة أمام معظم لجان مدينة كفر الزيات. سيارات تابعة لحزب مستقبل وطن وفي سوهاج، ارتفعت نسبة المشاركة في بعض لجان المحافظة حتى موعد راحة القضاة، خاصة في لجنة مدرسة النهضة للغات بمدينة سوهاج، ولجنة مدرسة أم المؤمنين رقم 13، ولجان قرية عرابة أبو دهب أرقام 25،26 التابعة لمركز سوهاج، وقد أسهم فيما يبدو حزب مستقبل وطن في ارتفاع نسبة المشاركة في تلك اللجان، حيث قام باستئجار سيارات لتوصيل الناخبين إلي مراكز الاقتراع، بينما حملت تلك السيارات صور الرئيس السيسي، حيث دعا الحزب كذلك إلى انتخاب الرئيس السيسي. وفي بورسعيد ارتفعت نسبة المشاركة، خاصة من قبل السيدات والفتيات بلجنة 45 بمدرسة بورسعيد للبنات، بحي شرق، محافظة بورسعيد، وسط تأمين جيد من قبل قوات الجيش والشرطة، وكذلك فقد ارتفعت نسبة المشاركة بلجنة المناصرة بغرب بورسعيد خارج النطاق الجمركي، حيث احتشد معظم العاملين بحقل غاز ظهر وشركات البترول القريبة من اللجان للإدلاء بأصواتهم. إقبال ضعيف بكفر الشيخ في كفر الشيخ، ارتفعت نسب المشاركة بلجان الاقتراع في بلطيم، خاصة بلجنة رقم 1 بمجلس مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، غير أن نسبة الإقبال كانت ضعيفة جدا بمركز ومدينة كفر الشيخ حتى الثانية ظهرًا، ومن بين تلك اللجان المدرسة الفنية الصناعية بمدينة كفرالشيخ، مدرسة سخا، وقد سجلت مشاركة السيدات بالمحافظة النسبة الأكبر مقارنة بالرجال الذين انشغلوا بسبب أعمالهم. وشهدت محافظة القاهرة انتشار الأغاني وسط ازدحام للناخبين أمام مقار اللجان المختلفة، ففي حلوان، انتشرت الأغاني الوطنية عبر مكبرات صوتية أمام اللجان الانتخابية أرقام "62، 63" لمدرسة عزيز فؤاد غالي، بمنطقة كفر العلو بحلوان، وبنفس الطريقة ذاتها انتشرت الأغاني أمام مدرسة نبوية موسى بمدينة نصر، فضلا عن ملاحظة انتشار الأطفال أمام اللجنة يرقصون على أنغام الأغاني الوطنية، وحاملين أعلام مصر. ضعف المشاركة بالمقطم وحتى السادسة من مساء اليوم الثالث، رصد فريق المتابعين بمؤسسة ماعت ضعفا عاما في لجان المقطم بمحافظة القاهرة، حيث تم رصد أضعف نسبة تصويت في القاهرة بلجان المقطم، بينما ارتفعت بشدة نسب التصويت بقسم المطرية، وقسم مدينة نصر. أزمة في المنيا وفي المنيا، وفي تطورات أزمة بعض متابعي مؤسسة ماعت، الذين تم منعهم من دخول بعض اللجان بمدينة المنيا، فقد تم التواصل مع الهيئة الوطنية للانتخابات على الرقم الساخن 19826، وبالفعل تم حل المشكلة بعد تفهم أفراد الأمن خارج اللجان وتداركهم حق المتابعين القانوني من متابعة الانتخابات ودخول اللجان. إقبال متوسط وجيد بالمنياوالقليوبية وقد شهد مركز سمالوط بالمنيا نسبة إقبال متوسطة، وكذلك كان الحال في مركز ومدينة المنيا، وسط انتشار الدعاية المكثفة أمام لجان الاقتراع. وشهدت محافظة القليوبية كثافة في الحضور بعدد من مراكز المحافظة، خاصة في شبرا الخيمة ومركز قليوب، بالإضافة إلى انتشار مكبرات صوتية على التوك توك، حيث يقوم السائقون بدعوة الأهالي للمشاركة في الانتخابات، دون الإشارة إلى مرشح بعينه، بينما أكد متابعو مؤسسة ماعت على سير العملية الانتخابية بالقليوبية وفق معايير الشفافية والنزاهة، خاصة مع إجراءات الهيئة الوطنية للانتخابات التي سهلت العمل والتواصل بمقار لجان الاقتراع المختلفة. تفاوت نسبة المشاركة في الإسكندريةوالأقصر وتفاوتت نسبة المشاركة في الإسكندرية، فقد شهدت اللجان برأس التين إقبالا متوسطا، بينما انخفضت نسبة المشاركة في بعض لجان برج العرب، ومن بين تلك اللجان لجنة رقم 20 مدرسة عباس حلمي، برج العرب، وكذلك لجنة 18 بمدرسة مصر الحرية ببرج العرب، بينما شهدت لجان الأنفوشي نسب مشاركة مرتفعة، من بينها لجنة 12 بمدرسة رأس التين الثانوية بنات بالأنفوشي. وفي سموحة، ارتفعت نسبة المشاركة بشكل كبير في لجنة 24، ولجنة 25 بمدرسة إشراف الخواجة، وسط فرحة وبهجة بين الحضور الذين عبروا عن فرحتهم بالمشاركة. وساد الهدوء محافظة الأقصر، حيث تشهد المحافظة تفاوتا في التصويت، ما بين الكثيف والمتوسط، مثلما كان الحال في لجان أرمنت حتى السادسة مساء، حيث كان الإقبال متوسطا، خاصة في ظل ضعف إقبال الرجال بسبب انشغالهم بأعمالهم.