كتب: علي الزيني منتخب أورجواي أحد المنتخبات الأربع التي تضمها مجموعة المنتخب الوطني في كأس العالم 2018، مع منتخبات السعودية، وروسيا البلد المضيف، ويعد هو المرشح الأقوى لصدارة المجموعة، لامتلاكه العديد من اللاعبين المتميزين أصحاب القدرات الخاصة، أهمهما أدينسون كافاني مهاجم فريق باريس سان جيرمان، والهداف التاريخي للفريق الفرنسي، ولويس سواريز مهاجم فريق برشلونة الإسباني ولاعب ليفربول الإنجليزي السابق. لا يعتمد المنتخب الأورجواني على طريقة لعب بعينها للتعامل مع أى مباراة، إذ يمتلك أبناء المدرب أوسكار تاباريز، من المهارة واللياقة البدنية والمرونة ما يساعدهم على اللعب بأكثر من طريقة، ولديهم قدرات خاصة للتعامل مع المنافسين، وهو ما وضح خلال الدورة الودية الدولية التي خاضها في الصين استعدادًا لمونديال روسيا. لعب رفقاء سواريز وكافاني في بطولة الصين الدولية الودية، وحصدوا اللقب، بعد الفوز على منتخب التشيك بثنائية نظيفة، سجلهما كافاني، وسواريز، وفي المباراة النهائية واجه أورجواي منتخب ويلز، وتغلب عليه بهدف مقابل لا شيء أحرزه كافاني. أورجواي في المباراتين لعبت بطريقة واحدة، وهي 4-4-2 هجوميًا، وفي حالة الدفاع يتراجع اللاعبون تحت دائرة منتصف الملعب، وتتحول طريقة اللعب إلى 4-4-1-1. واتبع فريق السيليستي 3 أساليب أثناء الهجوم، أولها اللعب على جانبي الملعب مع تحركات "سواريز وكافاني"، وتقدم أحد لاعبي الوسط إلى داخل منطقة جزاء المنافس، وتحرك واحد من رأسي الحربة لأحد الجانبين مع تحول أحد لاعبي الوسط إلى القلب، "رأس" حربة ثاني ومنح الحرية لجناحي الفريق "نانديز وكريستيان رودريجيز". والأسلوب الثاني هو تحركات عرضية من كافاني وسواريز، من أجل إخلاء المساحة للجناحين "نانديز ورودريجيز" مع لعب الكرات الطولية لأحدهما، ثم لعب كرة عرضية لأحد المهاجمين، وتلك الكرة تحديدًا يسجل منها المنتخب الأورجوياني الكثير من الأهداف. وإرسال الكرات الطولية من الخلف إلى الأمام مستغلين سرعة اللاعبين، وطول كافاني، الذي يمتاز بتحركاته وتسجيله الأهداف برأسه. أما عند فقدان الكرة، فيلجأ منتخب أوروجواي إلى أسلوب الضغط العالي على دفاع الفريق المنافس، وهو ما يسبب ارتباك مدافعي المنافس، والوقوع في الأخطاء، التي ينتج عنها فرص حقيقية للثنائي الخطير، كافاني، وسواريز. ورغم امتلاك لاعبي أورجواي عنصري القوة والسرعة في الناحية الهجومية، الارتداد الهجومي متميز للغاية، إلا أن لديهم العديد من المشاكل في التغطية الدفاعية، وتظهر مساحات في خط دفاعهم، وبالأخص خلف الظهيرين جييرموفاريلا ودييجولا كسالت. وسيكون على كوبر الاهتمام كثيرًا باستغلال سرعات محمد صلاح ومحمود حسن تريزيجيه، لأنهما سلاح الفراعنة للتغلب على رفقاء سواريز واستغلال المساحات، التي تظهر في دفاعات أورجواي خلف ظهيري الجنب. ورغم حدوث تطور ملحوظ في أداء دفاع منتخب مصر، بعدما تخلص من عيوب مقابلة هجمات المنافسين من مناطق متأخرة دفاعيًا، وبدأ يقابل الهجمات من منتصف الملعب، مثلما حدث في وديتي البرتغال، واليونان، إلا أن مدافعي المنتخب أحمد حجازي وعلي جبر أصحاب القامات الطويلة، الذي يعتمد عليهما الأرجنتيني هيكتور كوبر لا يتعاملون بشكل جيد مع الكرات العرضية، ولا يتعلمون من الأخطاء التي ارتكبوها بدليل أنها أسهل طريقة لهز شباك المنتخب مثلما حدث في مواجهة الكاميرون في نهائي أمم إفريقيا 2017، وهو ما كان سببا في خسارة الفراعنة أمام نظيره البرتغالي، في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، والهزيمة من اليونان بعرضية فشل مدافعي منتخبنا الوطني في التعامل معها. وإذا كان أهم ما يميز منتخب أورجواي التحول من الدفاع إلى الهجوم والهجمات المرتدة السريعة فإن منتخب مصر يفتقد لهذا النوع من الهجوم، وعلى كوبر تطويره أكثر مع توفير بديل جيد للنجم محمد صلاح في الوديات القادمة قبل انطلاق المونديال، إذا أراد الفوز على نظيره الأورجواني. المنتخب الوطني يفتقد أيضا خبرة الدقائق الأخيرة، وحرق الوقت بطريقة قانونية وشاهدنا ذلك في مباراة الكونغو في تصفيات كأس العالم، التي حسمت تأهل مصر للمونديال، حيث تلقت مصر هدفا في الدقائق الأخيرة، وتكرر الأمر أمام البرتغال الذي سجل له كريستيانو هدفين، ما يعني أن المنتخب بحاجة إلى مزيد من التركيز في الدقائق الأخيرة، وهذا ما يجعل منتخبنا قد يعاني أمام المنتخب الأوروجوياني، لتفوقه بدنيا، ومن حيث السرعة بخلاف التعامل الجيد مع الكرات العرضية، والبحث عن الفوز للثانية الأخيرة. وسيجد كوبر صعوبات كبيرة في إيقاف خطورة الثنائي كافاني وسواريز، ومن الممكن أن يعتمد الأرجنتيني، على الدفع بمدافع ثالث يلعب في مركز الليبرو، ليتمكن من تقليل خطورة خط هجوم الأورجواي على أن يطور أيضًا الشق الهجومي للوصول إلى مرمى المنافس، وهز شباكه لتحقيق نتيجة إيجابية.