أقر القضاء الألماني، أمس الإثنين، احتجاز الرئيس المقال لإقليم كتالونيا الإسباني كارلس بوجديمون، احترازيا لمدة تحتاج إليها المحكمة لاتخاذ قرار بشأن تسليمه إلى إسبانيا من عدمه. وأعلنت محكمة كيل في شمال ألمانيا أن الزعيم الكتالوني المقال سيبقى وراء القضبان إلى حين اتخاذ قرار بشأن إجراء التسليم، مؤكدة أن ذلك القرار غير قابل للاستئناف. وجاء هذا القرار بعد يوم من توقيف السلطات الألمانية، بوجديمون، بعد عبوره الحدود الألمانية الدنماركية في طريق عودته إلى بلجيكا، حيث يقيم منذ فراره من كتالونيا، أواخر أكتوبر الماضي، بعد فشل إعلان استقلال الإقليم عن إسبانيا. وأصدرت المحكمة العليا الإسبانية، الجمعة الماضية، مذكرات اعتقال أوروبية بحق بوجديمون، و5 من زملائه الموجودين خارج البلاد، متهمة إياهم بالتمرد، بسبب دورهم في تنظيم الاستفتاء وإعلان انفصال الإقليم. ومثل الرئيس الكتالوني المقال، أمس، أمام محكمة مدينة نيومونستر في ولاية شليسفيج هولشتاين. ويقضي القانون الألماني بحسم القرار في هذه القضية خلال فترة لا تتجاوز 60 يوما، وأشار المتحدث باسم النيابة الألمانية فيبكي هزلفنر، للصحفيين إلى أن الحكم لن يصدر في الأسبوع الجاري. وأعربت الحكومة الألمانية، على لسان المتحدث باسمها شتيفن زايبرت، عن كامل ثقتها بإسبانيا كدولة قانون وديمقراطية، مشددة على أن بوجديمون وزملاءه ليسوا ملاحقين بسبب مواقفهم السياسية وتمسكهم بفكرة الاستقلال، بل بسبب انتهاكات قانونية بالغة الوضوح. واندلعت احتجاجات في جميع أنحاء إقليم كتالونيا الإسباني، أمس، بعد اعتقال بوجديمون في ألمانيا، وأصيب 89 شخصا على الأقل في اشتباكات مع الشرطة، وأُلقي القبض على 4 آخرين. واحتجزت الشرطة الألمانية بوجديمون، المطلوب في إسبانيا بتهمة إشعال الفتنة والتمرد، بناء على مذكرة اعتقال أوروبية. وفي وسط برشلونة، ردد المحتجون شعارات "الحرية للسجناء السياسيين" و"هذه أوروبا مخجلة" وهم يتوجهون إلى مكاتب المفوضية الأوروبية والقنصلية الألمانية. وقدرت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" أعداد المتظاهرين ب55 ألف شخص في وسط المدينة. ونُظمت مظاهرات أصغر في جيرونا، التي عمل فيها بوجديمون في السابق كعمدة للمدينة، وكذلك في مقاطعتي تاراجونا ولاردة. كما شكل بعض المتظاهرين حواجز بالطرق في مواقع مختلفة. وهناك توترات شديدة في إقليم كتالونيا، الذي تخلى زعماؤه الانفصاليون عن خطط تسمية رئيس جديد بعد اعتقال المرشح الأخير، جوردي تورل، يوم الجمعة الماضية، ما أثار الاحتجاجات في برشلونة. وقالت الشرطة الألمانية إن بوجديمون اعتقل من قبل دورية على الطريق السريع في ولاية شليزفيج هولشتاين الشمالية على الحدود مع الدنمارك. وكان بوجديمون في طريقه إلى فنلندا لمقابلة مشرعين، وحضور مؤتمر الأسبوع الماضي عندما أُعيد إصدار مذكرة اعتقال بحقه. وخرج بوجديمون من فنلندا قبل أن تتمكن السلطات من إلقاء القبض عليه، لكن جرى توقيفه في ألمانيا.