«فريدمان».. سفير الاستيطان الذي سبه «أبومازن» منذ أن تم تعيينه سفيرًا لأمريكا في دولة الاحتلال، حمل "ديفيد فريدمان" الكثير من المواقف المليئة بالكراهية والعنصرية والانحياز المطلق للاحتلال وسياساته الاستيطانية وقمعه للفلسطينيين. "أي إخلاء جماعي للمستوطنات من الضفة قد يؤدي إلى نشوء حرب أهلية في إسرائيل، هؤلاء (المتدينون اليهود) ملتزمون بهذه الأرض لأنهم يرون أنها أرضهم"، تصريح أدلى به السفير الأمريكي خلال الشهر الماضي، تلك الكلمات استفزت الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي رد عليها أمس بسب السفير الأمريكي. وفي مستهل اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله أمس الإثنين، وسط الضفة الغربية، نعت الرئيس الفلسطيني، فريدمان ب"ابن الكلب"، ردا على تصريحاته السابقة. دعمه للاستيطان هذا التصريح ليس الأول من نوعه الذي يكشف تأييد "فريدمان" للمستوطنين، فالسفير الأمريكي معروف عنه دعمه المطلق للاستيطان ودفاعه عن المستوطنين، إذ سبق وأن اعتبر العام الماضي، الأراضي الفلسطينية "متنازع عليها". وكان "فريدمان" قد انتقد في وقت سابق من الشهر الماضي، صحيفة "هآرتس" العبرية لرفضها الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وهاجم السفير الأمريكي "هآرتس" جراء نشرها مقال رأي لأحد كتاب الرأي الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، يصف فيه البؤرة الاستيطانية هار براخا "جبل البركات" بجبل اللعنات، كما انتقد فيه تبرع السفير بسيارة إسعاف للبؤرة الاستيطانية. وكان السفير قد اعترف لأول مرة بهذا التبرع بعد مقتل مستوطن من البؤرة الاستيطانية، على يد عبد الكريم عاصي، شاب فلسطيني والده من نابلس ووالدته من يافا . وفي حسابه على "تويتر" تساءل فريدمان، وهو يهودي صهيوني متعصب وداعم كبير للاستيطان، كيف يمكن لصحيفة "هآرتس" أن تنشر مادة كهذه، وأين ذهبت النزاهة؟ وتساءل ماذا جرى ل "هآرتس"؟… هناك أربعة أطفال أيتام ما زالوا داخل بيت العزاء المفتوح منذ مقتل والدهم على يد "مخرب إرهابي" فلسطيني يشيد الفلسطينيون به، فكيف يسمي جدعون ليفي مستوطنتهم "جبل اللعنات"؟… ألا توجد لديكم نزاهة؟. ولا يخفي أن فريدمان، قدم في السنوات الماضية التبرعات للمستوطنات. وهاجمت الرئاسة الفلسطينية تصريحات له انتقدها فيها على خلفية قتل مستوطن في الضفة الغربية، وتساءل الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، حينها، عما إذا كان السفير الأمريكي يمثل تل أبيب أم واشنطن. تصريحات عدة مثيرة للجدل يطلقها السفير الأمريكي بين الحين والآخر، ففي سبتمبر الماضي علق على مرور خمسين عاما على الاحتلال الإسرائيلي، في تصريحات أثارت غضب الفلسطينيين، بعد أن زعم في مقابلة مع موقع "واللا" العبري، إن "إسرائيل" لا تحتل سوى 2% من الضفة الغربية. عرف عن "فريدمان" "استغلاله لمنصبه كسفير أمريكي للدفاع عن سياسات الاحتلال وضمه أراضي محتلة ويجعلها شرعية". سوف ننتصر موقف آخر تعرض له "فريدمان" خلال العام الماضي فور تعيينه سفيرا لواشنطن، فقد قاطع شاب فلسطيني ديفيد فريدمان، أثناء إلقائه كلمة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي. وعندما بدأ السفير أمام لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، القول: "أعربت عن شكوكي إزاء حل الدولتين لمجرد أنني شعرت برفض الشعب الفلسطيني التخلي عن الإرهاب وعدم قبول إسرائيل بوصفها دولة يهودية"، رفع شاب في القاعة علم فلسطين بوجه السفير قائلًا: "السيد فريدمان قال أيضا إن اللاجئين الفلسطينيين لا يملكون الحق في الأرض، وليس لهم علاقة بفلسطين". الشاب أضاف :"جدي طُرد من قِبل إسرائيل، وها أنا هنا سيد فريدمان أحمل العلَم الفلسطيني وراءك مباشرة، سوف ننتصر سيد فريدمان، نحن كنا هناك وما زلنا هناك وسنبقى هناك، الفلسطينيون سيبقون في فلسطين". الولاياتالمتحدة اعتبرت منذ فترة طويلة المستوطنات "غير شرعية"، لكنها خففت من انتقاداتها منذ وصول ترامب إلى السلطة. خطاب الكراهية "آراء فريدمان الخطيرة وخطابه المليء بالكراهية سيتسببان بزيادة عدم الاستقرار في هذه المنطقة المضطربة أساسًا"، تصريح أدلت به السيناتورة الديمقراطية "ديان فينشتاين"، كشف حجم الانقسام قبل المصادقة على تعيينه سفيرًا لأمريكا لدى تل أبيب، والتخوفات التي أثيرت خلال النقاشات التي شككت بقدرته على تمثيل مصالح بلاده الحقيقية لدى دولة الاحتلال، وهو الأمر الذي عكسه الانقسام الواضح في التصويت داخل الكونجرس على قرار تعيينه. هذه المخاوف يُترجمها "فريدمان" منذ تسلمه مهامه، في جُملة من "التغريدات" والمواقف المليئة بالكراهية والعنصرية والانحياز المطلق للاحتلال وسياساته الاستيطانية وقمعه للفلسطينيين حسب "سما". محامي الإفلاس "فريدمان" هو محام يهودي أرثوذوكسي، في قضايا الإفلاس وعمل لسنوات لدى ترامب، وكان أحد مبعوثيه إلى الجالية اليهودية خلال حملته الانتخابية. وشغل "فريدمان" منصب رئيس جمعية الأصدقاء الأمريكيين لمؤسسات بيت إيل "مستوطنة بيت إيل التي تضم مقر الإدارة المدنية لسلطات الاحتلال"، وهي جمعية جمعت ملايين الدولارات في غضون سنة لدعم مشروع في المستوطنة. وكانت "هآرتس" قد كشفت أن لوحات حجرية تحمل اسم فريدمان وأفراد أسرته، موجودة على بنايات في المستوطنة، بما فيها مدرسة بنيت على أرض فلسطينية خاصة، كما تبرع فريدمان بأموال لاستيطان يهود في الحي الإسلامي في القدسالمحتلة، ويرأس الذراع الأمريكية المسئولة عن تمويل مدرسة دينية يهودية في إحدى المستوطنات بالضفة الغربيةالمحتلة. دعم "فريدمان" نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ومعروف بعدائه لحل الدولتين، كما يتفق مع توسيع الاستيطان في الضفة الغربية. مواقف "فريدمان" تكشف يوما تلو الآخر انحيازه الكامل للاحتلال، مما يؤكد أنه سفيرًا للمستوطنين وعصاباتهم، من خلال اعتباره الاستيطان نهجًا وإيمانًا وأسلوب حياة، بصفته متبرعًا دائمًا للحركة الاستيطانية الاستعمارية التوسعية.