لم تكن جلسة تفاوض مسئولي النادي الأهلي مع عبد الله السعيد لتجديد تعاقده، الذي ينتهي بنهاية الموسم الجاري جلسة تفاوض عادية، فقد ظهرت خلالها العديد من الملامح الغريبة على النادي الكبير بصرف النظر عن محاولات مسئولي الأهلي، الفوز بتوقيع اللاعب، وعرقلة انتقاله إلى نادي الزمالك، بعد التأكد من توقيعه للأخير، وحصوله على 40 مليون جنيه مقدم تعاقد. صمت الخطيب أول هذه المشاهد وأغربها على الإطلاق، أن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، لم يفتح فمه، أو يتدخل في المفاوضات، التي دارت بين "تركي" آل "الشيخ" رئيس هيئة الرياضة السعودية والرئيس الشرفي للنادي الأهلي، وعبد الله السعيد في حضور أحمد القطان السفير السعودي في مصر وحسام غالي لاعب الأهلي. وبدا عليه خلال الجلسة أنه تائه أو مشغول البال، بما يحدث في الأزمة، التي تصاعدت، ووصلت إلى هذه المرحلة من الصراع بين الأهلي والزمالك من أجل التعاقد مع أفضل لاعب في مصر، أو ربما يكون لأنه لم يكن يعلم كيف سيتم حل الأزمة في النهاية.
آل الشيخ يدير المفاوضات المشهد الثاني بدأ بتدخل تركي آل الشيخ، وتوجيه كلامه مباشرة لعبد الله السعيد، واستفسر منه عن أسباب عدم تجديد تعاقده مع الأهلي حتى الآن فما كان من اللاعب إلا أن أكد له على عدم توصله لاتفاق مع مسئولي الأهلي في بداية الأمر، ثم كشف النقاب عن توقيعه للزمالك لمدة موسمين مقابل 55 مليون جنيه. وأكد اللاعب، في كلامه مع الرئيس الشرفي للأهلي، أنه حصل على 40 مليون جنيه نقدا عند التوقيع مع مسئولي الزمالك مقدم تعاقد، ويتبقى له 15 مليون جنيه. تركي آل الشيخ قطع كلام عبد الله السعيد، وطلب منه التوقيع للأهلي، لكن اللاعب حاول أن يوضح له أن عقده مع الزمالك يتضمن شروطا جزائية بمبالغ مالية ضخمة تصل إلى 100 مليون جنيه، بخلاف توقيعه على رغبة في اللعب للزمالك، وعدم التجديد للنادي الأهلي. اللاعب فوجئ بالرئيس الشرفي للأهلي يطالبه بالتوقيع على العقود الجديدة للقلعة الحمراء، ويعتبر ال40 مليونا، التي حصل عليها من الزمالك هى مقدم تعاقده الجديد مع الأهلي، ويتبقى له باقي المبلغ، الذي اتفق عليه مع الزمالك، وهو 15 مليون جنيه. دور الجبلاية بمجرد توقيع عبد الله السعيد على عقوده الجديدة مع الأهلي استفسر تركي آل الشيخ عن باقى الإجراءات، التي سيتم اتباعها لإنهاء الأزمة فكشف له مسئولو الأهلي أنهم مطالبون بضرورة تمديد عقد اللاعب، حتى لا يدخلوا في أزمات مع الزمالك على السعيد، فقام على الفور الرئيس الشرفي للأهلي بإجراء اتصال تليفوني مع هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة، وطلب خلاله تمديد عقد عبد الله السعيد، وإنهاء الإجراءات في اتحاد الكرة. أبو ريدة رد على تركي آل الشيخ قائلًا: حبيبي طلباتك أوامر، وأبلغه أنه سيتواصل مع مسئول شئون اللاعبين في الاتحاد لإنهاء الأمر، وبالفعل جهزت لجنة شئون اللاعبين الإجراءات لكي يتم إنهاء تمديد تعاقد السعيد مع الأهلي سريعًا، وهو ما حدث بالفعل عقب توجه سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلي، واللاعب للجبلاية لإنهاء الإجراءات.
حضور غالي المشهد الأكثر غرابة كان يتعلق بحضور حسام غالي، لاعب الفريق جلسة التفاوض، وهو أمر ربما يكون جديدًا على النادي الأهلي، وتصرف يثير الفتنة، لأن من المفترض ألا يتدخل لاعب فريق في مثل هذه الأمور، بخلاف أن أعضاء الجهاز الفني أنفسهم تحفظوا على هذا الموقف. وبصرف النظر عن مجاملات الخطيب لحسام غالي، التي يسدد فيها فاتورة وقوفه بجواره انتخابيا، بعدما أعاده للفريق، ومنحه مقابلًا ماليًا أعلى من الذي كان يتقاضاه في عقده الأخير قبل رحيله من الأهلي فإن رئيس الأهلي كان عليه ألا يقحم اللاعب في المفاوضات، لأنه ليس مسئولا إداريا، وحتى لو كان اللاعب يتم تجهيزه لتولي منصب إداري ضمن رحلة سداد الفواتير الانتخابية، فإن ما حدث لا يصح لأن هناك مديرًا للكرة ما زال في منصبه، وبذل مجهودًا كبيرًا فى التفاوض مع السعيد وأحمد فتحي، والأخير تحديدا رفض التجديد مع عدلي القيعي مدير إدارة التعاقدات، وأصر على تقدير عبد الحفيظ، خاصة أن القيعي كان أحد الأسباب، التي ساهمت في تعرض اللاعبين للهجوم من جانب الجماهير.