شهد مستشفى شربين المركزي بمحافظة الدقهلية أمس الأربعاء وقوع اشتباكات حادة بين أحد أعضاء الفريق الطبي ومرافق للمرضى داخل العيادات الخارجية، وانتقلت مباحث مركز شربين إلى مكان الواقعة، وتبادل الطرفان الاتهامات فيما بينهما، وتم تحرير المحضر اللازم وعرضهما على النيابة العامة للتحقيق. كان طبيب الجراحة بالمستشفى الدكتور محمود الحلو يجلس في العيادة الخارجية لإجراء الكشف الطبي على المترددين على المستشفى ويمارس عمله بصورة طبيعية في عيادة الكشف، ودخلت سيدة كبيرة مصابة بالغرغرينا نتيجة لمرض السكر وقدمها كلها ملفوفة بالشاش، فطلب منها الطبيب الانتقال للغرفة الأخرى المجاورة (عيادة الغيار) حتى يتم تغيير الشاش وكتب لها طلب تحويل، ولكنها رفضت الذهاب وصرخت في الطبيب: «ارحموني أنا تعبت.. وبقالي سنين باتعالج». هنا دخل الابن على صراخ والدته ودون أن يفهم حقيقة الأمر قام بالتعدي على الطبيب بالسب، وحاولت الأم التدخل لتهدئته وتوضيح الأمر، ولكنه سحب العصا التي كانت تتكئ عليها والدته وتعدى على الطبيب وبعض الممرضين بالمستشفى. يقول الدكتور محمود الحلو، الطبيب المصاب، إنه فوجئ بابن المريضة يقتحم عليه غرفة الكشف المخصصة للسيدات فقط ويصرخ ظنًا منه أنني «زعقت لأمه» وسحب العكاز واعتدى على وجهي وتعرضت لنزيف حاد في شفتي، واعتدى على طاقم التمريض الموجود بالعيادة. أحد شهود العيان على الواقعة ويدُعى محمد أبو زيد، أوضح أن الدكتور محمود الحلو كان في عيادة الجراحة فدخلت عليه مريضة قدم سكري في دورها الطبيعي، فقامت الممرضة نعيمة بكشف الجرح ليقوم الطبيب بفحص الحالة، وبعد الانتهاء طلب منها تحويلها لغرفة الغيار بجوار عيادة الجراحة من أجل أن تغير على الجرح، ولكنها اعترضت وكانت تريده أن يغير لها في الغرفة، وحدث شد وجذب بين الطرفين، دخل على أثر الصوت العالي ابن الحالة وضرب الطبيب والممرضة التي تعدت الخمسين. وأضاف أبو زيد ل«التحرير» أن المرافق للمريضة هو من بدأ بالتعدي على الطبيب لفظيًا، بعد أن قال له حرفيًا: «أمي مش هتغير إلا هنا»، وقام بسب الطبيب والتعدي عليه وبعض العاملين بالعيادة، وكسر له سنتين، رغم أن الدكتور محمود من الأطباء الذين لا يختلف أحد عليهم ويشهدون له بالاحترام ويراعي ربنا في عمله، وفي أثناء تحرير البلاغ قالت له المريضة حرفيًا: «الدكتور محمود أنا عارفاه كويس ومايستهلش كده، وكان بيعالج أختي وابني متهور». أبوزيد أرجع ذلك إلى حالة الشحن النفسي والمعنوي من بعض الناس ضد المستشفى بسبب وبدون سبب وعدم الإنصاف، قائلًا: «الناس دايما بتحمل الدكتور وطاقم التمريض مسئولية كل شيء، من نقص المستلزمات وضعف الإمكانيات مع إنهم مالهمش ذنب ولازم يتحمل الأذى ويستوعب المريض وغضبه حتى ولو كان على خطأ». طارق السيد، شاهد عيان آخر، ذكر أن الطبيب هو السبب، لأنه أول من تعدى بالشتائم على والدة المواطن، وبالتالي ماذا تنتظرون من شاب والدته تُضرب أمام عينيه وتقع أمامه على الأرض في الاستقبال ما استفزه ودفعه للتعدي على الطبيب للرد على ما فعله تجاه والدته، فتم التعدي عليه بالضرب من قبل العاملين بالمستشفى وأفراد الأمن، الذين -نزلوا ضرب فى الشاب بلا رحمة- حسب قول الشاهد. بدوره تواصل نقيب الأطباء بالدقهلية الدكتور إبراهيم الزيات، مع إدارة المستشفى والمحامي العام، الذي أكد أنه سيتم عرض الطبيب والمواطن على الطب الشرعي، لبيان ما بهما من إصابات عقب وقوع الاشتباكات داخل العيادات الخارجية بالمستشفى، والتي تسببت في إصابة الطبيب الجراح بجرح قطعي في شفته وكدمات أخرى متفرقة، وكذلك إصابة المواطن بجروح في جسده. وأعلن الزيات أن النقابة لن تفرط في حقوق أعضائها وسوف تتخذ كل الإجراءات القانونية لحماية الأطباء في أماكن عملهم، وتم توصيف الواقعة على أنها تعد على موظف أثناء تأدية عمله في منشأة حكومية وليست مشاجرة أو خناقة بين طرفين حتى لا تنتهي بحفظ البلاغ وتنازل الطرفين.