قالت صحيفة «الحياة اللندنية» إن مصر أكدت لحركة «حماس» أنها «ترفض في شكل مطلق» ما بات يعرف ب«صفقة القرن» للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، التي ينوي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طرحها خلال الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة. وكشفت مصادر فلسطينية، ل«الحياة»، أن رئيس جهاز الاستخبارات العامة اللواء عباس كامل، أكد لوفد «حماس» الذي زار القاهرة مؤخرا، بقيادة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أن مصر «ترفض في شكل مطلق» الصفقة الأمريكية التي تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية، وتدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وترفض قرار ترامب اعتبارها «عاصمة لإسرائيل». وأضافت المصادر، أن وفد حركة حماس، الذي أنهى زياراته للقاهرة قبل أيام، أكد لكامل ومسؤولي الاستخبارات العامة أن «أحداً لم يعرض علينا الصفقة، ونحن نرفضها تماماً، ولن نقبل بأن يكون قطاع غزة إلا جزءا من فلسطين، وشبه جزيرة سيناء جزءا من مصر، كما نرفض الوطن البديل أو التوطين، أو دولة في غزة»، موضحة أن عباس كامل أكد للوفد أن «مصر لن تتنازل عن شبر واحد من أرض سيناء التي ستبقى مصرية، كما ستبقى غزةفلسطينية». اقرأ أيضا: «الجارديان»: تهديد ترامب للفلسطينيين دليل على تعثر «صفقة القرن» وكان وفد «حماس» عقد مع مسؤولين مصريين سلسلة اجتماعات، بينها اجتماعان مع كامل وفريق فلسطين في الاستخبارات العامة، ناقش خلالها الطرفان 4 ملفات هي: «صفقة القرن»، والمصالحة، والأوضاع المعيشية المأسوية في القطاع، والعلاقات الثنائية وأمن الحدود بين القطاع ومصر وفي سيناء. وقالت المصادر إن العلاقات الثنائية تعززت كثيرا، وانتقلت من مرحلة الشك وعدم اليقين إلى مرحلة الثقة المتبادلة، موضحة أن مصر باتت على قناعة تامة بأن القطاع «أصبح مصدرا للأمن والأمان والاستقرار بالنسبة إلى مصر، وليس مصدرا للتهديد والقلق والتوتر». وأضافت أن وفد الحركة أكد أن «لدى الحركة قرارا استراتيجيا بأنها لن تكون يوما ضمن أي تحالف ضد مصر، بل ستعمل على تعزيز علاقتها معها ومع المحيط العربي والإسلامي» من أجل «بناء شبكة أمان عربية وإسلامية للقدس والقضية الفلسطينية». وذكرت أن الحركة طلبت من مصر «عقد مؤتمر إنقاذ وطني في القاهرة، بمشاركة كل الفصائل والمكونات الفلسطينية، لوضع استراتيجية سياسية لحماية المشروع الوطني». وأضافت أن لدى الحركة «قرارا استراتيجيا بإتمام المصالحة في إطار الشراكة الوطنية والتكاتف بغية حماية المشروع الوطني ورفض كل الصفقات والمؤامرات المشبوهة وإفشالها من خلال موقف فلسطيني موحد». وأشارت إلى أن المسؤولين المصريين «أكدوا استمرار دعمهم المصالحة»، على رغم أنها تعاني من تعثر وصفته بعض الأوساط بأنه «موت سريري». لكنها أضافت أن القاهرة «لن تدعو وفدي فتح وحماس إلى حوار بعدما عقدت جولات عدة» أثمرت توقيع اتفاق، في 12 أكتوبر الماضي، سلَّمت بموجبه «حماس» الوزارات والمعابر وغيرها من المرافق والمؤسسات إلى السلطة. اقرأ أيضا: بعد نفي مبارك.. باحث يكشف كواليس ضغوط إسرائيل لتنفيذ «صفقة القرن»