صنع الله إبراهيم روائي يميل إلى اليسار، ويعتبر من الكتاب المثيرين للجدل، خصوصًا بعد رفضه استلام جائزة «الرواية العربية» عام 2003، التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة.. كان أحد الشخصيات التي طالتهم الحملة، التي شنها الرئيس جمال عبد الناصر ضد تيار اليسار المعارض له، وسجن بسبب ذلك لمدة 5 سنوات، كما عارض الزعيم الراحل أنور السادات بسبب سياسة الانفتاح الاقتصادي من خلال رواية «اللجنة» الساخرة، وفي عام 1997، صنفت رواية «شرف» كثالث أحسن رواية في قائمة أفضل مئة رواية عربية. حرص الكاتب عمر طاهر أن يكون صنع الله أول ضيوفه في برنامج «وصفوا لي الصبر»، المذاع على قناة «تن» للحديث عن حياته ككاتب روائي. «مجرد نملة» صنع الله بدأ بالحديث حول الكتابة و«سحر» الحذف والمونتاج: «بالتدريب والخبرة هيتعلم الكاتب يحذف من كتاباته اللي مش مهم، وهيبقى عنده قناعة إن اللي كتبه كلام مش منزل.. في أول الرحلة الكاتب بيبقى متمسك بكل كلمة وحرف، وفيه ناس ممكن يقتلوني لو قلتهم خففوا شوية أو شيلوا حاجة.. لازم تبقى عارف إنه فيه حد بيكتب أحسن منك وإنك أكيد بتغلط، لازم تفهم إن فيه كتاب كتير جيدين وإنك مجرد نملة في مجرة، وآمن بأن كلما كان النص والجملة مختصرة ومحددة كان ذلك أفضل». «الهمزة» عدوي الوحيد صنع الله اعترف بمعاناته من عقدة دائمًا تلاحقه أثناء كتابته للقصص والروايات، موضحًا: «فيه عداء شديد بيني وبين قواعد كتابة الهمزة في اللغة العربية.. والعداء ده سببه عقدة أصابني بها مدرس لغة عربية، عندما ضربني بشدة في إحدى الحصص الدراسية»، متابعًا: «موضوع التصحيح الآلي أو الإلكتروني الموجود على الكمبيوتر ساعدني وريحني كتير أوي، وخلصني من هذه المشاكل». «أنا الحكم الأول والأخير» ولا يلجأ صنع الله إلى أقربائه من أجل تقييم عمله أو إعطائه انطباعا مبدئيا، حسب قوله، معقبًا: «أنا ممكن أديها لبنتي أو لحد قريب مني الأول، بس في الأخير دول بيجبروا خطرك وخلاص.. بس الواحد فينا بيبقى عنده تصور لرد فعل الناس عن القصة أو الرواية»، مختتمًا: «في النهاية أنت الحكم الأول والأخير على العمل». «مش ممكن أدخن أو أشرب بيرة وأنا باكتب» تحدث صنع الله عن الأشياء التي يلجأ لها لتساعده على الكتابة وتدفق أفكاره، قائلًا: «فيه فترة من حياتي كنت باسمع فيها موسيقى، خاصة الموسيقى اللي بتعبر عن حالة أمر بها، وفي السنوات الأخيرة بقيت مش باحب حاجة غير الصمت الشديد، فالصمت الكامل هو الشيء المساعد لي أثناء الكتابة، وكمان مش ممكن أدخن أو أشرب بيرة وأنا باكتب». الكتابة مصدر دخلي الوحيد رد صنع الله على تساؤل حول ترجمة أعماله وتسويقها في الخارج، قائلًا: «القضية مالية بحتة، أنا عايش على الكتابة، وهي مصدر دخلي الوحيد، ومايهمنيش أن حد بره يقرأ لي، اللي يهمني بس هو إن الناس اللي في وسط البلد يقرأوا لي، ويا سلام بقى لو حد من محافظة تانية يقرأ لي، ده شيء يسعدني». «كتبت رواية 13 مرة» حكى صنع الله عن الصعوبات التي واجهته خلال كتابة رواية لها علاقة بالسد العالي، لدرجة أنه أعاد كتابتها 13 مرة، من أجل أن يستقر على شكلها النهائي من حيث السرد القصصي، موضحًا: «القصة زي السد ليه بداية ونهاية والحاجة الوسط بينهم ممكن نسميها النواة، والنواة كان لازم تكتب بشكل يأخذ من أحداث البداية ويتحدث عن النهاية، وده في الكتابة حاجة صعبة، وده خلاني أكتب الرواية 13 مرة». نصيحة لكل روائي نصح صنع الله أي كاتب روائي ما زال في بداية طريقه، بعدم الاستعجال في طرح أي عمل له، متابعًا: «يحيى حقي (كاتب وروائي مصري) كان دايما بيقول لازم تركن أي قصة أو رواية على جنب بعد ما تخلصها لمدة 3 شهور، عشان اللا وعي عندك ممكن يشتغل ويخليك تفتكر حاجات تضيفها أو تعدلها عليها». «كان نفسي أكون بتاع نسوان» صنع الله كما أكد، ليس لديه مهنة غير الكتابة، ولا يستطيع أن يعمل في أي شيء آخر غيرها، فيقول: «أكتب لأني مش باعرف أعمل حاجة تانية أو أحقق نفسي في أي حاجة تانية غير الكتابة، فيه ناس ممكن تجيب فلوس من أي حاجة من التجارة أو الاستثمار في البنوك أو أنه يشتغلوا في مهن تانية زي المحاسبة مثلا، لكن أنا ماعرفش أعمل ده.. كان نفسي أكون بتاع نسوان بس مش عارف أعمل ده».