"هل انتهى دور جاريد كوشنر في البيت الأبيض؟".. سؤال أصبح يحلق في الأفق خاصة بعد قرار الإدارة الأمريكية بخفض التصريح الأمني له، إذ إن هذا التخفيض يمنع صهر ترامب من الاطلاع على العديد من الوثائق الحساسة، والتي كان يطلع عليها بشكل غير مقيد. قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقريرها اليوم الخميس، إن "هذا القرار جاء في وقت سيئ للجناح الغربي، حيث شهد البيت الأبيض صراعا داخليا بعد الفضيحة التي تورط فيها سكرتير مكتب البيت الأبيض السابق روب بورتر، التي كشفت عن عدم حصول العشرات من مستشاري الرئيس على تصريحات أمنية دائمة، ومع ذلك تمكنوا من الاطلاع على أكثر المستندات سرية". إلا أن القرار بخفض التصريح الأمني لصهر ترامب، يعد من أكثر الأمور حساسية، وذلك لأن كوشنر يعد من أقرب الأشخاص إلى الرئيس الأمريكي، الأمر الذي أثار المزيد من الإشارات الحمراء داخل مجتمع الاستخبارات. ويبقى السؤال: لماذا تم خفض التصريح الأمني لكوشنر؟ الصحيفة البريطانية، قالت إنه "على الرغم من تجريد كوشنر وآخرين من الحق في الاطلاع على مستندات أو وثائق سرية، فإن (ترامب) قد يواصل، بصفته رئيسا، تبادل أية معلومات مع أشخاص مقربين له أو أي شخص آخر". وأضافت الصحيفة، أنه من غير الواضح ما إذا كان تقليص دور "كوشنر" يتعلق بالتحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي، أو التحقيق الخاص بروبرت مولر، المكلف بالكشف عن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. حيث أجرى كوشنر مقابلة مع فريق "مولر"، نوفمبر الماضى، للتحقيق فى مساع قام بها صهر الرئيس، لجذب مستثمرين أجانب، ولا سيما من روسيا، لتأمين التمويل لشركته العقارية خلال الفترة الانتقالية بين فوز ترامب بالرئاسة وتنصيبه. وبات محط تركيز المدعي الخاص روبرت مولر، بعدما التقى كوشنر بشكل سري السفير الروسي سيرجي كيسلياك، ومصرفيا على ارتباط بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يدعى سيرجي جوركوف، إضافة إلى حضوره اجتماعا عقد في برج ترامب مع محامية مرتبطة بروسيا. ومع وجود فراغ في المعلومات الموثوقة حول خفض التصريح الأمني لكوشنر، أشارت التقارير التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن اتصالات كوشنر مع المسؤولين الأجانب، كانت عاملا وراء اتخاذ هذا القرار. وقد واجه كوشنر العديد من الانتقادات في الماضي، بسبب اجتماعاته غير المعلنة، حيث أغفل الحصول على تصاريح أمنية لأكثر من 100 مكالمة أو اتصال مع مسؤولين أو كيانات أجنبية، وهو ما ألقى باللوم عليه لاحقا بسبب انعدام خبرته السياسية. يذكر أن كوشنر عمل في مجال تطوير العقارات، واستثمر 7 مليارات دولار في الاستثمارات العقارية بمدينة نيويورك، وتصدر العناوين الأولى للصحف العقارية والاستثمارية في عام 2007، عندما كان يبلغ من العمر 26 عامًا بعد قيامه بشراء أغلى مبنى عقاري في تاريخ الولاياتالمتحدة بمبلغ 1.8 مليار دولار، وحقق صفقات عقارية كبيرة في ولاية ميرلاند، وفي كل أنحاء نيويورك ونيوجيرسي ومنطقة بالتيمور.