أصبح الصراع في سوريا مُعقدًا، وذلك بعدما تعددت جبهات القتال بين النظام والثوار وجماعات إرهابية وقوى دولية، وأخيرًا التدخل التركي في عفرين لطرد الأكراد. لكن ما زاد من توتر المنطقة، هو قرار الحكومة السورية المتحالفة مع روسيا، بالتدخل في عفرين، لمساعدة القوات الكردية المدعومة من الولاياتالمتحدة، في صد الهجوم التركي. مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أشارت إلى أن كلا من روسياوالولاياتالمتحدة، حاولتا منع حلفائهما من التعاون في تلك المعركة، إلا أن الحكومة السورية والأكراد تجاهلتا حتى الآن دعوات القوتين الدوليتين. فبعد أسبوع من الاشتباكات المتقطعة، بين قوات موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقوات سوريا الديمقراطية التي يغلب على تكوينها الأكراد والمدعومة من أمريكا، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية أمس الثلاثاء، عن دخول القوات الشعبية التابعة للنظام السوري عفرين، لصد هجوم الجيش التركي على المدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن "تدخل النظام السوري في عفرين جاء بعد هدنة، بدأت يوم الاثنين الماضي بين النظام والقوات الكردية". كما أوضحت "نيوزويك" أن الحكومة السورية سمحت قبل ذلك للقوات الكردية بالتحرك بحرية عبر الأراضي التي يسيطر عليها النظام للدفاع عن عفرين. كانت تركيا قد شنت عملية "غصن الزيتون" الشهر الماضي للإطاحة بالجماعات الكردية، مثل وحدات حماية الشعب، من منطقة عفرين الحدودية في محافظة حلب السورية. حيث تتهم تركيا وحدات حماية الشعب الكردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري، بأنها شريك لحزب العمال الكردستانى، الذى تعتبره أنقرة منظمة إرهابية. وقد انتقدت كل من الولاياتالمتحدةوروسيا وقوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية، الهجوم التركي الذي يشارك فيه الجيش السورى الحر، بيد أنها لم تشر أي من القوتين الدوليتين إلى أنها ستساعد حليفها في عرقلة الهجوم. وأكد التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولاياتالمتحدة، أنه لن يدعم سوى مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية التى تقاتل الإرهابيين في دير الزور شرقي سوريا. كما صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، ليس بإمكانهما حل مشكلة عفرين، سوى عن طريق الحوار المباشر. وأوضحت المجلة الأمريكية أن التعاون بين الحكومة السورية والقوات الكردية أثار غضب كل من أمريكاوروسيا، المتنافسين الرئيسيين في سوريا، والذي يهدد مصالحهما؛ حيث تخشى الولاياتالمتحدة أن تخسر حليفها الرئيسي في سوريا، والذي تعاونت معه في القضاء على تنظيم "داعش"، وتعتمد عليه في الإطاحة بنظام بشار الأسد.