مع استكمال عرض الجزء الثاني من مسلسل «سابع جار» تستمر الانتقادات الموجهة إلى أسرة العمل الدرامي من بينها تعمد القائمين على المسلسل تشويه صورة الفتاة الملتزمة دينيا مقابل تجميل المُتحررة، بإيصال رسالة إلى المشاهدين بأن المتحررة فقط من تستطيع نيل العريس «اللي كُل البنات تتمناه» أما الفتاة المُتدينة فتعاني من الحصول على زوج. فمن بين أهم المشاكل التي يرصدها «سابع جار» مشكلة تأخر سن الزواج والتي تعاني منها «دعاء» والتي تقوم بتجسيدها خلال أحداث المسلسل الفنانة الشابة فدوى عابد، حيث تخطت دعاء حاجز الثلاثين ولم تتزوج وتتمنى دئما أن تجد شريك حياتها لكنها تعاني من أن معظم المتقدمين للزواج منها فوق سن الأربعين وسبق لهم تجربة الزواج ولديهم أبناء. ودعاء شخصية متدنية وملتزمة بارتداء الحجاب والملابس الفضفاضة، ولا تعتمد على الماكياج في مظهرها، وتحافظ دائما على قراءة القرآن، وكذلك حريصة بعض الشيء على أموالها، وحتى الحلقة التاسعة بالجزء الثاني من «سابع جار»، لا تزال عروض الزواج تنهال دعاء، لكنها تحاول الهروب لأنها غير مناسبة لها بعد أن تركها زميلها فى العمل التطوعي ملاك. وفي حلقة أمس الجمعة، خرجت دعاء مع زميلتها الدكتورة شيري التي قامت بدعوتها للعشاء، وتحاول أن تقترب منها وتدخل حياتها ويدور بينهما الحوار عن رغبة دعاء فى الزواج وأن تعيش حياتها مع زوجها، وعن أسباب عدم اكتمال أي خطبة لها، وتحاول زميلتها أن تقنعها بأن تغير من أسلوب حياتها وطريقة تفكيرها وأن تذهب للجيم أو تشتري ملابس جديدة. وانقسم جمهور المسلسل على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد لأحداثه ويرون أنه ينقل حكايات موجودة في المُجتمع المصري بصورة حقيقية، وأن الواقع مشابه لهذا ويحدث فيه أكثر من ذلك، فيما اعترض آخرون واتهموه بأنه يشوه الطبقة المتوسطة في المجتمع. واستدل المعسكر المنتقد ل«سابع جار» بشخصية هبة التي تجسد دورها الفنانة الشابة سارة عبد الرحمن، والتي تظهر خلال أحداثه بصورة الفتاة المتحررة على النقيض تماما من شقيقتها دعاء، فهى فتاة متخبطة تحاول تجربة كل ما هو مختلف عن عالمها التي تربيت داخله والخروج من التقاليد، وتضطر لخوض تجارب مختلفة يصفها المجتمع بالغير أخلاقية وتدخل في صراعات دائمة مع أسرتها. ومن بين التجارب التي تخوضها هبة العمل والسفر وحدها مع رجال غرباء الأمر الذي اعترضت عليه والدتها «لمياء» وتجسدها الفنانة دلال عبد العزيز، كما تقدم على تجربة تعاطي مخدر الحشيش والذهاب مع أصدقائها الذكور في بيوتهم بداعي التحرر. وعكس الذي تعاني منه أختها الكبيرة دعاء وهو قلة فرص الزواج، يتقدم الكثير من الرجال للزواج من هبة لكنها ترفض الزواج بصورة تقليدية أو بمعنى آخر «زواج الصالونات»، إلى أن تذهب في أحد المرات لعمل لقاء صحفي مع الممثل المشهور «تامر فهمي» الذي يجسد دوره الممثل الشاب تامر هشام، فيقع في غرامها ويقنعها بفكرة الزواج ويتقدم لها رسميا وتوافق على الخطوبة منه وتعيش معه في قصة حب وحالة غرام كبيرة بينهما. وما بين تقديم الواقع كما هو موجود وتجميله عانت الفنانة الشابة سارة عبد الرحمن من انتقادات شديدة، وذلك بسبب شخصيتها في «سابع جار»، ولكن ردت سارة على هذه الانتقادات أثناء استضافتها سابقا في أحد البرامج التلفزيونية، قائلة إن الدراما لابُد أن تُقدم الواقع كما هو، بجانب أن المؤلفة هبة يسري أخبرتها في بداية العمل أن شخصية هبة لابُد وأن تكون شخصية مكروهة. ويذاع حاليا الجزء الثاني من «سابع جار» على قناة cbc، بعدما توقف الجزء الأول منه عند الحلقة 47، وهو مسلسل تليفزيوني من 60 حلقة ويقوم بإخراجه ثلاث مخرجات شابات هن أيتن أمين ونادين خان وهبة يسري، وتتعاون في إنتاجه شركتا The Producers وفيلم كلينك. والمسلسل دراما اجتماعية تدور أحداثه بشكل أساسي داخل إحدى البنايات السكنية في منطقة مصر الجديدة ويرصد قصص ساكنيها وما تحمله حياتهم من أسرار ومشاكل خلف الأبواب المغلقة، على عكس ما يُظهرونه من سعادة بالغة، ليتتبع من خلال شخصياته الرئيسية ما قد يواجهونه من ظروف ومشاكل اجتماعية واختيارات صعبة واختلافهم داخل منازلهم وخارجها. والمسلسل من بطولة دلال عبد العزيز وشيرين والفنان القدير أسامة عباس وهاني عادل ونيقولا معوض وهيدي كرم ومحمود البزاوي وصفاء جلال ومحمد علاء وسارة عبد الرحمن وفدوى عابد والطفل أحمد داش ورحمة حسن ونسرين طلعت ومحمود الليثي ودعاء حجازي، ومن تأليف سيناريو هبة يسري التي تشارك في الإخراج أيضا.