"المدارس اليابانية" خطوة تراهن عليها الدولة في تطوير عملية التعليم في مصر، حيث تخوض وزارة التربية والتعليم تجربة تطبيق نماذج المدارس اليابانية العام القادم بعدد من المدارس على مستوى القاهرة الكبرى وبعض المحافظات، غير أن تجربة المدارس اليابانية فى مصر، لم تعد مقتصرة على وزارة التربية والتعليم، بعد أن دخلت مؤسسة الأزهر الشريف على خط التجربة. المعاهد الأزهرية تسعى لتطبيق التجربة التقي الشيخ صالح عباس، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والمسئولين عن العملية التعليمية بالأزهر، وفدا رفيع المستوى من خبراء اليابان فى مجال التعليم، وذلك خلال الأيام الماضية، بمقر قاعة مركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، كما حضر اللقاء وفد من جامعة الأزهر للاستعانة بخبرات الخبراء اليابانيين في تطوير مناهج التعليم الأزهري. وتطرق اللقاء إلى بحث الطرفين إمكانية تفعيل تجربة المدارس اليابانية على عدد من المعاهد الأزهرية، عرض الوفد الياباني تجربتهم للنهوض بالتعليم في اليابان، فى خطوة من قبل المؤسسة على تفعيل المدارس اليابانية بقطاع المعاهد الأزهرية، الذى يشمل ما يزيد على عشرة آلاف معهد على مستوى الجمهورية، بما يعادل أكثر من مليون طالب وطالبة بمعاهد الأزهر ما قبل الجامعي. عازمون وبقوة من جانبه قال الشيخ صالح عباس، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إن قيادات القطاع وعددا من المعنيين بتطوير التعليم بجامعة الأزهر، التقوا خلال الأيام الماضية، بوفد من خبراء تطوير التعليم فى اليابان، وذلك من أجل الوقوف على الخبرة اليابانية فى التعليم، والعمل على تطبيقها فى المعاهد الأزهرية خلال الفترة المقبلة. وأوضح صالح عباس، في حديثه ل"التحرير"، أن اللقاء تطرق إلى بحث إمكانية تفعيل التجربة، وأن الوفد كشف لهم عن أبرز التحديات التى واجهتهم فى تطبيق المنظومة باليابان، خاصة مع ضعف مستوى المعلمين، فضلاً عن عدم حضور الطلاب فى البداية، وأنهم تغلبوا على تلك المشاكل بتقييم المعلمين وفتح الباب أمام دخول معلمين ذات كفاءة عالية، وأيضا تقييم المعلم من قبل الطالب ومن أولياء الأمور. وتابع: "قطاع المعاهد يدرس فى الوقت الراهن إمكانية تفعيل التجربة، فالقطاع عازم وبقوة على المضى قدما فى طريق اليابان لنهضة التعليم الأزهري، وأن قيادات الأزهر حريصة على استكمال منظومة إصلاح وتطوير التعليم الأزهري سواء فى مرحلة التعليم ما قبل الجامعى والتعليم الجامعى، وأن تطبيق تجربة المدارس اليابانية سيكون فى عدد معين من المعاهد، فور الانتهاء من الاستعداد للتطبيق العملي للتجربة". تحديات أمام تفعيل المنظومة بالمعاهد أكدت مصادر داخل الأزهر أن هناك العديد من التحديات التى تحيط بقطاع المعاهد الأزهرية فى سبيل تطبيق التجربة اليابانية على عدد من المعاهد، من بينها التحديات الكبرى التى تواجه قطاع المعاهد، من ضعف مستوى المعلمين خاصة معلمي اللغة العربية والقرآن الكريم، فضلاً عن عدم توفير المناخ الذى يجعل الطالب الأزهرى يتقبل فكرة التجربة اليابانية من حيث الالتزام بالحضور وفكرة تقييم المعلم. وأضافت المصادر التى فضلت عدم ذكر أسمائها ل"التحرير"، أن الأزهر يحتاج لكى يطبق تلك المنظومة على عدد معين من المعاهد، توعية القائمين على العملية التعليمية بقطاع المعاهد بمفاهيم التجربة اليابانية من حيث الانضباط والإشراف الكامل، وكذلك توفير معاهد مؤهلة من حيث الإنشاء وأدوات الملاعب وغير ذلك من مستلزمات التجربة اليابانية. وتابعت المصادر: "الأمر يحتاج إلى ضخ مزيد من الأموال من أجل تطبيق التجربة على أرض الواقع، سواء من حيث رفع أجور المعلمين أو تأهيل المعاهد التى ستخضع للتجربة حيال تنفيذها، فضلاً عن القيام بحملات توعية للمعلمين والطلاب بأهمية التجربة اليابانية، خاصة أن المعلم والطالب وأولياء الأمور شركاء أساسيون فى العملية التعليمية اليابانية".