لم تكد بسمة، الطفلة البريئة، تبلغ عامها السادس، إلا وكانت على موعد مع حجر طائش أصابها في مقتل، وجعل طفولتها في مهب الريح؛ إذ تعرضت لكسر بقاع الجمجمة وفقع عينها اليمنى، فيما لا تملك أسرتها ما يكفي لإنقاذها. عصر الأربعاء الماضي، تلقت والدة الطفلة بسمة نبأ وفاة والدها، فهمت الأم مُسرعة يعتصرها الألم وتجر طفلتها في يدها، لتغادر منزلها بعزبة «الصعايدة» بالزقازيق، وتستقل القطار المتجه إلى قرية والدها «تل راك» بكفر صقر، وما هي إلا دقائق معدودة وكانت الفاجعة؛ إذ فوجئت بحجر طائش يخترق القطار في محطة «ههيا» ويتسبب في انفجار الدماء من وجه طفلتها الوحيدة. تجمع الأهالي وساعدوا الأم المكلومة في نقل الطفلة إلى مستفى «ههيا» المركزي، إلا أن مسلسل الألم بدأ عرض فصوله؛ ليتم تحويل الطفلة إلى مستشفى «الزقازيق» الجامعي، نظرًا لسوء حالتها من ناحية، وتواضع تجهيزات المستشفى المركزي من ناحية أخرى. وفور دخولها المستشفى الجامعي اصطحبها الأطباء على الفور إلى غرفة العمليات، قبل أن يخرج أحدهم كاشفًا الحالة الطبية للطفلة ويؤكد تعرضها لكسر في قاع الجمجمة، وحاجتها لإجراء عمليتين أخرتين بقسم الرمد، وبعدها يبقى الأمل الوحيد للطفلة في عملية «زرع قرنية» والتي نصح الأطباء أهلها بالعمل على إجرائها في أسرع وقت. وناشد خال الطفلة، أهل الخير بالتدخل ومساعدة الطفلة: "أهلها ناس غلابة ومش حيلتهم حاجة يدفعوا منها تكاليف العملية.. أبوها شغال باليومية وأمها ست غلبانة.. ربنا يكرم ولاد الحلال يساعدوها تعمل العملية وتشوف تاني". «ناس غلابة ومش معاهم يعملوا لها حاجة.. جوز أختي شغال باليومية وعايشين على فيض الكريم».. قالها عبدالله محمد عباس، خال الطفلة ل«التحرير» منوهًا بأن والدها بالكاد يأتي بما يساعد أسرته على المعيشة، أما والدتها فهي ربة منزل لا تملك إلا الدعاء. وأشار خال الطفلة، إلى أن الأطباء أخبروهم بحاجتها لإجراء العملية فور فك السلك الخاص بجرح حدقة العين، حيث سيتم فك الغرز يوم الثلاثاء المُقبل، منشادًا أهل الخير وكل من تصله تفاصيل الطفلة بمساعدتها والوقوف بجانب أهلها في محنتهم.