سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقريرها اليوم الاثنين، الضوء على دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية المقرر عقدها هذا الأسبوع في بيونج تشانج بكوريا الجنوبية. ومن المفترض أن يترأس نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، الوفد الرئاسي في دورة الألعاب، للتضامن مع الحلفاء ومساعدة كوريا الجنوبية في الاحتفال ببدء الدورة الأوليمبية، لكن في الواقع يبدو أن "بنس" سوف يقوم بمهمة أكثر صعوبة، وهي تواصل كوريا الجنوبية مع نظيرتها الشمالية، حسب الصحيفة. ومن المقرر أن يغادر بنس اليوم الولاياتالمتحدة، متوجهًا إلى اليابانوكوريا الجنوبية، لحثهما على رفض خطة كوريا الشمالية بشأن تخفيف العقوبات وتقسيم التحالف. بدروه قال أحد مسؤولي البيت الأبيض: إن "مشهد الراقصين الكوريين الشماليين الذين سيؤدون عرضا استعراضيا، فضلاً عن الرياضيين المتنافسين، يجب ألا يحولوا الانتباه عن الطابع الوحشي للنظام أو استراتيجية بيونج يانج لتقويض حملة الضغط"، موضحًا أن نائب الرئيس الأمريكي سيؤكد عدم السماح لكوريا الشمالية بإبعاد الأنظار بتلك الأوليمبياد. كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شدد الأسبوع الماضي على هذه القضية، وقام بالتركيز في خطابه عن حالة الاتحاد على وضع كوريا الشمالية، الأمر الذي جعل بعض المسئولين يرون أن هذه الاستراتيجية المنظمة تشير إلى أنه بعد دورة الألعاب الأوليمبية، ستتزايد حملة الضغط الأمريكية، إلا أن الهدف الرئيسي من رحلة بنس، يشير إلى تدني الثقة بين البيت الأبيض وحكومة رئيس كوريا الجنوبية مون جاى إن، والسبب الرئيسي في ذلك تواصل "مون" الأخير مع بيونج يانج، وفقًا للصحيفة. جدير بالذكر أن كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة أعلنا أن التواصل الأخير بين الشمال والجنوب تم تنسيقه بشكل وثيق، إلا أن بعض المسؤولين قالوا: إن "البيت الأبيض شعر بالغضب من هذا التواصل بسبب عدم التشاور قبل إعلان تلك المحادثات في أوائل يناير الماضي، كما أنهم يختلفون في آرائهم بشأن كيفية المضي قدمًا". ويأمل "مون" في أن تؤدي الأوليمبياد إلى مزيد من التعاون بين الشمال والجنوب، فيما يرى البيت الأبيض أن مثل هذا التعاون سيعني المزيد من التنازلات الاقتصادية لبيونج يانج، وهو ما يقوض فرض العقوبات. بدوره صرح زاك كوبر، باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن الخطر الكبير هو أن كوريا الجنوبية تحاول الوصول بالفعل إلى استراتيجية تعاون حقيقية دون تدخل الولاياتالمتحدة. فيما قال جيني تاون، الباحث الكوري في جامعة "جونز هوبكنز" للدراسات الدولية المتقدمة: إن "الكوريين الجنوبيين يشعرون بالعداء"، مضيفًا أن زيارة "بنس" قد تطرح ما إذا كانت الولاياتالمتحدة تفكر حقًا في شن ضربات استباقية أم لا؟". لذلك، يمكن لنائب الرئيس الأمريكي أن يقضي على جميع مخاوف سيول من خلال التأكد أن ترامب لن يقوم باستخدام القوة في شبه الجزيرة الكورية دون تمرير هذا الأمر على كوريا الجنوبية، كما يتعين على الزعيمين إجراء مناقشات أخرى للاتفاق على الخطوط الحمراء المشتركة. يذكر أن "بيونج يانج وسول" اتفقا على التعاون بشأن دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية المقرر عقدها في فبراير الحالي بكوريا الجنوبية، في إشارة إلى انفراجة في العلاقات بين الجارتين منذ بداية العام.