" مواجهة ترامب لكوريا الشمالية، تجعل الوضع كارثي ".. هكذا بدأت صحيفة " واشنطن بوست " الأمريكية، تقريرها اليوم الخميس، مشيرة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة التي هاجم فيها بيونج يانج، في خطابه الأول عن حالة الاتحاد . وقال " ترامب " عن كوريا الشمالية : " إدارتي فرضت عقوبات صارمة على الأنظمة الديكتاتورية في كوبا وفنزويلا، لكن يبقى نظام كوريا الشمالية الأكثر قمعا لشعبه بطريقة وحشية ومستبدة، إذ دأب على استخدام الصواريخ النووية التي تهدد أمن أمريكا، والتجربة الأخيرة تدفعنا بكثير من الإجراءات، ولن أجدد أخطاء الإدارة السابقة، وسنقوم بحرمان كوريا الشمالية من هذه القدرات ". من جانبهم، ذكر المراقبون ن " القوة الأمريكية لم تفعل شيئا يذكر لإنهاء الصراعات التي طال أمدها في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، إلا أن تهديدات ترامب الأخيرة تشير إلى أن البيت الأبيض ينظر بجدية في ضرب بعض أهداف كوريا الشمالية، وهي خطوة من شأنها أن تعرض ملايين الأرواح للخطر ". وتابعت الصحيفة أن الأضواء ستكون مسلطة الأسابيع القادمة على شبه الجزيرة الكورية، ففى 9 فبراير، سوف تجرى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية فى كوريا الجنوبية . وقبل ذلك الحدث بيوم واحد، ستعقد كوريا الشمالية عرضا عسكريا ضخما - يحتمل أن يكون مشهدا غرضه عرض الأسلحة التي تحمل تحذيرات مشفرة للعالم . وبينما يحاول رئيس كوريا الجنوبية مون جاي - إن، الانخراط والتواصل مع بيونج يانج، فإن ترامب يجعل الأمور أصعب، حيث تعتمد الإدارة الأمريكية الحالية على استخدام التهديد ضد كوريا الشمالية كبديل عن " الصبر الإستراتيجي " الذي تحلت به إدارة أوباما، معتبرة أن العنف هو اللغة الوحيدة التي تفهمها ديكتاتورية الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون . ويبدو أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض أتش آر ماكماستر، هو الداعم الرئيسي لهذه الحجة، إذ أشار في تصريحات علنية إلى أن كوريا الشمالية لا يمكن ببساطة ردعها، إلا أن شن أي ضربات أو هجمات وقائية من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية، سوف يحمل العديد من المخاطر، وفقاً للصحيفة . من جانبها، قالت ميرا راب - هوبر، الباحثة في برنامج الأمن لآسيا والمحيط الهادي في مركز الأمن الأمريكي الجديد: " قد لا تحقق العملية الأمريكية أهدافها، وحتى لو قامت بذلك، فستظل مشتتة بشأن الرد على كيم أم لا ". وأضافت: " الزعيم الكوري الشمالي سيتخذ هذا القرار بمجرد وقوع أي مواجهة، وإذا ما قرر الرد فأن النتيجة قد تكون من أخطر المواجهات التي قد تقع منذ الحرب العالمية الثانية ". يذكر أن صرح رئيس كوريا الجنوبية مون جيه - إن، بأن تحسن العلاقات بين الكوريتين قبيل دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية التي ستقام الأسبوع المقبل يتيح " فرصة ثمينة " أمام واشنطنوبيونج يانج لمناقشة برامج أسلحة كوريا الشمالية .