من نقرة لدحضيرة تنجو وتسقط قناة الحياة في أزماتها المتتابعة، ففي الوقت الذي تستكمل فيه الإعلامية هالة سرحان رئيس الشبكة الإعلامية مع فريق عملها تحضيرات الانطلاقة الجديدة بعد استحواذ شركة "تواصل" على «الحياة»، أصدرت محكمة استئناف القاهرة، أمس الثلاثاء، أمرا برفع السرية عن حسابات شركة «سيجما» للإعلام المالكة السابقة لشبكة قنوات «الحياة»، لدى البنوك المحجوز لديها استحقاقا لمديونية قناة «إم بي سي» ونفاذا لحكم التحكيم رقم 1012 لسنة 2014 الصادر من مركز القاهرة للتحكيم. وتدين «سيجما» لقنوات «إم بي سي» بمبلغ يزيد عن 6 ملايين دولار أمريكى، قيمة حقوق بث مسلسلات وأعمال فنية حصلت عليها قنوات الحياة من شبكة القنوات السعودية ولم تسدد مقابلها حتى الآن. توريط «تواصل» الأزمة الحالية بين «سيجما» و«إم بي سي» نالت من سمعة شبكة الحياة وورطت الإدارة الجديدة أمام جمهورها، غير أن شريف خالد، رئيس مجلس إدارة شركة «فالكون» صاحبة شركة «تواصل» المالك الجديد لمجموعة شبكة قنوات الحياة، خرج في تصريحات إعلامية سابقا، نفى خلاله إمكانية تنفيذ حجز قناة «إم بي سي» على أرصدة «الحياة» لأنها لا تخص المالك الجديد «أي شركة تواصل»، في المقابل صرح ثروت عبد الشهيد المستشار القانونى لشركة «إم. بى. سى» بأن شركته حصلت على موافقة محاكم القاهرة والجيزة على توقيع تلك الحجوزات. واستحوذت «تواصل» على مجموعة قنوات شبكة الحياة من مجموعة «سيجما» التابعة للسيد البدوي رئيس حزب الوفد، في صفقة بيع مقابل 250 مليون جنيه على عامين، وذلك بعد سداد الديون للعاملين والمحتجين والبنوك، عدا القضايا التى تنظر فى المحاكم حاليا. منحنى الأزمات وبهت توهج مجموعة قنوات الحياة التي انطلقت في أواخر عام 2008، وتصدر قنواتها الساحة الإعلامية، بعدما ضربتها أزمات مالية متتالية سقطت فيها بالسنوات الثلاث الأخيرة، ما دفعها إلى اتخاذ إجراءات تقشف وترشيد نفقات، تخلت خلالها على عدد من العاملين وأبرز مقدمي البرامج فيها، وتغيرت على أثر ذلك الخريطة الإعلامية للقناة بعد تراجعها عن التوسع ببث قنوات رياضية واكتفت ببرامج ضمن فقراتها الإذاعية. ونافست شبكة تليفزيون الحياة غريمتها السعودية «إم بي سي»، سابقا واحتلت المركز الأول بإحصاءات المشاهدات على المستوى المصري، والثاني على المستوى العربي بعد مجموعة «إم بي سي»، وأطلقت المجموعة السعودية قناة مختصة بالشأن المصري «إم بي سي مصر» اختطفت مذيعي الحياة بعد تسديدها ضربة للأولى بجذب رئيس شبكة تليفزيون الحياة السابق محمد عبد المتعال وترؤسه القناة السعودية الوليدة حينها. ومع عزوف المشاهدين عن الحياة بعدما جذبهم برامج القنوات الأخرى بينها «أون تي في» و«سي بي سي» ومؤخرا «دي إم سي»، تصاعدت الأزمات أمام «سيجما» المالك القديم دفعتها لتسريح معدين وعاملين وإلغاء عدد من البرامج لترشد نفقاتها فيما عجزت عن سداد أجور العاملين بها لعدة شهور ما دفعهم لامتناع بعضهم عن العمل، وتجمهر آخرون بمدينة الإنتاج الإعلامي احتجاجا على تأخر صرف مستحقاتهم. وفسخ إعلاميون على أثر الأزمة المالية في القناة بفسخ عقودهم معها، ما أسفر عن توقف عدد كبير من البرامج عن البث، واتهم عاملون بالقناة الإدارة السابقة بالتسبب في تلك الأزمة المالية لاتجاهها لإنتاج برامج باهظة التكاليف مؤخرًا، مثل: «ضربة حظ»، والموسم الرابع من «تياترو مصر»، و«فحص شامل» وغيرها من البرامج التي كلفت القناة أكثر من 150 مليون جنيه دون رعاية البرامج الأساسية بالقناة. وتواصلت أزمات مجموعة قنوات «الحياة»، عندما قامت إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي بقطع البث والكهرباء عنها لتأخر سداد مديونياتها، في يوليو الماضي، كإجراء تمهيدي لفسخ التعاقد بينهما لعدم وفاء القناة بسداد المديونيات المستحقة عليها. الثوب الجديد وحاولت «الحياة» طي صفحة الأزمات، في سبتمبر الماضي، وارتدائها ثوب جديد مع إدارتها الجديدة من قبل شركة «تواصل» التي اختارت الإعلامية هالة سرحان لتولي منصب رئيس الشبكة، وفور ذلك أعلنت عن تعاقدها مع عدد من الإعلاميين وفق خطة جديدة تعمل بها تستهدف من خلالها تقديم عدد من البرامج السياسية والاجتماعية والترفيهية لتعود القناة إلى صدارة المشاهدة على الساحة الإعلامية. وبالفعل عاد من جديد برنامج «الحياة اليوم» بعد أن توقف لفترة زمنية، وانفرد بتقديمه الإعلامي تامر أمين، وهو من نوعية برامج «التوك شو»، وكما أعلنت القناة عن تعاقدها مع الإعلامي عماد الدين أديب لتقديم برنامج «انفراد» ولم يقدم منه سوى حلقة واحدة فقط، حتى الآن. وفاجأت القناة جمهورها، بالإعلان عن تعاقدها مع المطرب عمرو دياب لتقديم على برنامج تليفزيونى جديد، بمواصفات عالمية تظهر على شاشات التليفزيون لأول مرة، ومن المقرر أن يعرض البرنامج على قناة الحياة في أكتوبر ٢٠١٨. وعن أزمة المرتبات، فوفقا لروايات العاملين بالقناة، فإن «تواصل» وعدتهم بتسديد مستحقاتهم وجدولتها، وذلك بعد اكتمال صفقة البيع بين الجانبين، بما يسمح للبنك بإعطاء موافقة بنكية للشركة المالكة الجديدة لوضع الرواتب في حسابات العاملين. وعلى الرغم من امتصاص غضب العاملين إلا أن مصير أزمة الحسابات البنكية بين «الحياة» و«إم بي سي» سيظل مثيرا في الساحة الإعلامية إلى أن تحسمه الأجهزة التفيذية وأورقة القضاء خلال الأيام المقبلة.