أزمة بين «حساسين» و«الشيخ» في «العاصمة».. والمطردون من TEN يهددون بالاعتصام عبر الأشهر القليلة الماضية شهدت خريطة الإعلام في مصر تغيرات وتقلبات بالجملة، كان أبرزها بزوغ نجم شبكة قنوات "دى إم سي" وإعادة إطلاق شبكة قنوات "أون تى في" في ثوبها الجديد بعد أن أضحت أسهمها بالكامل في حوزة رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة. عملية إطلاق شبكات جديدة، صاحبتها عملية مماثلة استهدفت إعادة "فك وتركيب" لبعض القنوات القديمة الموجودة على الساحة منذ فترة، في سبيل خلق ما يسميه البعض ب "الإعلام الجديد". في هذا السياق أنفق القائمون على عدد من هذه الفضائيات مبالغ مادية طائلة، فاقت تكلفتها حدود الخيال، وكان على رأسها قناة "أون تى في" و"دى إم سي". مصادر خاصة كشفت، أن رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة أنفق نحو 50 مليون جنيه للحملة الدعائية-فقط - التي دشنتها القناة لبرنامج الإعلامي عمرو أديب، فضلًا عن أجر "أديب" نفسه الذي يقدر بنحو 25 مليون جنيه سنويًا وهو ضعف المبلغ الذي كان يتقاضاه خلال وجوده في شبكة قنوات "أوربت" وفقًا لآخر تعاقد وقعه مع الشبكة السعودية في العام الماضى 2015. غير أن مسئولى الشبكة يراهنون في تجربتهم الجديدة على النجومية والشعبية الطاغية ل "عمرو"، وهو ما جعل عددا كبيرا من شركات الإعلانات تتدافع إلى برنامجه منذ الحلقة الأولى، ويحقق عائدًا ماليًا كبيرًا للغاية من هذه الإعلانات، في تجربة يعتبرها كثيرون موفقة وناجحة للغاية بعد المؤشرات الإيجابية التي ظهرت خلال الأسبوع الأول فقط من عمر البرنامج، حيث أضحى برنامج "أديب" حديث المدينة بحواريها ومقاهيها وليس فقط حديث مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة. أما شبكة قنوات "دى إم سي" فلم تكن ضربة البداية موفقة كثيرًا بالنسبة لها من خلال إطلاق قناتها الرياضية، خاصة بعد فشلها مؤخرًا في الفوز بمزايدة شراء دوري القسم الثاني، والتي عقدها اتحاد الكرة بين عدة شركات إعلانية، وفازت بها شركة "فيوتشر ميديا" الوكيل الإعلانى الحصرى لشبكة قنوات "سى بى سي". مصادر من داخل "دى إم سي" كشفت أن الأمر سيتسبب في خسارة مالية للقناة تقدر بنحو 30 مليون جنيه، حيث كانت القناة تعاقدت على شراء مباريات 20 ناديًا من أندية القسم الثاني، نظير ما يقرب من 150 ألف جنيه لكل نادٍ، كما أنها تعاقدت مع المذيع محمد الليثى لتقديم الاستوديو التحليلى للمباريات نظير 25 ألف جنيه شهريًا، ومع أربعة محللين رياضيين من بينهم محمد عمارة وهشام حنفى نظير 25 ألف جنيه أيضًا لكل واحد من الأربعة. كما قامت القناة بتشييد ديكورات جديدة كلفتها مبالغ كبيرة أيضًا، الأمر الذي وضع مسئولى القناة في ورطة، بعد أن نجحت "سى بى سي" في خطف مزايدة اتحاد الكرة، والظفر بإذاعة المباريات على شاشتها بشكل حصرى لمدة موسمين متتاليين. المصادر أشارت إلى أن مسئولى القناة يبحثون حاليًا طرح مبادرة مع "سى بى سي"، تنص على إهدائها إذاعة مباريات الدوري الممتاز على شاشتها، والتي تذاع حصريًا على "دى إم سي"، و"أون تى في" مقابل أن تحصل القناة من "سى بى سي" على حق إذاعة مباريات القسم الثانى لتفادى هذه الخسارة المالية الفادحة التي تقدر بنحو 30 مليون جنيه كما سبق. وذكرت المصادر، أنه من المقرر أن تشهد الأيام المقبلة انفراجة في هذا الشأن، في حال تم التوصل إلى صيغة اتفاق نهائى بين الطرفين على بنود المبادرة. أما فضائية "العاصمة" المملوكة لعضو مجلس النواب سعيد حساسين، فتبدو الأوضاع في داخلها هذه الأيام على صفيح ملتهب، بعد أن أنفق "حساسين" مؤخرًا ما يقرب من 20 مليون جنيه تكلفة لإطلاق قناة "العاصمة الجديدة" منها مليون دولار كان قد دفعها "حساسين" لحجز تردد القناة. وبحسب مصادر من داخل القناة، فإن هناك خلافًا نشب مؤخرًا بين مالك القناة وأسامة الشيخ رئيس القناة، الذي تعهد بتوفير إعلانات للقناة، لكنه فشل حتى الآن بشكل كامل في هذه المهمة. الخلافات بين "حساسين" و"الشيخ" تصاعدت حدتها خلال الأيام الماضية، بعد عدم نجاح الأخير في جلب إعلان واحد للقناة، رغم تعاقده مع عدد من الأسماء الإعلامية البارزة من بينهم جابر القرموطي، ومنى سلمان، وبثينة كامل، فضلًا عن ضمه لفريق كامل من المعدين والفنيين والمخرجين، وتقاضيهم رواتب كبيرة شهريًا من 10 إلى 15 ألف جنيه، فيما يتقاضى العاملون بالقناة الأولى من رجال "حساسين" مبالغ زهيدة لا تتعدى الثلاثة آلاف جنيه شهريًا. وتطورت الخلافات إلى حد الاشتباك بالكلام بين الرجلين يوم الإثنين الماضي، بعد أن توجه مالك القناة ل "الشيخ" بسؤال خلال جلسة مغلقة بينهما قائلًا: فين الإعلانات؟ المصادر أكدت أنه تم الاتفاق على مغادرة "الشيخ" للقناة بحلول يوم 10 أكتوبر المقبل، وإنهاء مهمته بشكل رسمي، فيما يعد "حساسين" خطة لتصفية بعض العاملين، على أن تبدأ عملية التصفية بمذيعى البرنامج الصباحى "صباح العاصمة". قناة "TEN" هي الأخرى تكبدت خسائر مالية فادحة على مدى الأشهر الماضية، بلغت نحو 50 مليون جنيه على مدى ثمانية أشهر فقط - بحسب مصادر من داخل القناة-، ما دفع الإدارة الإماراتية لتصفية كل رجال عماد جاد رئيس مجلس إدارة القناة على مدى العشرة أيام الماضية، وشملت عملية التصفية نحو30 عاملًا من أقسام الإنتاج، والجرافيك والمونتاج، والسوشيال ميديا كدفعة أولى، ثم دفعة ثانية شملت 12 عاملًا من قسم الإخراج، كما أطاحت القناة منذ فترة برئيس المحطة مجدى عنبر ولا يزال مقعده شاغرًا إلى الآن، مشيرة إلى أن عددًا من العاملين بقسم الإنتاج والذين تمت الإطاحة بهم هددوا بالاعتصام أمام السفارة الإماراتية بالقاهرة للحصول على كافة مستحقاتهم، فاضطرت الإدارة لصرف 5 أشهر لهم بمعدل شهرين عن كل عام، خوفًا من تصاعد الأمور وخروجها إلى وسائل الإعلام.