أيدت 123 دولة من أعضاء الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، مشروع القرار العربي، الذي يؤكد سيادة فلسطين على القدسالشرقية، ويرفض القرار الأمريكي، الذي اعترف بأن المدينة عاصمة لإسرائيل. القرار الذي رفضته 9 دول فقط، من بينها أمريكا وإسرائيل وعدد من الدول التي تقع في منطقة الكاريبي وأمريكا الوسطى، والتي تتبع بالضرورة في سياساتها الخارجية نفس نهج الولاياتالمتحدة. إلا أن نحو 35 دولة اختارت أن تمتنع عن التصويت على القرار، وهو ما احتفى به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، الذي أكد رفض الكيان الصهيوني له. الغريب أن من بين تلك الدول التي امتنعت عن التصويت، دول إفريقية وأخرى من أمريكا اللاتينية، والتي تشترك مع الدول العربية في تجمعات دولية تدعم حقوق الشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل الاستقلال. لكن الصادم أكثر أن دولتين إسلاميتين كانتا من بين الممتنعين، الأولى "بنين"، وهي عضو في منظمة التعاون الإسلامي، وهو ما قد يعود إلى النفوذ الأمريكي الكبير في دول القارة الإفريقية، وما تقدمه من دعم عسكري واقتصادي كبير لها، ويشكل المسلمون في "بنين" ثاني أكبر طائفة بعد المسيحين الكاثوليك، وبفارق طفيف للغاية. كما امتنعت "أوغندا"، وهي عضو أيضًا في المنظمة، عن التصويت، ولأسباب مماثلة ل"بنين". والثانية هي البوسنة والهرسك، وهي عضو مراقب بالمنظمة نفسها، كما أن أغلب سكانها مسلمون، إلى أن موقفها يعود للعلاقات الوثيقة التي تجمعها مع أمريكا، خاصة وأن الأخيرة قدمت دعما كبيرًا في حرب البلقان، وأسهمت بشكل رئيسي في هزيمة صربيا وانسحابها من البوسنة، ومن ثم مفاوضات الاستقلال.