استقلال كوسوفو .. حماية للأمن الأوروبي محمد صلاح الدين أريد أن أسجل هنا بكل تقدير، مسارعة منظمة المؤتمر الإسلامي للاعتراف باستقلال كوسوفو، بعد ساعات من إعلان الرئيس الكوسوفي إعلان استقلال بلاده، في جلسة تاريخية لبرلمان كوسوفو، وكانت منظمة المؤتمر الإسلامي بذلك أول منظمة دولية، وأول صوت إسلامي، يدعم مبادرة الاستقلال لشعب مسلم شقيق، ظل فريسة سهلة للمجازر الصربية لعدة قرون. ولابد من الإشارة إلى أن مبادرة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور أكمل الدين أحسان أوغلي، بالاعتراف باستقلال كوسوفو، إنّما هي تطبيق لقرارات القمة الإسلامية المتعاقبة، بالوقوف مع إخوتنا مسلمي البلقان، في كفاحهم لتوفير الأمن والاستقرار لبلدانهم، وحماية أرواحهم، وبناء مستقبل كريم لأجيالهم. والحق أن قرار الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدةالأمريكية، دعم خيار الاستقلال لكوسوفو، إنّما هو قرار واقعي، يأخذ في اعتباره أولاً، قرونًا من المذابح المروّعة التي ارتكبها الصرب ضد مسلمي البلقان عمومًا، والبوسنة وكوسوفو على وجه الخصوص، كما أسلفت في كلمة الأمس، والطبيعة الإجرامية المتطرّفة لقيادات هذا الشعب على مر التاريخ، كما يقطع الطريق ثانيًا، على المزيد من المجازر التي يمكن أن تقع في المستقبل، لو استمر مسلمو كوسوفو (92%) تحت حكم الصرب وسيطرتهم. ولعلّ ممّا يؤكد هذه النظرة الواقعية المستقبلية، أن الرؤوس الكبيرة المسؤولة سياسيًّا وعسكريًّا، عن المجازر الجماعية المروّعة في البوسنة والهرسك خاصة سربرينيتسا، وهما المجرم رادوفان كراجيتش، وساعده الأيمن الجنرال راتكو ميلاديتش، وعدد آخر من كبار مجرمي الحرب المطلوبين دوليًّا للمحكمة الدولية، لا يزالون أحرارًا طلقاء، وقد فشلت جهود القوات الدولية في القبض عليهم، لأنهم يتمتعون بحماية القوات المسلحة الصربية، وتواطؤ الحكومات الصربية المتعاقبة. استقلال كوسوفو إذن خطوة حكيمة تستهدف إغلاق الأبواب أمام مسلسل جديد من المجازر الدموية المروّعة، والإبادة الجماعية لمسلمي البلقان يهدد الأمن الأوروبي، ومسارعة منظمة المؤتمر الإسلامي للاعتراف باستقلال كوسوفو، مبادرة ذكية واجبة، نأمل أن تدعمها الدول الأعضاء في المنظمة، بالمسارعة بالاعتراف بالدولة الوليدة، ومد يد العون لها في كافة المجالات. عن صحيفة المدينة السعودية 28/2/2008