كتبت: بسنت فاروق "هل حاولت السعودية إعطاء الضفة الغربية من فلسطين إلى إسرائيل؟".. هكذا بدأت صحيفة "ذا أمريكان كونزرفاتيف"، تقريرها، مشيرة إلى قرار ترامب الأخير بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل. الصحيفة الأمريكية قالت، إن "هذا الإعلان يمكن أن يكون جزءا من خطة أوسع لمساعدة إسرائيل للسيطرة على القدس والضفة الغربية، وترك الشعب في غزة فقط". حيث كشفت الصحيفة عن تفاصيل الاجتماع المفاجئ الذي عقد الشهر الماضي، بين محمود عباس رئيس السلطات الفلسطينية، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وقالت الصحيفة، إن "هناك مصدر رفيع المستوى كان مطلعاً على هذا الاجتماع وأوضح تفاصيل إعلان ترامب والخطط الأوسع بشأن المنطقة". وتابعت "كان قد ذهب عباس إلى الرياض في السادس من نوفمبر الماضي، تلبية لطلب بن سلمان، في إطار الجهود التي يبذلها الأخير من أجل إقامة مشروع مشترك بين الدول العربية والأمريكية ضد إيران وحلفائها". وقال المصدر إن "بن سلمان، أعلن أن مبادرة السلام العربية -التي تنص على وجود اعترافا عربيا بالسلام مع إسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربيةوغزة مع القدسالشرقية – أصبحت منتهية". وأضاف أنه حان الوقت لوجود خطة بديلة، وهي وجود الفلسطينيون في قطاع غزة، على أن يتم إعطاءهم جزء من أراضي سيناء. فأجاب عباس "وماذا عن القدس ومستوطنات الضفة الغربية؟"، فقال بن سلمان "ستكون هذه المسائل قابلة للتفاوض وسنساعدك". ووفقا للمصدر، عرض بن سلمان على الرئيس الفلسطيني 10 مليار دولار لقبول هذه الصفقة، وقال المصدر "لم يقم بعباس بقبول العرض أو رفضه". وأشار المصدر إلى أن بن سلمان، قام بكتابة رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، محدداً فيها التعهد السعودي غير المسبوق بالمشاركة مع مصر واسرائيل والولاياتالمتحدة في دعم الشروط الأمنية لمعاهدة السلام التاريخية بين إسرائيل ومصر. ويمكن فهم هذه الرسالة في إسرائيل كدليل عملي على أن المملكة العربية السعودية مستعدة للتعامل مع إسرائيل دون أي شرط يتطلب إقامة دولة فلسطينية في غزة أو القدس أو في أي مكان. وتساءلت الصحيفة: من الذي وضع هذه الفكرة في رأس بن سلمان؟، قائلة: إنه ليس هناك العديد من الخيارات، فالإجابة هي: إسرائيل. وأشارت إلى أن قيام دولة فلسطينية في غزة ينظر إليه منذ وقت طويل من قبل المسؤولين الإسرائيليين، كوسيلة لإجبار العرب على ضم إسرائيل للضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وعن كيفية نقل هذه الفكرة الإسرائيلية إلى الرياض قبل إعلان ترامب بشأن القدس، قالت الصحيفة الأمريكية، إنه "قبل أيام فقط من اجتماع عباس وبن سلمان، سافر المبعوثان الأمريكيان جاريد كوشنر (صهر الرئيس الأمريكي) -والمعروف بصداقته الطويلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنباهو- وجيسون جرينبلات (المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط) إلى الرياض للقاء ولي العهد السعودي". كان قد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء الماضي، القدس عاصمة لإسرائيل، مطالبًا الخارجية الأمريكية بنقل سفارة الولاياتالمتحدة المتواجدة بإسرائيل إلى القدس بدلًا من تل أبيب.