«غلبان وبتاع ربنا».. كان هذا لسان حال أهالي قرية «بني شبل» التابعة لمركز الزقازيق في الشرقية، وهم يشيعون جنازة «كريم رشاد محمد» مُعاق ذهنيًا، لم تتجاوز سنواته ال21 ربيعًا، والذي لقي مصرعه متأثرًا بتعرضه للحرق حيًا بنسبة حروق بلغت 70% من جسده، على يد ثلاثة من جيرانه سكبوا عليه «بنزين» بالقرب من منزله بالقرية. وشيع العشرات من أهالي القرية، جنازة «كريم» منذ يومين؛ بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى «ههيا» للحروق. «عقله كان زي الأطفال وملوش في أذية الناس» قالتها الحاجة «كريمة عبدالله» موضحةً أن الجناة لم يرحموا نجلها أو يراعوا قدراته الخاصة وإعاقته الذهنية، إذ أقدموا على استدراجه وتوثيقه بالحبال وإشعال النيران فيه بعدما سكبوا البنزين عليه. «طول عمره كان متعود يخرج يتمشى في البلد ويرجع على آخر النهار» تضيف الأم ل«التحرير»: «كريم كان غلبان ومخه على أده وعمري ما تخيلت يحصله كده»، لافتةً إلى أن نجلها كان معتادًا على التبرع بدمه كلما تصادف وجود حملة طبية بالقرية. وسردت الأم تفاصيل يوم الواقعة «من حوالي 10 أيام كنت قاعدة في أمان الله لقيت حركة في الشارع والناس عمالة تقول حرقوا كريم وجريت وسط الناس لقيت ابني النار غيرت ملامحه، وولاد الحلال ساعدوني وجرينا به على المستشفى لكن حتى العلاج منفعش معاه وروحه طلعت بعد حوالي أسبوع». وذكرت مديرية الأمن أن أحد المتهمين أفاد بعد ضبطه بارتكابه الواقعة برفقة اثنين من أصدقائه، بسب قيام المجني عليه بقذفه ب«حجر» حال مروره بالشارع، وتم التحفظ على المتهم تحت تصرف النيابة العامة، والتي أمرت بتجديد حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وسرعة ضبط المتهمين الآخرين.