قبل أسابيع من الإعلان عن القائمة السوداء عن الشركات العاملة في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، تبذل الولاياتالمتحدة وإسرائيل جهودًا حثيثة لمنع نشر هذه القائمة. ونقلت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية عن عدد من المسئولين أن إسرائيل تأخذ موضوع "القائمة السوداء" بجدية، خوفًا من أن يتسبب نشرها في عزوف الشركات عن العمل في المستوطنات. كان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قد دعا لإنشاء قاعدة بيانات تضم الشركات التي تعمل في المستوطنات، بعد دعوة المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، للتحقيق في "تأثير المستوطنات الإسرائيلية على الفلسطينيين". ويعارض المجتمع الدولي بشدة بناء المستوطنات، التي يعتبرها تبني على أراضي محتلة مملوكة للفلسطينيين لبناء دولتهم عليها، ويعتبرها مجتمعات غير قانونية. وصرح مسئولون إسرائيليون أن نحو 100 شركة إسرائيلية، بالإضافة لخمسين شركة أوروبية وأمريكية عاملة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، تلقوا تحذيرات بأنهم ضمن القائمة السوداء. ولم يتم تسمية معظم الشركات التي تلقت التحذير، إلا أن مسئول إسرائيلي كشف أن القائمة تضم بنوك إسرائيلية، وسلاسل مطاعم، وأسواق تجارية، وشركات أمنية، بالإضافة للشركات الدولية العملاقة التي تساهم في أعمال بناء وصيانة المستوطنات. وأكد يوجين كونتوروفيتش مدير قسم القانون الدولي في منتدى سياسة كوهيليت في القدسالمحتلة، أن نشر القائمة من الممكن أن يشوه سمعة الشركات المدرجة على اللائحة، وأضاف أنه من الممكن استغلال تلك اللائحة كقاعدة لاتخاذ خطوات قانونية ضد تلك الشركات. من جانبه أكد داني دانون السفير الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة، أن إسرائيل ستفعل ما بوسعها لضمان ألا ترى هذه القائمة النور. وكثيرًا ما اتهمت إسرائيل الأممالمتحدة، وخاصة مجلس حقوق الإنسان بالانحياز ضد إسرائيل، حيث تعد إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي يتم استعراض سجلها الحقوقي في دورات المجلس الثلاث كل عام. وتحظى حملة إسرائيل ضد إصدار القائمة بدعم أمريكي من إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث كثيرًا ما هاجمت أمريكاالأممالمتحدة بسبب مواقفها من إسرائيل. ففي أكتوبر الماضي انسحبت الولاياتالمتحدة من منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، بسبب زعمها الانحياز ضد إسرائيل. كانت نيكي هالي السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة قد هاجمت مجلس حقوق الإنسان بشدة، وهددت بانسحاب الولاياتالمتحدة من المجلس بسبب انحيازه ضد إسرائيل. وأشارت الشبكة الأمريكية، إلى أن نشر هذه القائمة، سيعد الاختبار الأقوى لتهديدات الولاياتالمتحدة بالانسحاب من المجلس، حيث بدأت إسرائيل وأمريكا في حملة واسعة لحجب هذه القائمة، ومنعها من الظهور. ويبدو أن الحملة الأمريكية الإسرائيلية تمكنت من تحقيق بعض النجاحات، حيث أعلن مكتب المفوض السامي تأجيل إعلان القائمة للمرة الثانية إلى بداية العام المقبل بعد أن كان مقررًا في ديسمبر المقبل.