داخل منزل من الطوب الأبيض، تبرعت إحدى الجمعيات الخيرية به، ودون سقف يحمي أسرة مكونة من 7 أفراد، بقرية الخرطوم شمال مدينة الخارجة والتي تبعد عنها حوالي 50 كيلو مترا بمحافظة الوادي الجديد، جلس الحاج "محمد على" أرضًا متكئًا على حائط منزله الصغير الذي يحوي أفراد عائلته. عندما اقتربنا منه ظهرت على وجهه ملامح الشقاء والجوع والمرض والألم، بسبب مرضه وعجزه الذي يمنعه من أداء واجبه نحو أسرته في أن يوفر لهم الحياة الكريمة التي يتمناها. الحاج «محمد زويد عويضة» البالغ من العمر 46 عامًا، ويعمل مزارعا ولديه من الأبناء 5، كُتب عليه الشقاء حيث كان يعمل ليلاً ونهارا في فلاحة الأراضي الزراعية بالإيجار، حتى يوفر لقمة العيش الكريمة لأسرته الصغيرة ولكن بعد مرضه بفيروس الكبدي الوبائي (C)، أصبح الأمر مستحيلا، ليعتمد على المعاش الضماني الذي يتقاضاه من التضامن الاجتماعي. على الرغم من أن "الحاج محمد" يلتقط أنفاسه بصعوبة من شدة الألم، إلا أنه تناسى مرضه ليفكر في عائلته التي تنام على الأرض وأسرهَ مصنوعة من الجريد في عز البرد، دون سقف، وكذلك بدون طعام يكفي احتياجات أبنائه، متمنيا الموت ليرتاح من هم الأولاد، حيث أن أبناءه جميعا في التعليم وقام بتسريب ابنته من التعليم لتتزوج وهي لم تكمل 18 عامًا، حتى يرتاح من همها على حد قوله. وأوضح الحاج محمد: "أننا لا نمتلك بوتاجاز نطبخ عليه والحمام بدون باب، كما أن هناك تصدعات وشروخ كبيرة في الجدران بسبب عدم تمحيرنا للمنزل". وناشد الحاج محمد، أصحاب القلوب الرحيمة لمعاونته في توفير حياة كريمة له ولأسرته وعمل سقف للمنزل يحميهم من برد الشتاء القارص، وتوفير عمل له بدون مجهود حتى يستطع الإنفاق عليهم.