داخل أروقة محكمة الأسرة المكتظة بالأسر ومئات القصص.. يقف رجل يبدو في العقد السادس من العمر، يرتدي جلبابا، ومعه ابنته التي لم تتجاوز الثلاثين، وهما يبحثان عن مكتب النزاعات الأسرية. التقينا الرجل، الذي روى معاناة ابنته: "كنت أظن أن المال وحده قادر على إسعاد ابنتي، وكفيل بجعلها تعيش حياة زوجية مستقرة.. تخيلتها حياة بلا صعوبات، لكنها تحولت إلى جحيم مع زوج نصاب خدع الجميع". اتلتقط ابنته " حسناء" طرف الحديث، وبدأت تسرد لنا قصة زواجها الذى لم يمر عليه عاما، قائلة: "زوجى كان فى فترة الخطوبة شخص يغرقني في كرمه ويجذبني بهداياه القيمة، رغم أنها كانت فترة قصيرة للغاية إلا أنه كان بمناسبة أو بدون، يقدم لي أجمل الهدايا وهذا أكثر ما اثار إعجاب أسرتى به". "كان كثير التحدث عن عمله فى بلدان الخليج، والراتب الذى يتحصل عليه شهريا، لذلك شعرت بأنه الزوج المناسب ووافقت على كافة شروطه دون أن أدرك أن لغته هي لغة المال فقط"، تابعت حسناء، مضيفة: "اشترانا بالمال، ووضع شروطه وفرضها على الجميع، وكان أولها العيش فى منزل والده، حتى يطمئن علي في حالة سفره للعمل، مقابل ذلك وافق هو الآخر على كافة شروط والدى من إحضار شبكة ثمينة وغيرها من تفاصيل الزواج، و تمت تجهيزات العرس فى عجلة حتى جاء اليوم الموعود وظهرت حقيقة زوجى أمامى". وأكملت: "بعد مرور أسابيع كانوا من أجمل أيام عمري معه، لكني كلما فكرت أنها مجرد أيام وسينتهي شهر العسل ويعود زوجي لعمله بالإمارات أشعر بالاستياء، لكنه بدأ يتحجج بتأجيل سفره خوفا على زعلي، ومرت الأيام والشهور ولم أسمع منه خبرا عن سفره". و بدأت أتساءل لماذا يجلس زوجى معى طوال هذه الفترة، ولم يذهب إلى عمله في الإمارات كما قال، حتى انكشف كذبه علي وأسرتي، وأنه عاطل ليس له مهنة ولا عمل أو أي شئ، وبالمصادفة اكتشفت أثناء رؤيتي لهاتفه المحمول أنه نصاب ولم يكن لديه جواز سفر من الأساس. صدمت "حسناء" وعقدت المفاجأة لسانها، لكنها قررت التسلل الى داخله لمعرفة حقيقته ولو بالحيلة، ونجحت في الحصول منه على اعتراف كامل بكل عمليات النصب والاحتيال التي قام بها، وضحاياه، وسجلت كل اعترافاته بالتفصيل حتى تستخدمها كوسيلة ضغط في التخلص منه وطلب الطلاق. تستكمل الفتاة: "لم تكن هذه الصدمة الأولى لى ولم تكن الأخيرة، بل اكتشفت أن عائلته قد شاركوه كذبه علينا، وصدمت بأن حماتى تطلب منى أن اشاركها فى أعمال المنزل والتنظيف وإحضار الطعام، وحاولت إقناعها كثيرا اننى مازالت عروسة جديدة، لكن محاولاتى باءت بالفشل وأصرت على ذلك أو طلاقى من ابنها، وقتها فرحت بأنني سأتخلص من هذا النصاب دون مشاكل، خاصة أنه هددني بالقتل لو فكرت أن أفضح أمره مع عائلتي، لكنه رفض طلاقي، ومن هنا بدأت المشاكل تعترض طريقى خاصة مع والدته وتحولت من عروسة إلي خادمة في منزل زوجي النصاب". وتابعت "حسناء" توجهت إلى منزل والدى بعد أن اعتدت عليا حماتي فى إحدى المشكلات بالضرب، وبعد أن أصرت على طردى بعد رفضي خدمتها، وأنا بالشهور الأولى من الحمل، مختتمة: "عندما أصرت علي طردي من البيت كان ما فعلته بمثابة طوق نجاة، فقد عدت إلى منزل والدي وأخبرته بكل شيء، وساعدني وذهب معي لمحكمة الأسرة لأقيم دعوى خلع ضد زوجي واتحرر منه".