قال شادي صلاح الدين، شقيق الشهيد عمرو صلاح، أحد ضحايا حادث الواحات الإرهابي، إن «الشهيد من تخرجه من كلية الشرطة، انضم للعمليات الخاصة بالأمن المركزي، واتحايلنا عليه كتير إنه يتنقل ويسيب القطاع نظرًا لخطورته، ولكنه دايمًا كان بيرفض ويقول (العمليات الخاصة مكان للرجالة، وأنا ماسبش زملائي اللي أكلت معاهم عيش وملح)». أضاف «شادي»، خلال مداخلة ببرنامج «العاشرة مساءً»، عبر فضائية «دريم»، مساء السبت، «كل يوم كان يروح مأمورية بنعيش على أعصابنا، ومننساش دوره في فضّ اعتصام رابعة الإرهابي، كان موجود هناك، عمرو اشترك في عمليات كتير جدًا، وتصدى بمفرده لهجوم على قسم الأزبكية، وكان دايمًا بيُختار للعمليات الصعبة، وحبيبي مايتعزّش على ربنا». تابع: «نريد نحن أهالي الشهداء أن نعلم أين كان التقصير، ده من حقنا، شهداء الشرطة يسقُطوا يومًا بعد يوم، لحد امتى؟ هل دم ولادنا رخيض؟ دم أولادنا غالي جدًا، وقطاع العمليات الخاصة الأكثر تدريبًا وتسليحًا، واللي فيه مش مجرد رجالة دول وحوش، معنى إن مأمورية تتصفى بالكامل فإحنا عايزين نعرف إيه اللي حصل». واصل: «عمرو قالي إن في مأمورية، كانوا جاهزين ومستعدين، يبقى إيه اللي حصل؟ مفترض إن الداخلية هي اللي بتعمل كمائن مش هيتعمل فيها كمين، أنا أخويا راجل وماسبش سلاحه لحد ما أستُشهد، وكل اللي معاه كانوا رجالة، رجالة تفخر بها أمم ودول ويشرفوا أي حد، عمرو عاش راجل ومات راجل، وهنفضل فخورين باللي عمله». فيما عقب، الإعلامي وائل الإبراشي، مقدم البرنامج، «نحن أمام رجال بالفعل، وأنت ذكرتني بالفعل إن عمرو في فضّ اعتصام رابعة كان لاعبًا أساسيًا مع زملائه، وانتوا عارفين إن الفضّ كان من أصعب العمليات، كانوا أمام اعتصام مسلح يضم مدنيين أبرياء زُّج بهم، وبين مسلحين إرهابيين يستخدمونهم كساتر». كان هجوم إرهابي، استهدف قوات الشرطة بطريق الواحات أمس الجمعة، وقالت وزارة الداخلية، في بيان رسمي صدر اليوم السبت، إن معلومات وردت إلى قطاع الأمن الوطني حول اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية إحدى المناطق بالعمق الصحراوي بالكيلو 135 بطريق «أكتوبر - الواحات» في محافظة الجيزة، مكانًا للاختباء والتدريب والتجهيز للقيام بعمليات إرهابية، مستغلين الطبيعة الجغرافية الوعرة للظهير الصحراوي وسهولة تحركهم خلالها. وأضاف البيان، أن القوات الأمنية أعدت مأموريتين من محافظتي الجيزة والفيوم لمداهمة تلك المنطقة، إلا أنه حال اقتراب المأمورية الأولى من مكان وجود العناصر الإرهابية، شعروا بقدوم القوات وبادروا باستهدافهم باستخدام الأسلحة الثقيلة من كل الاتجاهات، فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات، مما أدى إلى استشهاد 16 من القوات «11 ضابطًا، و4 مجندين، ورقيب شرطة» وإصابة 13 آخرين، بينهم 4 ضباط، إلى جانب فقدان أحد ضباط مديرية أمن الجيزة، لا يزال البحث جاريًا عنه. وأشار البيان، إلى تمشيط قوات الأمن المناطق المتاخمة لموقع الأحداث، مما أسفر عن مقتل وإصابة 15 إرهابيًا، والذين تم إجلاء بعضهم من مكان الواقعة بمعرفة الهاربين منهم. ونعت وزارة الداخلية في ختام بيانها، شهداءها الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن ودفاعًا عن المواطنين، مؤكدة أن ذلك لن يزيدهم إلا إصرارًا وعزيمة على الاستمرار في بذل المزيد من الجهد، لاقتلاع جذور الإرهاب وحماية وطننا الغالي. وأهابت الداخلية بوسائل الإعلام تحري الدقة في المعلومات الأمنية قبل نشرها، والاعتماد على المصادر الرسمية، وفقًا للمعايير المتبعة في هذا الشأن، وكذا إتاحة الفرصة للأجهزة المعنية في التحقق من المعلومات وتدقيقها، لا سيما في ظل ما قد تفرضه ظروف المواجهات الأمنية من تطورات، الأمر الذي قد يؤدى إلى التأثير سلبًا على سير عمليات المواجهة والروح المعنوية للقوات.